سنوات داخل «الأسمرات» أمان وتصنيع وتصدير للخارج

سنوات داخل «الأسمرات» أمان وتصنيع وتصدير للخارج
- وزارة الشباب والرياضة
- المناطق العشوائية
- حى الأسمرات
- الأسمرات
- وزارة الشباب والرياضة
- المناطق العشوائية
- حى الأسمرات
- الأسمرات
ونحن على أعتاب الانتهاء من عام 2021، عام القضاء على المناطق العشوائية غير الآمنة، وإعلان الدولة الانتهاء من عصر مشروعات الإسكان البديل للعشوائيات غير الآمنة، فكانت المناسبة للعودة إلى أول وأكبر مشروع للإسكان البديل «حى الأسمرات»، الذى تم افتتاحه عام 2016، لنتبين مظاهر الحياة داخله عقب مرور قرابة 6 سنوات، وما حدث به من تغييرات وتطورات، وإمكانية تكيُّف سكان المناطق العشوائية مع الحياة الجديدة.
داخل الأسمرات حياة مليئة بالتفاصيل، تشعر للوهلة الأولى أنها الموطن الأساسى للأسر الموجودة داخل الحى، حركة هنا وهناك، أطفال يهرولون من باب المدرسة عقب نهاية اليوم الدراسى، لينتشروا أسفل العمارات، وداخل المساحات المتوافرة لهم للعب فيها.. وبين العمارات تجد أصوات النساء متداخلة مع أصوات ماكينات الخياطة، وفى تمام الرابعة مساءً، يتجمعن أمام المصنع، ومن ثم تتجه كل واحدة منهن لشراء احتياجاتها من السوق والمحلات التجارية لتكملة اليوم. مستقبل جديد سطره أهالى حى الأسمرات من أكبرهم لأصغرهم، جميعهم كانوا فى حاجة لحياة جديدة، يشعرون فيها بالأمان والآدمية فى التعامل، يشعرون فيها بالحياة.
«الحياة تغيرت 180 درجة».. جملة من 4 كلمات تلخص شعور أهالى المناطق العشوائية، بعد انتقالهم إلى حى الأسمرات، حيث تبدّلت العشوائية والمنازل المكونة من الخشب والمسقوفة بالقش، بعمارات ارتفاعها 5 أدوار -بعد الأرضى- مطلية بلون واحد، وبجوارها توجد المسطحات الخضراء، والاستراحات الخشبية، التى تزيد المظهر جمالاً وراحة للعين، والأطفال ينتشرون فى المكان، أصوات ألعابهم ومناداتهم لبعضهم تملأ الأرجاء، فور خروجهم من المدرسة، جميعهم يرتدون ملابسهم الدراسية، وعلى وجوههم ترتسم ابتسامة الفرح والثقة، يجلسون أسفل العمارات، يتسابقون فى الجرى تارة، ويتحدثون لبعضهم البعض تارة أخرى.
هكذا تبدو ملامح الحياة داخل منطقة النخيل، إحدى مناطق حى الأسمرات، فى الواحدة ظهراً، حيث تدب الروح فى المكان، بين أطفال وكبار وسيدات يتجهن نحو شراء متطلبات يومهن، من المحلات الموجودة أسفل العمارات، وهى متعددة الأنشطة، لخدمة الأهالى داخل كل عمارة، وبمراقبة الأجواء هناك، تشعر للوهلة الأولى أنه ليس مشروعاً بديلاً للسكان، بل هو موطن أصلى للأهالى، وُلدوا داخله وعاشوا به سنوات طوال.
«لما جيت هنا اطمنت أن مستقبل أولادى هيكون أحسن بكتير من مستقبلهم فى العشوائيات».. بهذه الكلمات بدأ ياسر عبدالرحمن، فى العقد الرابع من عمره، أحد سكان الحى، بمنطقة النخيل، حديثه حيث انتقل من مسكنه القديم بمنطقة مصر القديمة، وتحديداً إسطبل عنتر، منذ 4 سنوات مضت.
