رئيس الاتحاد الرياضي لـ«الإعاقات الذهنية»: «السيسي» جبر بخواطر «قادرون باختلاف».. وهدفنا احترام الآخر ومواجهة التنمر

كتب:  حسام حربى

رئيس الاتحاد الرياضي لـ«الإعاقات الذهنية»: «السيسي» جبر بخواطر «قادرون باختلاف».. وهدفنا احترام الآخر ومواجهة التنمر

رئيس الاتحاد الرياضي لـ«الإعاقات الذهنية»: «السيسي» جبر بخواطر «قادرون باختلاف».. وهدفنا احترام الآخر ومواجهة التنمر

قالت أمل مبدى، رئيس الاتحاد الرياضى المصرى للإعاقات الذهنية، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى جبر بخواطر «قادرون باختلاف» خلال الاحتفالية الأخيرة وفخورة بما حققناه خلالها وهدفنا احترام الآخر ومواجهة التنمر.

أمل مبدى: أبناؤنا في قرى «حياة كريمة» سيشاركون في احتفالية العام المقبل..والجلسة الحوارية لذوي القدرات مع الرئيس غير مسبوقة

وأضافت «مبدى» فى حوار لـ«الوطن»، أن أبناءنا فى قرى «حياة كريمة» سيشاركون فى احتفالية العام المقبل، والجلسة الحوارية لذوى القدرات لم تحدث من قبل. 

اعتمدنا على الظهور القوي وليس «الصعبنيات» لاستعادة حقوق هذه الفئة وسعداء بتحرك البرلمان لتغيير اسم صندوق ذوي الإعاقة إلى «قادرون باختلاف»

مشيرة إلى أنهم اعتمدوا على الظهور القوى خلال أنشطتهم لإبراز مواهب وقدرات ذوى الإعاقة وليس «الصعبنيات» لاستعادة حقوق هذه الفئة المهمة فى المجتمع وسعداء بالتحركات البرلمانية لتغيير اسم صندوق ذوى الإعاقة لـ«قادرون باختلاف»، وتابعت: «أخشى المتاجرة بأبناء هذه الشريحة، وهدفنا تنظيم فعالية كل شهرين وتقديم كشف الحساب السنوى فى الاحتفالية الرئيسية آخر العام، و«قادرون باختلاف» مظلة لجميع ذوى القدرات  وإلى نص الحوار:

مصر كلها تتحدث عن «قادرون باختلاف».. من هم هؤلاء؟

- «قادرون باختلاف» فكرة بدأت عام 2015 بمسميات مختلفة، تزامناً مع الاتحاد الرياضى المصرى للإعاقات الذهنية، ووجدنا أنّ هناك مشكلة فى مجىء الناس لمشاهدة بطولات أبطالها لديهم إعاقات ذهنية، فبدأنا تطوير الأمر والاستعانة بالفنانين لأن الناس بتحب تشوفهم، خاصة بعدما رأينا أن الأولاد يستطيعون الغناء والاستعراض، ولديهم مواهب عديدة، وسألت نفسى لماذا لا أقدم احتفالية يكون لها علاقة بالفن وتتم الاستعانة بالقوى الناعمة فى مصر، لأننا لدينا تجربة سابقة عام 2015، عندما نظمنا أول احتفالية وحضرها عدد كبير من الفنانين، منهم عمرو يوسف وكندة علوش ومحمد رمضان، وغيرهم من الشخصيات العامة، ولاقى الموضوع إعجاب الأهالى والأولاد الذين بدأوا يشعرون أن صورهم يتم تداولها على السوشيال ميديا.

وكيف تم تطوير الفكرة؟

- فى عام 2016/2017 نظمنا «أولادنا 1 و2»، والموضوع بدأ يتطور، وبعدها قررت عمل شىء جديد ومختلف، نتمكن من خلاله من مناقشة قضايا الأولاد، من خلال جلسة حوارية، وهذا ما حدث فى «قادرون باختلاف»، فكان الهدف من الاحتفالية الأولى هو التعرف على هؤلاء الأولاد، وكيف سيكون شكل الظهور، وأنا دائماً أبحث عن الظهور القوى وليس «الصعبنيات»، لأننى مؤمنة أننا جميعاً سواء، وكل منا لديه قدرة منحها له الله، وكانت الاحتفالية الأولى عام 2018 بحضور الفنانة الراحلة رجاء الجداوى، ثم جاءت احتفالية 2019 التى كان فيها الوضع مختلفاً لأنها أصبحت تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، بعدما أرسلت طلباً ولم أكن وقتها أحلم أن تكون الاحتفالية تحت رعاية الرئيس، لكنى فوجئت بالرعاية وتشريف الرئيس السيسى الاحتفالية، ثم جاءت احتفالية 2021 التى تم تنظيمها منذ أيام بحضور الرئيس.

