حكاية «وادي العريش» من سيل مرعب إلى حدث ينتظره الأهالي: بنتصور معاه

كتب: حسين إبراهيم

حكاية «وادي العريش» من سيل مرعب إلى حدث ينتظره الأهالي: بنتصور معاه

حكاية «وادي العريش» من سيل مرعب إلى حدث ينتظره الأهالي: بنتصور معاه

يعتبر وادى العريش من المعالم الرئيسية للمدينة، يترقبه السكان كل عام فى موسم الأمطار، وبالرغم من أنه كان يمثل خطورة على حياة المواطنين وممتلكاتهم من المواشي والطيور في السابق، إلا أنه أصبح مصدر سعادة ورزق على الجميع كما يصفه سكان الوادى من أهالى العريش.

السيل يأتي من أودية وجبال وسط سيناء

يحكي محمد حجاب، أحد سكان وادى العريش، لـ«الوطن»، أن السيل ضرب المدينة 3 مرات خلال الـ50 عامًا الماضية، قادما من جبال وهضاب وسط سيناء: «أول مرة عام 1982، وكان والدي والجيران يعبئون الرمل ويضعونها فى طريقه حتى لا ينحدر على بيوتنا وأغنامنا والطيور التى كنا نربيها بجوار البيت، كانت أيام صعبة استمر فيها السيل قرابة أسبوعين، وتعرضنا خالها لخسائر كبيرة في الأغنام والطيور والعشش».

والمرة الثانية بحسب «حجاب»، كانت في العام 2010، حينما جاء السيل قويا، ولم يكن أمامه أي حواجز، وكانت المنطقة شيدت بالعمران، وأحدث خسائر كثيرة فى الممتلكات، إذ دخلت المياه على مستشفى العريش العام، قبل بناء الأسوار الحالية: «وقتها حدث هرج ومرج وصراخ من المرضى والمرافقين، كما انحدر باتجاه القرية الشبابية وجرف عمارة كانت تحت الإنشاء وهدم سور القرية بالكامل، وكان هناك خسائر فى الأرواح بعد غرق شابين أثناء محاولة إنقاذ طفلة».

سيل 2019 غير مؤثر بعد إنشاء 4 كباري على ضفاف السد

وتابع «حجاب» أنه في العام 2019 جاء السيل، لكنه لم يكن مؤثرا لأن المحافظة شيدت سواتر أسمنتية على جانبي الطريق أشبه بالكورنيش، وجرى حفر مجرى الوادي، وعمل 4 كباري على سد الوادي، الكوبري الأول تم عمله بمنطقة الدائري، والثاني بين مدرسة سيناسكول والموقف الجديد، والثالث تم عمله إلى جوار المستشفى للطريق المار على ضاحية السلام، و الرابع بمنطقة أبو صقل والقرية الشبابية والمدينة المغطاة، ومن يومها لم يعد السيل مخيفا، بل يعتبر قدومه فرحة للأهالي، ويوم ترفيهي للأطفال والأسر، وهم ينظرون للمياه القادمة من الجنوب باتجاه البحر، فى منظر يسر الناظرين الذين يشاهدون من أهالي الكبارى الأربعة من ضفاف جسر الوادي.

جيران الوادي: يحمل خيرا كثيرا للمنطقة كلها

وحكي محمد أبو حمام، أحد سكان الوادي لـ«الوطن»، أن الوادي يحمل معه الخير وهو قادم للعريش، إذ أنه يأتي بالطمي من المناطق الجبلية، وهو مفيد للزراعة ومعظم أهالي الوادي يزرعون الجرجير والبقدونس والكزبرة، وما شابه، كما أن الصيادين ببحر العريش يؤكدون أن سمك السردين الموجود فى البحر يتغذى على هذا الطمى، الذي يكسبه مذاقا خاصا يعرفه أهالي العريش.

ومن ناحية أخرى، أصدر اللواء عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء تعليمات في بيان سابق له، بمنع عمل أى إنشاءات أو زراعات كبيرة داخل جسر الوادي، منعا لإعاقة السيل حينما يأتى إلى العريش، حتى لا تحدث كارثة، وقال العميد ماجد محمد أحمد رئيس مجلس مدينة العريش، لـ«الوطن»، أنه لم يعد قدوم السيل مرعبا، والأهالي من شدة فرحهم به يخرجون من بيوتهم لإلتقاط الصور التذكارية مع المياه وهى تجري من وسط سيناء باتجاه البحر، مشيرا إلى أن العام قبل الماضي 2019، جاء السيل بارتفاع ما يقرب من متر واحد فقط، وخرج سكان العريش يتابعون سير المياه وهم يصفقون وكأنهم يشاهدون مباراة كرة قدم.


مواضيع متعلقة