خبير بالبورصة يحذر من توصيات الأسهم على «فيس بوك»: احذروا النصب الإلكتروني

11:37 م | الأحد 26 ديسمبر 2021

حذر سمير رؤوف، خبير بأسواق المال، المستثمرين بالبورصة المصرية، من الانسياق وراء ما يتردد على منصات التواصل الاجتماعي، من توصيات بشأن أسهم بعينها، موضحا أنَّ أغلبها «كاذب» بغرض التلاعب والكسب غير المشروع، عن طريق الاحتيال و«النصب» على صغار المضاربين.

الانسياق وراء توصيات الأسهم على «فيسبوك» يعرضك للنصب

وقال رؤوف، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إن استغلال مواقع التواصل الاجتماعي في عمليات ترويج الأسهم، انتشر في الآونة الأخيرة، وقد يكون نافعا لأداء بعض الأوراق المالية أحيانا، إلا أن تأثيره السلبي أكبر.

الترويج للأسهم ليس جريمة

وأضاف أنَّ هناك الكثير من الشركات تحتاج إلى عمليات ترويج بالفعل، وتكون مدرجة وذات قيمة مالية كبيرة لكن سعر السهم متدني وفقاً لظروف السوق المتحكم الرئيسي في عملية التسعير، ليعرض السهم بأقل من القيمة الفعلية للأصول أو أن الشركة نفسها أرباحها الخاصة بالتدفقات النقدية عالية.

كما أوضح أن هناك صورا أخرى لشركات ذات قيمة عالية وأسعار مرتفعة للأسهم أيضاً، غير أن الشركة ذاتها لا تملك أصولا تساوي تلك القيمة المطروحة للتداول، كما حدث لأسهم شركة أمريكية يتم تداولها في بورصة نيويورك، وهي «ميدكس القابضة MedX Holdings».

وأشار خبير سوق المال، إلى ما نبهت إليه صحيفة «فاينانشيال تايميز» من قبل، في مقال تحدثت خلاله عن ارتفاع معدلات المخاطر على الأسهم التي لا تملك شركاتها أصولاً تغطي القيمة السوقية المعروضة بها السهم.

استغلال أموال صغار المضاربين باستخدام «فيسبوك»

واستطرد «رؤوف»: «على غرار ما حدث بالسوق الأمريكي في القضية المعروفة باستخدام تويتر، حدث في البورصة المصرية باستخدام موقع فيسبوك، وذلك بتسجيل المتلاعبين حسابات وهمية تم استغلالها في الترويج لبعض الأسهم، ولكن تصدت الهيئة العامة للرقابة المالية لأولئك ليتم إيقاف اثنين من أشهر المتلاعبين بالسوق المصري».

كما أوضح أن المتلاعبين يعملون على رفع قيمة السهم بشكل مبالغ فيه قبل بيعه، وذلك عن طريق الترويج له وخلق عروض وهمية، وفي الغالب ضحاياهم من صغار المضاربين الذين يسارعون إلى شراء الأسهم المروج لها، وبالطبع يتعرضون لخسائر فادحة.

واختتم «رؤوف» تصريحاته بأن المضاربات أصبحت السمة الرئيسية لأسواق المال في الوقت الحالي، لافتاً إلى أنه أمر صحي وليس سيئا، كما أنه يعد أمرا مشروعا أيضاً، لكن يتطلب بعض القواعد التي تضبط «اللعبة» وتمنع «المتلاعبين» من استغلال رؤوس أموال صغار المستثمرين والإضرار بهم، من خلال قوانين تجرم ذلك العمل الذي يضر بالاقتصاد والبورصة.

كورونا يزيد الاعتماد على مواقع التواصل في الحياة اليومية

يجدر الإشارة إلى أن انتشار المنصات ومواقع التواصل الاجتماعي بين مليارات المستخدمين في العالم جعلها ضرورة حياتية، خاصة في السنوات الأخيرة، واندلاع أزمة الوباء العالمي ليتجه الغالبية إلى الاعتماد عليها بشكل مكثف، حتى باتت من ضروريات العصر، ويصعب الاستغناء عنها أو عدم الانخراط فيها، خاصةً لأصحاب الأعمال والأنشطة الاجتماعية.

كما ارتبطت تلك المواقع بشتى مجالات الحياة، وتحديداً مجالات البزنس والعمل، كما يتم استخدامها بصورة كبيرة في التسويق الإلكتروني للعديد من المنتجات، وبات لها تأثير كبير قادر على التغيير، الذي أحياناً يكون للأسوأ.