ونوه «عبدالرحمن» بفخر شديد إلى أنه كان من ضمن السكان الذين قاموا بتشجير المنطقة، بجهودهم الذاتية، حيث يرى أن المكان أصبح من مسئولياته، وواجباً عليه المشاركة فى تطويره، وواصل: «المكان دلوقتى بقى مكانا، ومن واجبنا إننا نطوره ونجمل فى شكله، ونساعد الحى فى تطويره وظهوره فى أحسن شكل»، وأنهى حديثه بالقول: «محدش عارف أولادنا كان هيبقى مستقبلهم إيه لو فضلنا فى العشوائيات، دلوقتى بيتعلموا وبقى شكلهم يفرح».
والتقطت أطراف الحديث منال أحمد، فى الثلاثينات من عمرها، من سكان منطقة مصر القديمة، جاءت إلى حى الأسمرات منذ عامين، وفور الانتقال إلى الحى، قررت العمل داخل مصنع الأسمرات، كى تساعد زوجها فى مصاريف المعيشة، وقالت: «لما جيت هنا وعرفت أن فيه فرص للشغل، قررت أشارك جوزى علشان حياة أحسن لأولادنا».
«منال»: عندنا كل الخدمات
يعمل زوج «منال» فى الأعمال الحرة، ولا يوجد له مرتب أساسى كل شهر، لذا سعت للعمل، كى يكون لها راتب شهرى، يعينهما على معيشتهما. وأضافت: «الشغل مريح جداً، ويعتبر جنب البيت، يعنى موفر عليّا مصاريف المواصلات»، مشيدة بتعامل ووجود رئيس الحى مع الأهالى داخل الحى. وتابعت: «مطمنين هنا ومتوفر لنا كل الخدمات والأمن، وأولادنا سلوكهم بقى أحسن كتير».
وتجمع الأهالى ورئيس وموظفى الحى، علاقة قوية، تشبه الصداقة، ولكن أساسها الاحترام المتبادل.
وقال أحمد عبدالحميد، مساعد رئيس الحى، إنه عقب تسكين حى الأسمرات، كان التعامل مع الأهالى على كونهم أسرهم وأهاليهم، ولاقوا فرحة شديدة من الأهالى فور تسكينهم داخل الشقق، التى تختلف كثيراً عن أماكنهم السابقة التى تكاد تشبه «العشش».
وأضاف «عبدالحميد» أنه منذ بداية التسكين، وحتى الآن، يتم تنفيذ ورش عمل وندوات لتأهيل وتعديل سلوك الأطفال، لاستقبال الحياة الجديدة، وتشجيعهم على بناء مستقبل أفضل، حيث يُعد الأطفال أساس نجاح الأسرة وتعديل سلوكها.
«عبدالحميد»: نفرض منظومة أمنية داخل الحى وممنوع دخول التكاتك
«التطوير ماكانش بس هدفه تطوير حجرى، بل تطوير بشرى».. هكذا وصف «عبدالحميد» آلية التعامل أثناء تسكين حى الأسمرات، الذى استقبل سكاناً من أشهر المناطق العشوائية الموجودة على مستوى الجمهورية، وذلك من خلال ورش عمل وحملات تثقيفية ودورات تأهيل نفسى، لأعمار مختلفة من السيدات والرجال والأطفال والشباب، بمساعدة قصر الثقافة ووزارة الشباب والرياضة.
وأشار مساعد رئيس الحى إلى المنظومة الأمنية الموجودة داخل الحى، وهى على أعلى مستوى، حيث يمنع الحى دخول التكاتك، بموجب تعليمات رئيس الحى منذ أول يوم للعمل داخل الحى، بهدف الحد من انتشار أىٍّ من ظواهر العشوائية.، بجانب فرض عقوبات على المخالفين داخل الحى.