هدفنا تنظيم 4 فعاليات على مدار العام.. وتقديم كشف حساب سنوي في الاحتفالية الرئيسية

وما الهدف من «قادرون باختلاف»؟

- استهدفنا منذ اليوم الأول ألا يكون «قادرون باختلاف» مجرد أغانٍ أو استعراض فقط، فهدفنا احترام الآخر ومواجهة التنمر، وكان من الضرورى إظهار هؤلاء الأبناء فى صورة قوية، وهى الأهداف التى وصلت بالفعل للناس، فأصبح لدينا تغليظ لعقوبات التنمر، ووصل الأمر إلى أن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين وحزب مستقبل وطن تقدما بمقترحات لتغيير اسم صندوق الأشخاص ذوى الإعاقة، إلى «قادرون باختلاف» فى إطار توجيهات الرئيس السيسى لتغيير الاسم وتطوير التشريع بما يتلاءم مع الآلية الجديدة للتعامل مع هذه الفئات.

وما شعورك بعد إطلاق اسم صندوق «قادرون باختلاف»؟

- سعداء بما حدث من تحركات برلمانية، وفخورة جداً بما حققناه وما يحدث تجاه «قادرون باختلاف»، التى بدأت صغيرة واليوم بفضل الرئيس عبدالفتاح السيسى أصبحت احتفالية ثابتة وكبيرة والجميع يتحدث عنها، وسيكون اسم صندوق ذوى الإعاقة باسمها.

وكيف رأيت احتفالية العام الحالى من «قادرون باختلاف»؟

- الكل اجتهد لخروج الاحتفالية بهذا الشكل، والاحتفالية شهدت فقرة حوار مع الرئيس، وتمت الموافقة عليها وتوجيه أسئلة من «قادرون باختلاف» للرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال احتفالية تمت إذاعتها على الهواء مباشرة، ليكون لأول مرة فى العالم «قادرون باختلاف» يناقشون ويحاورون رئيس الجمهورية، فهى سابقة لم تحدث من قبل ولا أعتقد أن يقبل رئيس فى العالم الموافقة على مثل هذه الفقرات مع الأبناء من ذوى الإعاقة، ولكن الرئيس الإنسان استمع لهم وأعطاهم الوقت وكان حريصاً على تلبية رغباتهم والتقاط الصور معهم، وهو ما جعل الأولاد يشعرون أنهم مع والدهم وليس رئيس الجمهورية.

وماذا عن المعرض الذى تم تنظيمه لعرض منتجات ذوى الإعاقة؟

- من الأشياء المختلفة فى النسخة الثالثة لاحتفالية «قادرون باختلاف»، أنّه لأول مرة يمر الرئيس عبدالفتاح السيسى قبل بدء الاحتفالية على أبطال الاتحاد من الإعاقات الذهنية وهم يلعبون الرياضات التى يمارسونها، بالإضافة لتنظيم معرض به منتجات جديدة للأشخاص من ذوى الإعاقة، واللافت أنه كان من المقرر أن يقف الرئيس فى 3 أماكن فقط، ولكنه وقف واستمع لكل مكان مخصص لعرض منتجات ذوى الإعاقة وكان عددها 19 مكاناً بالمعرض.

ما أبرز المواقف التى تأثرتِ بها فى الاحتفالية؟

- لا يمكن أن أصف شعورى وأنا أشاهد لأول مرة طوال سنوات عملى بمجال ذوى الإعاقة أنّ مسئولاً وهو رئيس الدولة يعامل أبناءنا من ذوى القدرات بهذا الشكل، ويطلق عليهم لقب الكنز، ويؤكد على الجميع أنهم سيعرفون جيداً من هم هؤلاء يوم القيامة، ولا أستطيع أن أنسى أحد أبناء «قادرون باختلاف» وهو يتيم الأب، منهاراً بالبكاء بعدما غادر الرئيس مقر الاحتفالية دون تمكنه من التصوير معه ولا يفعل أى شىء سوى الانفعال وليس فى فمه كلمة غير «ده أبويا» كنت عاوز أتصور معاه، وكذلك «فريدة» التى كانت تقف أمام الرئيس أثناء كلمته فى الاحتفالية، وهى من الأشياء التى لا يمكن أن أنساها.

