قبل فتح الصناديق| القاضي أسامة:الثورة أضاعت جزءًا من احترام المصريين للقضاء

كتب: مروة مدحت وهبة بطيشة

قبل فتح الصناديق| القاضي أسامة:الثورة أضاعت جزءًا من احترام المصريين للقضاء

قبل فتح الصناديق| القاضي أسامة:الثورة أضاعت جزءًا من احترام المصريين للقضاء

قضاة تلاحقهم دائمًا اتهامات بتزوير الانتخابات، يعملون طوال الليل والنهار لإصدار نتيجة تثير رضا البعض وغضب آخرين. أسامة يواجه اتهامات التزوير منذ انتخابات مجلس الشعب لعام 2000، ومع ذلك أصر على استكمال مسيرته ومراقبة جميع الانتخابات. أسامة الإبياري قاضٍ في القضاء العالي، شارك في أول انتخابات يشرف عليها القضاة في مصر عام 2000، باعتبارها التجربة الأولى له في مراقبة الانتخابات كان يحضر اجتماعات مطولة لمعرفة كيفية التعامل مع الناخبين ومندوبي المرشحين وإجراءات فتح وغلق محضر اللجنة. "أنا كنت لسه وكيل نيابة بس احنا مكناش بناخد أوامر من حد. كانت الإدارة العامة بتدينا ارشادات". راقب أسامة في البحيرة، والمنصورة، والقاهرة ليكون بعيدا عن مقر عمله ومحل إقامته. لا يذكر أسامة أن انتخابات 2000 شهدت أي نوع من الانتهاكات في مرحلتيها الأولى والثانية، لكن جاءت المرحلة الثالثة لتقوم قوات الشرطة بإغلاق الطريق أمام الناخبين لمنعهم من الوصول للجان الانتخابية. حاول أسامة وزملاؤه التدخل لمساعدة الناخبين ولكن حدثت احتكاكات بين قوات الشرطة وبينهم ولم تحل المشكلة. "في انتخابات 2000 مكنش في قانون بينظم الإجراءات بره اللجنة، فكان المرشحون بيعلقوا الدعايا وكانت بتحصل مشاكل كتير بس أنا لم أتدخل لأن مسئوليتي تنتهي عند باب اللجنة ". يقدر أسامة عدد الناخبين وقتها بـ10% فقط، لكنه زاد في بعض المحافظات التي كان لها مرشح في الانتخابات، على عكس الإقبال في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى عامي 2001 و2003 فلم يكن يحضر احد وكانت اللجان خاوية تماما. هكذا رصد أسامة عدد الناخبين المقبلين على انتخابات 2000. كان عام 2005 الأكثر إرهاقا لأسامة فبالإضافة لانتخابات مجلس الشعب كانت هناك الانتخابات الأهم في تاريخ مصر وهى أول انتخابات رئاسية. راقب أسامة انتخابات مجلس الشعب بدائرة شبرا، ولم يتحدث عن تجاوزات في المرحلة الأولى والثانية ولكن بدأت التجاوزات في المرحلة الثالثة على نفس طريقة عام 2000. لكن انتخابات 2005 كانت مختلفة من وجهة نظر أسامة لأنه شهد إقبال لم يره أسامة من قبل "وخاصة من الإخوان". تضايق أسامة كثيرًا من الاتهامات التي وجهت للقضاة بالمشاركة في تزوير انتخابات الرئاسة عام 2005 "التزوير مكنش من خلال الصناديق ولكن عشان نظام الرقم القومي كان لسه جديد فكانت الأسماء بتتكرر في أكتر من مكان وده سمح بنسبة تزوير كبيرة". أسامة كان المسئول عن الدائرة الأولى بالمنصورة في قسم شرطة المنصورة، ويروي أنه في هذه الدائرة كان مرشح الإخوان المسلمين مكتسح ولكن بمجرد الانتهاء من فرز لجنته وفى انتظار النتيجة النهائية فوجئ أسامة بفوز مرشح الحزب الوطني فتأكد أن النتيجة النهائية تم التلاعب بها في اللجنة العامة لصالح مرشح الحزب الوطني. اختلف موقف أسامة كثيرًا في انتخابات 2010 لأن دوره اقتصر على الفرز في اللجنة العامة لأن القانون وقتها كان ينص على أن المراقبين في اللجان الفرعية يكونوا من الموظفين "كنت بستلم