البيئة: 7 مليارات جنيه لحماية المناطق الساحلية من تغير المناخ

كتب: الوطن

البيئة: 7 مليارات جنيه لحماية المناطق الساحلية من تغير المناخ

البيئة: 7 مليارات جنيه لحماية المناطق الساحلية من تغير المناخ

قالت الدكتور ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، إنّ الدولة رصدت موارد مالية كبيرة لحل أزمة التغير المناخي، إذ خصصت الدولة خلال المرحلة السابقة نحو 7 مليارات جنيه، لحماية المناطق الساحلية، مؤكدة أنّ ملف التغيرات المناخية ملف تنموي وسياسي وقضية عالمية، تلعب مصر فيها دور محوري إقليميا وأفريقيا.

تغير المناخ وانعكاساته على مصر

جاء ذلك خلال مشاركتها في ندوة «تغير المناخ وانعكاساته على مصر» عبر شبكة فيديو كونفرانس، والتي نظمتها كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة، وجمعية رابطة خريجي جامعة القاهرة، تحت رعاية الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس الجامعة، وبحضور الدكتور محمود السعيد، عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وعمرو موسى، وزير الخارجية الأسبق ورئيس جمعية خريجي جامعة القاهرة، والدكتورة هبة نصار، نائب رئيس الجامعة الأسبق، ونائب رئيس الجمعية، وعدد من طلبة وطالبات الجامعة.

المسار المصري للتعامل مع تغيرات المناخ

وأجرت الدكتورة ياسمين فؤاد حوارا مفتوحا مع المشاركين في الندوة، أجابت فيه على أسئلتهم الخاصة بتغير المناخ، كما استعرضت اتفاقية التغيرات المناخية وارتباطها بالاتفاقيات الدولية الأخرى، وموقف مصر في تلك القضية على المستوى الدولي، حيث أوضحت المسار المصري للتعامل مع قضايا التغيرات المناخية بداية من عام 1992 وحتى الآن، والتي بدأت بتوقيع مصر على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للتغييرات المناخية، وتقديم مصر في 2015 تقرير حول مشكلة التغيرات المناخية.

التزامات مصرية بالحفاظ على المناخ وتقليل الانبعاثات الحرارية

ولفتت فؤاد، إلى أنّ انبعاثات مصر الحرارية تمثل 0.6% من النسبة العالمية، ما يعكس مدى التزام مصر بالحفاظ على المناخ، مشيرا إلى أنّ أهم أسباب زيادة تركيزات غازات الاحتباس الحراري بالغلاف الجوي، هو التطور الصناعي، والأنشطة البشرية، ومنها طريقة التخلص من المخلفات الصلبة والانبعاثات الحرارية، والتي تعد من أهم الأسباب لإحداث التغيرات المناخية واحتراق الوقود الأحفوري، والقطع الجائر للغابات وغيرها.

وأوضحت وزيرة البيئة التأثيرات الناتجة عن التغيرات المناخية، ومنها اختلال أنماط الامطار، والفيضانات، وتدهور الصحة العامة وانتقال الأمراض الوبائية، ونقص الإنتاجية الزراعية، والتأثيرات السلبية على الثروة السمكية، وظاهرة ابيضاض الشعاب المرجانية، وذوبان الجليد وارتفاع منسوب البحار.

أثر التغيرات المناخية على مصر

وتابعت فؤاد، موضحة أثر التغيرات المناخية على مصر، والتي تتمثل في «موجات الصقيع، ارتفاع درجات الحرارة، نقص المياه، الجفاف، تملح التربة، وارتفاع منسوب سطح البحر».

إجراءات مصر لمواجهة أزمات المناخ

واستعرضت وزيرة البيئة، الآليات والإجراءات التي اتخذتها مصر لمواجهة التغيرات المناخية، ومنها إعادة تشكيل المجلس الوطني للتغير المناخي ليصبح برئاسة دولة رئيس مجلس الوزراء، ومن هنا أصبح هذا الملف على رأس أجندة أولويات الحكومة، مؤكدة أنّ النجاح الحقيقي يتمثل في دمج ملف البيئة وتغير المناخ بجميع قطاعات الدولة، ووضع استراتيجية شاملة لمواجهة التغير المناخي.

