برنامج لإعداد «مليون سفير للمناخ».. هدفه زيادة الوعى قبل قمة شرم الشيخ

كتب: شيماء عادل

برنامج لإعداد «مليون سفير للمناخ».. هدفه زيادة الوعى قبل قمة شرم الشيخ

برنامج لإعداد «مليون سفير للمناخ».. هدفه زيادة الوعى قبل قمة شرم الشيخ

بعد نجاح مصر فى الحصول على استضافة النسخة 27 لقمة المناخ «cop27»، والمقرر انعقادها فى نوفمبر المقبل بمدينة شرم الشيخ، بدأ العديد من المؤسسات فى الاستعداد لاستقبال المؤتمر ومحاولة نشر التوعية البيئية الخاصة بالتغيرات المناخية، وكان على رأسها البرنامج التدريبى التأهيلى لسفراء المناخ الذى نظمته كلية الدراسات العليا والبحوث البيئية بجامعة عين شمس بالتعاون مع وزارة البيئة ومؤسسة الفريق التطوعى للعمل الإنسانى، وذلك ضمن مبادرة المليون شاب للتكيف المناخى، والتى تستهدف الوصول إلى مليون سفير مناخ، يعملون على نشر التوعية البيئية بمفهوم التغيرات المناخية والآثار السلبية المترتبة عليها ومحاولة الحد منها، ليصبح هناك وعى مجتمعى بيئى قبل إقامة المؤتمر الدولى فى مصر.

«الوطن» التقت بنماذج من خريجى الدفعتين الأولى والثانية لبرنامج سفراء المناخ والقائمين عليه، الذين يأملون فى المشاركة فى تنظيم المؤتمر، كما حدث من قبل عندما استعانت الولايات المتحدة بـ10 آلاف متطوع من سفراء المناخ البريطانيين لتنظيم القمة السابقة فى جلاسكو، وكذلك المشاركة لعرض تجربتهم فى البرنامج ونشرهم للوعى البيئى بين أفراد المجتمع.

معيد «الزراعة»: صمَّمنا برنامجاً لحساب البصمة الكربونية للأفراد

لم يتخيل مصطفى محمد كفافى، المعيد فى قسم العلوم الزراعية بكلية الدراسات العليا والبحوث البيئية، أن انضمامه إلى برنامج سفراء المناخ، الذى جاء بترشيح من كليته، سيغيِّر وجهة نظره الأكاديمية المكتسبة من محاضرة الطلاب إلى أهمية وضرورة نشر الوعى بين العامة، خاصة فيما يتعلق بالآثار السلبية الناتجة عن التغيرات المناخية.

«كفافى» يقول: «تم ترشيحى من قِبل عميدة الكلية لأكون منظماً ومشاركاً فى الدفعتين الأولى والثانية لبرنامج سفراء المناخ، خاصة أن لدىَّ خلفية بحكم دراستى وعملى كمعيد تخصص علوم زراعية، ورغم خلفيتى البيئية، فإننى استفدت معلومات كثيرة، وأدركت أهمية نشر الوعى بمخاطر التغيرات المناخية».

يضيف الشاب الذى حمل لقب سفير للمناخ بعد اجتيازه البرنامج التدريبى: «البرنامج زوّد بالنسبة لى أهمية الجانب التوعوى وضرورة نشر العلم، محتاجين نفهم المزارع إزاى التغيرات المناخية أثرت على إنتاجية محاصيله، إزاى لما قرر يحرق قش الأرز الانبعاثات اللى خرجت زودت الغازات الدفيئة، التى انعكست على ارتفاع درجة حرارة الجو، وأحدثت خللاً فى النظم الجوية، فأصبح الشتاء أكثر برودة والصيف أكثر حرارة، وبالتالى يؤثر على المحاصيل، وبالتالى هيفكر ألف مرة قبل ما يعمل كده، لأنه هو أكتر واحد هيكون متضرر».

