أنور مغيث: «القومي للترجمة» مشروع جابر عصفور الرائد والمستمر

كتب: إلهام زيدان

أنور مغيث: «القومي للترجمة» مشروع جابر عصفور الرائد والمستمر

أنور مغيث: «القومي للترجمة» مشروع جابر عصفور الرائد والمستمر

نعى الدكتور أنور مغيث، مدير المركز القومي للترجمة سابقا،  الدكتور جابر عصفور، الذي رحل صباح أمس الجمعة، وتحدث عن قصة تأسيس الدكتور جابر عصفور للمركز القومي للترجمة، قائلا إن الدكتور جابر عصفور شخصية مهمة ومؤثرة منذ الثمانينيات، وهو محرك للمشهد الثقافي بشكل كبير، وحينما يتولى مسؤولية أي موضوع نرى حدوث حراك يتميز عن الفترة السابقة لتوليه المنصب سواء من خلال الندوات والمؤتمرات واستضافة ضيوف عرب أو حتى من العالم، لكنه الإنجاز الأهم الذي يترك أثر كبير، ولك يكن عابرا بل باقٍ ومستمر هو اهتمامه بالترجمة، وتأسيس المركز القومي للترجمة.

وأضاف مغيث، لـ«الوطن»، أن اهتمامه بدأ في سنة 1995 من خلال المشروع القومي للترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة، ووقتها كان أمين المجلس واستوعب بسرعة المستوى المتدني للترجمة في العالم العربي، مقارنة ببقية دول العالم، وبدأت تظهر  الإحصاءات المهينة التي تظهر العرب بلا تواصل مع الإنتاج الثقافي في العالم.

وتابع: «استغل عصفور المسألة بتخصيص جزء من ميزانية المجلس، لإصدار كتب مترجمة في المشروع الذي أسسه.. ولاحظت من خلال أصدقاء يجيدون لغات أجنبية، حماسهم للمشروع الذي أطلقه عصفور، خاصة بعدما أحسوا بوجود جهد مخلص، وحريص على أن يفتح العقلية المصرية على الإنتاج العالمي في الأدب والعلوم الإنسانية».

وأكد: «هنا أصبح المشهد مختلفا وأصبح لدينا كتب كثيرة كنا نسمع عنها صارت بين أيدي القراء المصريين والعرب، وهو مشروع رائد في العصر الحديث، بعد مشروع الترجمة لرفاعة الطهطاوي، ولجنة التأليف والترجمة والنشر في النصف الأول من القرن العشرين، الذي رأسها محمد بدران ثم طه حسين، لكنها كانت موجات لم تتصل ولم تستمر».

جابر عصفور يسخر جهوده لتنفيذ مشروع المركز القومي للترجمة

وذكر مغيث، أن ما انتبه إليه دكتور جابر أنه في حالة تركه للمجلس الأعلى للثقافة، فسيكون مشروع الترجمة عرضة للتراجع «على كف عفريت»، فوجه جهده بأن يتحول مشروع الترجمة إلى مؤسسة لها ميزانيتها الخاصة المستقلة، ومن هنا عمل على إنشاء المركز القومي للترجمة.

ونوّه بأنه ربما تكون الفكرة وردت على أذهان كثير من الناس، لكن الدكتور جابر هو الوحيد الذي كان قادرا على تحويل الفكرة إلى مؤسسة حقيقة، وتمكن من استصدار القرار الجمهوري بتأسيس المركز القومي للترجمة في 2006.

عصفور استغل كل علاقاته لتنفيذ المشروع

وأكد أن عصفور استغل كل علاقاته لتنفيذ المشروع، وأتصور أن القيادة السياسية تحمست للمشروع لأنه من جابر عصفور وليس من أي شخص، مشيرا إلى أن المشروع القومي للترجمة تركه عصفور بعد أن أنتج 1000 كتاب مترجم، من المجلس الأعلى للثقافة، مؤكدا: «المركز أسهم في زيادة عدد الإصدارات المترجمة، إلى أن وصلنا مع الدكتور جابر إلى الترجمة من 35 لغة مختلفة، حيث كان هدفه الخروج من المركزية الأوربية، حيث كانت الترجمة سابقا مقتصرة على الإنجليزية والفرنسية والألمانية. لكن بعد المركز بات هناك اهتمام بالترجمة عن اللغات الروسية والصينية والسواحيلي وغيرها وهو ما يعد علامة بارزة على الارتفاع والغنى في الترجمة».

وذكر مغيث أن الدكتور جابر وضع آلية إدارية تضمن سير العمل، من خلال وجود هيئات استشارية وهيئات فحص، بخلاف الموظفين الذين تنحصر مهمتهم في إدارة العمل، لكن يتلقى المركز مقترحات بترجمة كتب تصل لـ500 كتاب في السنة، ولو الميزانية لا تستوعب مثلا إلا 200 أو 300، فتكون هنا مهمة اللجان المتخصصة من المترجمين وأساتذة الجامعات هي المسؤولة عن تحديد الكتب التي لها أولوية الترجمة، وبذلك نستطيع أن نقول إن المركز ليس مؤسسة مغلقة على ذاتها لكنه يعمل بفضل اقتراحات وتقارير الجماعة االثقافية المحيطة بها من مثقفين ومترجمين وأساتذة جامعة.

وقال: «استمرار المركز بفضل حرص عصفور على أن يكون مؤسسة قائمة بذاتها كما وضع لها نظام خاص في العمل كما يتم تشكيل لجان بالمركز مقسمة على أبواب المعرفة الإنسانية في التاريخ والأدب والعلوم الإنسانية والفنون والعمارة، ومهمهتم متابعة أحدث الإنتاجات العالمية في مجالاتهم وبناء عليه اختيار الكتب للترجمة، ومن هنا نرى تنوع وتعدد في الترجمات».

وأكد مغيث أن جابر عصفور بللور رؤيته للترجمة في كتاباته، وكان يرى أن «الترجمة قاطرة التقدم»، وحماسه للترجمة وتشجيعها عمل وطني. وسمعة المركز في البلاد العربية سمعة جيدة، وخلال مشاركاتي في المؤتمرات الدولية، كنت أرى الزملاء في البلاد العربية الشقيقة يشيدون بدور المركز في تقديمه لترجمات العلوم الإنسانية، وكذلك بجودة الترجمة وانخفاض سعره.

وأشار مغيث إلى أنه خلال مشاركة المركز في إحدى دورات معرض الرياض للكتاب، والذي كان مدته 10 أيام، فوجئنا بنفاذ الكتب المشاركة في مدة لا تتجاوز 5 أيام، بسبب التهافت على إصدارات المركز.


مواضيع متعلقة