مديرة «القومى للترجمة»: مشروع «الرقمنة» قريباً.. وسندخل عصر توزيع الكتب بـ«البريد»

مديرة «القومى للترجمة»: مشروع «الرقمنة» قريباً.. وسندخل عصر توزيع الكتب بـ«البريد»
- المركز القومى للترجمة
- «الرقمنة»
- «البريد»
- اللغة العربية
- المركز القومى للترجمة
- «الرقمنة»
- «البريد»
- اللغة العربية
قالت الدكتورة كرمة سامى، مديرة المركز القومى للترجمة، إن «المركز يسير على تنفيذ السياسة والأهداف التى وضعها الراحل الدكتور جابر عصفور لعمله»، مؤكدة أنه لم يبخل عليها بالنصح والمشورة إلى آخر أيام حياته، موضحة أن أهم التحديات فى ندرة المترجمين، ومعايير الترجمة من اللغة الأم إلى لغة أجنبية مختلفة.. وإلى نص الحوار:
ما ملامح خطة العام الحالى؟
- هناك عدد من الالتزامات والتعاقدات، التى يلتزم المركز بتنفيذها من الأعوام السابقة؛ مثل الاستمرار فى تنفيذ خطة الإنقاذ، التى تسير على نحو طيب، أما الملفات الأخرى ذات الأولوية، فهى ملفات خاصة بأفريقيا، والتعاون مع مراكز الترجمة المناظرة فى الدول العربية، ومشروع الرقمنة ليكون لنا موقع إلكترونى تفاعلى مع المترجمين والقراء، وإصدار كتب الأطفال.
إلى أى مرحلة وصل مشروع الرقمنة؟
- بدأنا منذ عدة أشهر، وسينطلق المشروع فى الربع الأول من 2022، وسيكون موقعاً تفاعلياً يضم قاعدة بيانات المركز وأغلفة الكتب، وبياناً بالمترجمين وأعمالهم البارزة، وموضوعات الكتب ومختصرات لها، وتاريخ الجوائز فى المركز والحاصلين عليها والأعمال الفائزة، كذلك فى مرحلة تالية سنتيح على الموقع التقدم للجوائز أو بالمقترحات، وهناك هدف آخر وهو توصيل الثقافة المصرية إلى الخارج بالترجمة عن اللغة الأم، وأتمنى أن يشبع كل قارئ فى العالم فضوله لاكتشاف الثقافة المصرية.
سنحتفل بظهور كتابين ضمن مشروع «الترجمة العكسية»
ماذا عن مشروع الترجمة العكسية؟
- مشروع وليد نحاول توفير البنية الأساسية له، وبدأناه منذ أكثر من عام بعملين احتفالاً بعام التبادل الإنسانى بين مصر وروسيا، وهما فى مرحلة المراجعة؛ «الطوق والأسورة» ليحيى الطاهر عبدلله، و«خيال الحقل» لعبدالتواب يوسف، وسنحتفل بظهور الكتابين فى ختام عام التبادل الإنسانى بين مصر وروسيا.
معايير الترجمة من اللغة الأم إلى لغة أجنبية مختلفة تعد أبرز التحديات
ما أبرز التحديات؟
- معايير الترجمة من اللغة الأم إلى لغة أجنبية مختلفة، وليس أى مترجم يستطيع خوضها، مهما بلغت براعته، ولا بد من التدقيق فى الاختيار، والمكتب الفنى بدأ عمل حصر بالترجمات من اللغة العربية إلى اللغات الأجنبية فى مجالات مختلفة، واكتشفنا كماً كبيراً، ولاحظنا أن البداية كانت بجهود فردية من مترجمين وناشرين، ومؤسسات قومية مثل الهيئة العامة للكتاب، وننتظر من مكاتبنا الثقافية فى الخارج أن تروج لها بعد حصرها، لأنها سبيلنا للوصول إلى القارئ العالمى.
كم عدد الأعمال التى تم إصدارها منذ توليتِ المهمة؟
- أكثر من 50 عملاً، وهو رقم جيد، لأن هذه الكتب كانت متوقفة، ولم تأخذ طريقها للمطبعة إلا بعدما بدأنا تنفيذ خطة الإنقاذ تحت إشراف مدير شئون الترجمة، وبالتعاون بين جميع الإدارات، وهى خطة نعمل على تنفيذها على مراحل بالتوازى مع الكتب الجديدة، وعندما نصل إلى نهايتها سنبدأ مرحلة جديدة فى تاريخ المركز تعنى بالكيف وليس الكم وتطبق سياسة الترجمة، وهو رقم يفوق توقعاتى نظراً للمشكلات القديمة المزمنة المتعلقة بكل كتاب، كما أن متوسط تكلفة ترجمة الكتاب الواحد نحو 100 ألف جنيه.