«كفافى»: أفادنى بمعلومات متعددة حول استخدامات الطاقة النظيفة والمتجددة

الاستفادة الثانية بالنسبة لـ«كفافى» كانت المعلومات التى اكتسبها عن الطاقة قائلاً: «مجال الطاقة بعيد عن تخصصى، وبالتالى استفدت كثيراً من ضرورة استخدام الطاقة النظيفة والمتجددة، وأهمية ترشيد استخدامها فى المنزل أو العمل، وكيف أن هذا الأمر سيقلل من البصمة الكربونية للأفراد»، لافتاً إلى أن البصمة الكربونية تعنى أن كل فرد ينتج بأنشطته بصمة كربونية تسهم فى حجم الغازات الدفيئة التى تزيد من الاحتباس الحرارى وارتفاع درجة الحرارة، خاصة أنها بعيدة عن مجال دراستى، وإزاى إن الطاقة غير النظيفة أو غير المتجددة لها تأثيرات كبيرة على زيادتها، و«اتعلمنا إزاى نستخدم ونوظف الطاقة النظيفة فى المنزل أو العمل وتقلل انبعاثات الغازات الدفيئة فى البيئة».

أهمية التقليل من البصمة الكربونية للأفراد جعلت «كفافى»وزملاءه يقومون بتدشين تطبيق يحسب البصمة الكربونية للأفراد بشكل بسيط، مردداً: «تصميم تطبيق يحسبها للأفراد ليس جديداً حيث يوجد العديد من التطبيقات، ولكن ما يميز التطبيق الخاص بنا أنه أول تطبيق يكون باللغة العربية، والأمر الثانى أنه بسيط جداً، ويمكن استخدامه من قِبل الأشخاص العاديين، على عكس التطبيقات الأخرى كانت شديدة التعقيد ولا يمكن استخدامها بسهولة»، لافتاً إلى أن التطبيق ما زال تحت التجريب وسوف يتم إطلاقه قريباً تحت اسم «كربون فوتبرينتس».

 معيد «الجغرافيا»: الآثار السلبية للتغيرات المناخية أصبحت واضحة

آثار سلبية كثيرة للتغيرات المناخية جعلت كمال على، المعيد فى قسم العلوم الإنسانية تخصص الجغرافيا، بكلية الدراسات العليا والبحوث البيئية، ينضم إلى البرنامج التدريبى التأهيلى لسفراء المناخ، الذى نظمته الكلية بالتعاون مع مؤسسة الفريق التطوعى للعمل الإنسانى، ليصبح أحد المنظِّمين والمنضمين أيضاً للبرنامج، قائلاً: «التغيرات المناخية موضوع غاية فى الأهمية، وأصبحت آثارها السلبية التى بدأت منذ الثورة الصناعية واضحة الآن وبشكل كبير».

انضمام «كمال» إلى البرنامج جعله يلم بمعلومات جديدة لم يكن يعرفها من قبل، والأهم بالنسبة له كيفية مواجهتها علمياً: «البرنامج تضمن مقدمة عن التغيرات المناخية، وتأثيراتها على النظم البيئة المختلفة، مثل تأثيرها على الموارد الزراعية والمائية وكذلك الصحة النفسية على الأفراد، وكذلك البصمة الكربونية للأفراد، وكيف أن الأنشطة التى يمارسها الأفراد بشكل يومى ينتج عنها بصمة كربونية تُسهم فى زيادة نسبة الغازات الدفيئة المتسببة فى ارتفاع درجات الحرارة وظهور ما يسمى بظاهرة الاحتباس الاحترارى».

«كمال»: أمدَّنى بمعلومات جديدة.. ونتمنى مشاركة تجربتنا بقمة المناخ القادمة بشرم الشيخ

مواجهة الآثار السلبية للتغيرات المناخية دفعت «كمال» وصديقه «كفافى» للتفكير فى تصميم برنامج لحساب البصمة الكربونية للأفراد، مستغلاً تخصصه فى الجغرافيا ودراسته بالبرمجة وكيفية رفع الخرائط والقياسات، بالعمل على برمجة التطبيق وجعله أكثر سهولة، ليمكن استخدامه من قِبل المواطنين بسهولة.