وما الشىء الغريب الذى حدث مع «فريدة»؟

- رغم حضور «فريدة» العام الماضى، إلا أنها كان لديها حلم أن ترى الرئيس عبدالفتاح السيسى مرة أخرى، والحقيقة أنه لم يكن هناك خطة أو قرار مسبق بحضور فريدة، ولكن أثناء انشغالى فى تحضيرات احتفالية «قادرون باختلاف»، رأيت «فريدة» وكأنها تقف أمامى، ولا أعرف لماذا حدث ذلك، ولكننى على الفور اتصلت بخالتها المسئولة عنها وأبلغتها بحضور فريدة للوقوف فى تشريفة استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسى، ولا أستطيع أن أصف كيف كانت حالة فريدة بعد سماع هذا الخبر الذى جبر بخاطرها.

بعد كل نجاحات «قادرون باختلاف».. هل تخشين المتاجرة بهذه الفئة؟

- نعم ما زلت أخشى المتاجرة بهؤلاء الأولاد، لأن هناك من يتاجر بهم من أجل تحقيق غرض ما ليس فقط بعض المعنيين بالأمر، ولكن للأسف هناك أهالى تتاجر بأولادها، ولاسيما أن الحديث أصبح أكثر فى هذه الأيام عن ذوى الهمم «قادرون باختلاف» بعد الاهتمام الكبير الذى لاقته الاحتفالية بحضور الرئيس.

هل يمكن تعميم مسمى «قادرون باختلاف» على كل أشكال الإعاقة؟

- عندما بدأت «قادرون باختلاف» فى أول عام كان ضمن المجموعة المشاركة إعاقات بصرية وحركية، وفى العام التالى تمت إضافة إعاقات أخرى، وبعد الإعلان عن الاحتياج لمواهب وجدنا العديد من المتقدمين فى كل الإعاقات، وفى الاحتفالية الأخيرة تمت إضافة الناجين من الحروق وقصار القامة، لأننا وجدنا أنّ هذه الفئات تتعرض للتنمر، وخاصة الناجين من الحروق، واقتصار «قادرون باختلاف» على الإعاقة الذهنية فقط أمر ظالم، ولذلك أصبحت «قادرون باختلاف» مظلة للجميع.

ما طموحكم خلال المرحلة المقبلة؟

- أطمح أن يكون عام 2022 مليئاً بفعاليات «قادرون باختلاف»، ونقوم بوضع تخطيط فى أجندة العام الجديد تتضمن فعالية كل شهر أو شهرين، حتى يكون عندى ثلاث أو 4 فعاليات لـ«قادرون باختلاف» على مستوى الجمهورية، فنحن لا نرغب الاكتفاء بالاحتفالية التى تقام فى نهاية العام ونبحث أن يكون هناك فعاليات مستمرة تحت مظلة «قادرون باختلاف»، وفقاً لجدول زمنى، فعلى سبيل المثال انطلاق 3 أو 4 قوافل طبية فى محافظة سوهاج مع مؤسسة مصر الخير وجمعية الأورمان بالتعاون مع وزارة التضامن، والشهر التالى يتم بناء مراكز تأهيل للتدريب، ما أقصده أن يكون هناك خطة متكاملة تعمل فيها كل الوزارات، حتى آخر العام ونقوم بعمل حصاد لسنة «قادرون باختلاف».

هل يمكن أن نرى «قادرون باختلاف» فى قرى المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»؟

- ذوو الإعاقة بالفعل موجودون ضمن خطة وزارة التضامن فى إطار مبادرة حياة كريمة، حيث يتم الاهتمام بهم من خلال عمل مراكز تخاطب، ونحن كاتحاد رياضى خاص بالإعاقات الذهنية بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة سنبحث عن مراكز الشباب الموجودة فى قرى حياة كريمة ونحاول تفعيل الرياضات، ونسعى لأن تشهد احتفالية «قادرون باختلاف» العام المقبل نماذج من قرى حياة كريمة.

ماذا تقولين للرئيس السيسى؟

- لم أرَ مسئولاً فى حياتى تبنى واهتم بفئة «قادرون باختلاف» مثله، فهو جابر للخواطر، وربنا ينصره، بدعائهم.

نظرة المجتمع

عندما يبدأ احترام «قادرون باختلاف» من رأس الدولة وهو رئيس الجمهورية، لا أتوفع أن أشاهد بعد ذلك شخصاً يطلق كلباً على أحد من ذوى الإعاقة، أو أياً من أمثلة التنمر التى كنا نشاهدها باستمرار على ذوى الإعاقة، لأن رئيس الجمهورية يولى هذا الملف اهتماماً بالغاً.


مواضيع متعلقة