د. كرمة سامي: فترة تأسيس «جابر عصفور» للمركز ركيزة عملنا.. وقدمت 50 إصداراً منذ أن توليت المهمة حتى الآن
فيمَ اختلف المركز عن فترة تأسيسه على يد الراحل د. جابر عصفور؟
- كنا نتواصل معه، لم يبخل علىَّ بالمشورة والنصح منذ أن كلفتنى وزيرة الثقافة، وحتى قبل وعكته الصحية الأخيرة، كان مصدر طاقة إيجابية، يوصينى بالثبات على وضع مصلحة المركز فى المقام الأول وتصحيح مساره وعدم الخضوع للابتزاز، ولهذا أعتبر المركز الآن أمانة بين يدى وأيدى الأبناء الروحيين لأستاذنا من العاملين بالمركز، فقد اختارهم بنفسه ليبدأوا معه مشوار الترجمة، وأعطى للمركز دفعة كبيرة بحماسه وعلاقاته بالمثقفين والمترجمين، ولهذا فإن فترة تأسيسه للمركز ستظل ركيزة نعمل على أساسها.
لماذا لا يستمر فى الصعود؟
- المشكلة فى ندرة المترجمين، فالمترجم الجيد الماهر أصبح عملة نادرة وإذا فقدناه لا يعوض، فليس أى متخصص فى اللغة يقدر على الترجمة، وإعداد مترجم متمكن من اللغتين المصدر والهدف يحتاج إلى سنوات من العمل الثقافى الشاق والتدريب المضنى.
هل تراجعت الميزانية عن فترة الدكتور جابر عصفور؟
- لا، لكن علينا ألا ننسى اختلاف القدرة الشرائية للجنيه، وارتفاع أسعار الورق عالمياً، وتكاليف الطباعة، وشراء حقوق الكتب بالعملة الصعبة، ولهذا أعتبر نفسى والفريق الذى يشاركنى العمل فى مرحلة إدارة أزمات منذ أن توليت المهمة، فالمشكلة عالمية ونسعى لتنفيذ المشاريع المؤجلة، وحل المشكلات المزمنة بشكل جذرى.
ما الذى يعطل عملية النشر؟
- خطة النشر وطموحاتها كانت أكبر من قدرة الإدارة على التنفيذ، إضافة إلى «كورونا»، الذى عطل عجلة الإنتاج منذ فبراير 2020، وأتصور أن أى جهة بالعالم مهما كان تخصصها وإمكاناتها واجهت معوقات منعتها من العمل بالكفاءة، وإصداراتنا موجودة بمنافذ «هيئة الكتاب» بالأقاليم، وسندخل عصراً جديداً فى توزيع الكتب إلكترونياً وبيعها بالتعاون مع هيئة «البريد».
كيف تستعدون لمعرض الكتاب 2022؟
- نستعد بتجهيز كم كبير من الإصدارات بمجالات مختلفة ولكبار المترجمين.
لا توجد دعاية كافية لإصدارات المركز
هل توجد دعاية كافية لإصدارات المركز؟
- لا توجد دعاية كافية حالياً لعدة أسباب منها أن حضورنا على شبكة المعلومات ليس كما ينبغى، وأتصور أن الأمر سيختلف بعد إطلاق الموقع الإلكترونى الذى سيكون امتداداً للمركز.
والترجمة عن اللغة العبرية؟
- يكفى المركز فخراً ارتباطه بتنفيذ مشروع الراحل الدكتور إبراهيم البحراوى، فى ترجمة وثائق حرب أكتوبر عن العبرية مع فريق من المترجمين، وسنطرح فى «معرض الكتاب» المقبل جزءاً جديداً منها، وما زالت لدينا أجزاء أخرى تصدر نسخة ضخمة جديدة منها سنوياً، كذلك فإن مجال الدراسات مفتوح حتى يقوم المركز بدوره «القومى» فى تقديم خدمة معرفية للقارئ المصرى والعربى، فأهدافه قومية تمثل جزءاً من صناعة الثقافة فى مصر والعالم العربى، خاصة أننا نتميز برصيد قوى من الإصدارات بمثابة كنوز أضافها الدكتور جابر عصفور إلى المكتبة العربية.
كيف ترين مسألة أخلاقيات وقيم الترجمة التى كانت مثار جدل قبل توليكِ المركز؟
- تجاوزنا هذه النقطة، وأرى أن الرقابة داخلية عند المترجم، ونحن فى دولة لها أعرافها وتقاليدها ونحترم مقدساتها، ونعمل فى إطار قانون النشر، ودليلنا فى التوجه مكونات الشخصية المصرية التى لا تتعارض فيها اللياقة والذوق العام مع حرية الفكر والإبداع، والمترجم بالتأكيد شخص مثقف وعلى دراية بما يقدمه، ويعلم أنه لا بد أن يكون هناك «ما ينفع الناس».
ما معايير اختيار الكتاب للترجمة؟
- لدينا هيئة استشارية من كبار المترجمين المتخصصين، مهمتهم النظر فى هذا الأمر، والكتب ذات الصلة بالشأن المصرى لها أولوية.
طموحاتي المستقبلية
أتمنى ترجمة كل كلاسيكيات أدب الأطفال وتكثيفها، وبدأت بالفعل حوارات مثمرة مع جهات دولية مختلفة لأن الطفل المصرى ذكى ومبدع بفطرته، ويستحق أن يترجم له هذا التراث العالمى من كل لغات العالم، والجديد أننا اقتحمنا مجال النشر للطفل المصرى من «ذوى الهمم»، لكى يقرأ الإبداع المكتوب له، وهو أمر يتطلب التعاون مع متخصصين لكى يصدر الكتاب بالشكل المقبول والممتع، وأخيراً أخطط لتطوير البنية التحتية.