لم تكن المشاركة فى تصميم تطبيق حساب البصمة الكربونية للأفراد، هو الأمر الوحيد الذى شارك فيه «كمال» للمساعدة فى نشر التوعية بأهمية التغيرات المناخية، وطرق مواجهتها، فكان من بين التوصيات التى تقدم بها فى نهاية البرنامج، هو ضرورة تدشين منصة إلكترونية لسفراء المناخ تابعة للكلية، تضمن طريقة التسجيل والمحاضرات، متمنياً أن يشارك هو وزملاؤه لعرض تجربتهم فى مؤتمر المناخ «cop27» الذى ستستضيفه مصر فى نوفمبر القادم بمدينة شرم الشيخ.

 

معيدة «قسم التربوى»: مهمتى تدريب 250 طالباً لينضموا للبرنامج

التحقت بقسم العلوم التربوية والإعلام البيئى، بكلية الدراسات العليا والبحوث البيئية، لتتفوق وتصبح معيدة بالقسم، ويتم اختيارها لتنضم للدفعتين الأولى والثانية للبرنامج التدريبى التأهيلى لسفراء المناخ، والذى يأتى ضمن مبادرة «المليون شاب للتكيف المناخى»، لتكون نواة بعد ذلك لتدريب باقى المنضمين.

فاطمة فتحى جمعة، التى تم اختيارها لتكون مشاركة ومنظمة فى آن واحد للدفعتين الأولى والثانية لبرنامج سفراء المناخ، لم تتوقع أن انضمامها سيكسبها العديد من المعلومات الجديدة: «أنا فى الأساس تخصصى بيولوجى، ولكن البرنامج كان مُلماً لكل المجالات، والنقاط التى تتعلق بالتغيرات المناخية وآثارها السلبية، وكان يضم جانباً علمياً وآخر حياتياً، استفدت كثيراً علمياً، خاصة الجزء الخاص باستخدام الطاقات المتجددة مثل الطاقة الشمسية بديلاً عن الكهربائية، وتعلمت أيضاً مصطلحات جديدة لم أكن أعلم عنها شيئاً من قبل مثل المبانى الخضراء التى تعتمد بشكل كبير على استخدام الطاقات المتحددة، وأدوات تمكننا من ترشيد استهلاك الطاقة والمياه».

لم يكن مصطلح المبانى الخضراء هو فقط الجدِّى بالنسبة لـ«فاطمة»: «تعلمت أيضاً الفرق بين مصطلحى إعادة الاستخدام وإعادة التدوير، فمثلاً إذا قمت بالاستفادة من زجاجة المياه البلاستيكية وباستخدامها كزهرية للزرع هذا يعد إعادة استخدام، أما إذا قمنا بكبس البلاستيك وإدخاله داخل مكن وخرج بشكل آخر فهذا يعد إعادة تدوير».

«فاطمة»: يجب التخلص من الإلكترونيات التالفة لأنها مصدر أشعة ضارة داخل المنازل

وحول الاستفادة التى تراها المعيدة العشرينية من البرنامج، فإنها ترى أنها استفادت بمعلومات على المستويين الشخصى والعام، الشخصى عندما علمت ضرورة التخلص من الإلكترونيات التالفة، لأن وجودها بالمنزل يسبب خطورة، نظراً لأنها تُصدر أشعة ضارة حتى إن كانت تالفة، وهو ما جعلها تهرول إلى المنزل وتتخلص من الإلكترونيات التالفة، والاستفادة العامة أنها ستنشر كل ما تعلمته خلال البرنامج التدريبى إلى أسرتها الكبيرة وأقاربها وجيرانها، إضافة إلى مهمتها فى تكوين مجموعة من 250 طالباً لتدريبهم على البرنامج التدريبى، ليصبحوا بعد ذلك سفراء للمناخ.


مواضيع متعلقة