لجنة أصواتها كلها لمرشح واحد ومفيش أصوات باطلة يعني أكيد مزورة بس مينفعش أخد أي إجراء إلا إذا تقدم أحد المرشحين بطعن على النتيجة" هكذا تأكد أسامة أن الانتخابات بالفعل كان بها تزوير. استطاع أسامة أن يفصل في قضية تزوير واحدة "عشان المرشح قدم طعن"، ويذكر أن المرشح عن مركز جرجا طعن على نتيجة 14 لجنة وبمراجعة أسامة للكشوف "اكتشفت أن الأصوات اتزورت لصالح منير فخري عبدالنور". رؤية أسامة عن الثورة تختلف عن أي شخص عادي فبالنسبة له الثورة أضاعت جزءًا من احترام المصريين للقضاء "النظام السابق كان يحترم القضاة أكتر من بعد الثورة"، فهو مستاء من تلك التجاوزات التي حدثت بعد الثورة في حق القضاة كغلق المحامين للمحاكم ومنع القضاة من دخولها. بينما أكد أن استقلالية القضاء مرتبطة بشخصية القاضي نفسه وأنه إذا كان حازما لن يستطع أحد التدخل في عمله. جاء الاستفتاء كأول تجربة انتخابية بعد الثورة ليجد أسامة أن اسمه غير مدرج في كشوف القضاة المشرفين عليها. ذهب ليدلى بصوته بجوار محل إقامته بمدينة الشروق فوجد اللجنة مليئة بالتجاوزات وأن رئيسة اللجنة حديثة التعيين لا تستطيع السيطرة على اللجنة على حد قوله، لم يستطع أسامة أن يتخلى عن وظيفته فبدأ في مساعدتها حتى صدر أمرًا رسميًا من رئيس اللجنة العامة بتعيينه للإشراف على الاستفتاء. اختلفت المشكلات التي كان يتعرض لها أسامة في انتخابات مجلس الشعب 2011 عن غيرها، تمثلت المشكلة الرئيسية في أن الناخبين لا يعرفون مرشحيهم خاصة في المحافظات. تقبل أسامة عدم تأمين القضاة قائلا:"القوات بتأمن الصناديق طول ما أنا جمب الصندوق أنا في أمان لكن بره مفيش وسيلة لتأمينا". يستعد أسامة الآن لمراقبة انتخابات الرئاسة في محافظة قنا، ولا يشعر بأي تخوف من التعامل مع مندوبي المرشحين "مادام هيلتزموا بالقوانين". موقفه المحايد تجاه جميع مرشحي الرئاسة بحكم وظيفته لم يمنعه من مناقشة زوجته وبناته الثلاثة في موقفهم من المرشحين للرئاسة، جاءت زوجته مؤيدة لحمدين صباحى تأثرا بدعم البرادعي له. وعلى الرغم من أن أكبر بناته سنا لم تتجاوز عامها الثامن إلا أنها حزينة لإغلاق مدرستها يومي الانتخابات بينما أخذت ابنته الأخرى التي لم تتجاوز عامها الثالث تردد "المرسي رئيس مصر" ويبرر أسامة "أصل الإعلان عجبها أوي". موقف واحد مع الإعلام في انتخابات البرلمان 2011 كان كفيلا أن يدفع أسامة لاتخاذ موقف معادي من الإعلام، "قفلت اللجنة نص ساعة عشان الموظفين يتغدوا وأنا أصلى .. تاني يوم اتنشر أنى قفلت اللجنة 4 ساعات"، وفضل أسامة عدم اتخاذ أي إجراء ضد الصحيفة التي رفض ذكر اسمها "أصل دي غلطة الصحفي مش الجريدة كلها". أخبار متعلقة : قبل فتح الصناديق.. ملف خاص وشامل للناخب عن الساعات الأخيرة قبل بدء الانتخابات أصوات "البرادعوية" حائرة بين "صباحي" و "أبو الفتوح" رئيس نادي النوبة السابق : شتات النوبيين منعهم من الاتفاق علي مرشح ناشطة: استبعاد بثينة كامل بشكل سياسي جزء من أزمة نساء مصر 13 مخالفة يبحث عنها مراقبو الانتخابات يوسف صاحب مبادرة "شاهد": الانتخابات هذه المرة مختلفة مقاطعو الانتخابات: لأن العسكر عايزين خروج آمن، مش عايزين رئيس يحاسبهم أهالي حي الزبالين: "خلاص مفيش قدامنا غير موسى" أحمد وكيل النيابة لايخشى البلطجية في الانتخابات ويؤكد: موسى الأنسب للرئاسة