30 مشروعا قوميا للتصدي لتغير المناخ

وأكدت أنّ مصر لديها 30 مشروعا قوميا للتصدي للتغيرات المناخية، بينها مشروعات التخفيف والتكييف ومشروعات الطاقة المتجددة، والتوسع في توليد الكهرباء وتقليل استخدام الفحم، واستخدام الطاقة الشمسية، لافتة إلى أنّ الدولة تسير نحو التحول الأخضر من خلال إجراءات عملية على أرض الواقع.

وأضافت وزيرة البيئة أنّ أهم الإنجازات التي خرجت بها قمة التغير المناخ cop26 التي عقدت بجلاسكو، هي الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050 التي أطلقتها مصر على هامش المؤتمر، لنعلن للعالم أنّ مصر لديها خطة لمواجهة التغير المناخي.

وتحدثت الوزيرة عن مؤتمر تغير المناخ المقبل cop27، والذي ستستضيفه مصر خلال نوفمبر 2022 بشرم الشيخ، موضحة أهدافه الاقتصادية والإقليمية والدولية، ومنها إتاحة الفرصة للشركات وتوفير مصادر تمويل إضافية من المنظمات الدولية لتمويل المشروعات ذات الصلة بالتصدي للتغيرات المناخ في مصر، مشيرة إلى المكاسب المتوقعة من استضافة المؤتمر، وبينها تعزيز جهود التنمية المستدامة وتسليط الضوء على دور مصر وسياستها ومشروعاتها القومية.

وشددت فؤاد، على أنّ الدولة تضع خططا مستقبلية تتعلق بمنطقة الدلتا في ظل التغيرات المناخية، مشيرة إلى الخريطة التفاعلية التي جرى إعدادها مع المساحة العسكرية، والتي توضح تأثير تغير المناخ على المناطق العمرانية حتى 2100.

وعن التساؤل حال عدم التزام الدول المتقدمة بتوفير 100 مليار دولار لمواجهة آثار التغيرات المناخية، أكدت وزيرة البيئة أنّه يتم العمل من خلال مسارين في هذا الصدد، الأول يتعلق بالمسار السياسي والتفاوضي مع الدول النامية للضغط على الدول المتقدمة بفتح برنامج جديد لاتفاق عالمي لتمويل المناخ، على أن يبدأ من مصر خلال هذا العام، أما المسار الثاني فيتعلق بالعمل على تغير المناخ الداعم على مستوى الدولة المصرية بجميع أطيافها من الوزارات والقطاع البنكي والقطاع الخاص.

دراسة عن أثر تغير المناخ هيئة قناة السويس

وأشارت فؤاد إلى أنّ العمل جار لدمج مفاهيم «تغير المناخ والتنوع البيولوجي والاستدامة البيئية» في المناهج التعليمية من سن 6 - 18 عاما، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، موضحة أنّه جار عمل دراسة مع هيئة قناة السويس بشأن تأثير تغير المناخ على القناة.

وأكدت وزيرة البيئة أنّ مصر لديها خطة لنقل التكنولوجيا، حيث يتم التعاون حاليا مع فرنسا وأمريكا لنقل التكولوجيا في مجالات النقل والطاقة وتحلية مياه البحر وتحويل المخلفات إلى طاقة.

من جانبه، أوضح الدكتور محمود السعيد، أنّ الندوة تأتي في ضوء التماشي مع التوجهات المصرية، خاصة فيما يتعلق باستضافة مصر فعاليات الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر تغير المناخ cop 27 ممثلة عن القارة الأفريقية.

وأكد استعداد الكلية للتعاون فى التجهيز لقمة التغير المناخي المقبل cop27 سواء من خلال الدراسات التي تنفذها الأجهزة البحثية، أو الندوات الخاصة بمناقشة قضية التغيرات المناخية، وتنفيذ نموذج محاكاة للمؤتمر، ورحبت وزيرة البيئة بفكرة نموذج المحاكاة، مشيرة إلى التعاون خلال الفترة المقبلة لتنفيذه.


مواضيع متعلقة