قبل فتح الصناديق| أهالي حي الزبالين: "خلاص مفيش قدامنا غير موسى"

أكوام من الزبالة على جانبي طريق ضيق تمر سيارات أغلبها نصف نقل أو عربات "كارو" تحمل تلالاً من القمامة يعتبرها أهالي حي الزبالين مصدر رزقهم، ورزق "عيالهم". وسط الأكوام ترى وجوه سيدات تحكي ملامحها لكل المارين حياة كل أسرة في الحي، من رجل يخرج في الصباح الباكر ليجمع القمامة من المكان المخصص له، وزوجة تجلس وسط تلال الزبالة أمام منزلها تفصل البلاستيك عن الزجاج والمعادن، وأطفال لم يعرفوا جيدًا ملامح الطفولة إلا في الجري واللعب وسط عملهم بالزبالة سواء في الجمع، أو الفصل، أو حتى في توصيل كل من الزجاج والبلاستيك والمعادن إلى تجارها، هؤلاء الأطفال ولدوا وسط الزبالة ليكتسبوا مناعة ضد كل تلك الجراثيم، والفيروسات المنتشرة في كل "نفس" يستنشقونه، ويدخل رئاتهم. حي الزبالين الذى يحاط بمنشية ناصر من جهة، و"كمين" المقطم من جهة أخرى، يسكنه أكثر من 60 ألف مواطن يعيشون، ويعملون بالزبالة، أغلبهم من الأقباط، فلا يظهر أي آثار لدعاية انتخابية لجماعة الإخوان أو السلفيين على جدران المباني أو المحلات في الشوارع. شحاتة المقدس، رجل يرتدي جلبابًا أنيقًا، ويتحدث باللغة العربية الفصحى كخبير استراتيجي أو سياسي محنك، يصفه أهالي الحي بأنه شيخ الزبالين "ده المعلم اللي فاهم وعارف كل حاجة"، يرجع شحاتة بداية الحي إلى عام 1948 "عندما نزح أجدادنا من الصعيد وبدأوا في الاستقرار هنا فظهر حي الزبالين". يجلس شحاتة في "فيلا" في مدخل الحي ملحق بها استراحة، وحمام سباحة صغير "دي الفيلا بتاعة الضيوف لكن جوه الحي في بيت العائلة مينفعش حد يدخله"، يقابل شحاتة الزبالين في الاستراحة يستمع لشكاواهم وطلباتهم، الدور الذي ورثه عن أبيه شيخ الزبالين الأكبر، الذي شجعه أيضا لمحاولة دخول مجلس الشعب عام 2010، "قلت للحزب دخلني المجلس قالولي أحمد عز مش موافق فقررت أنزل مستقل، أنا متأكد إني نجحت بس القاضي أجل إعلان النتائج وبعد كده قالوا إني خسرت". أكثر من ستين عاما مرت على نشأة حي الزبالين أعطته الحق في الحكم على تعامل رؤساء مصر مع الحي، بدأ شحاتة بجمال عبدالناصر وأنور السادات، فأكد أن الزبالين لم يواجهوا أي مشكلة في عهدهما، ثم أضاف:"كانت مشكلتنا مع حسني. الشركات الأجنبية والخنازير، احنا أصلا مكانش عندنا أي حالة إصابة بأنفلونزا الخنازير" يستكمل شحاتة باحثا عن أي سبب يشجع الحكومة للتراجع عن قرار منع تربية الخنازير: "ده حتى كده احنا المسيحيين بدأنا ننافس المسلمين في الإقبال على اللحمة والطوابير التي لا تنتهي". ثم تطرق إلى مشكلة الشركات الأجنبية التي يراها سببًا في قلة رزقهم ووقف حالهم "كنا بناخد من الشقة 3 أو 4 جنيه دلوقتي 10 قروش بس، طب يمشوا الشركات واحنا مستعدين ناخد 2 جنيه بس". جلسات الزبالين لا تختلف كثيرًا في الأحاديث عن مصر كلها التي تتحدث الآن عن انتخابات الرئاسة، "خلاص مش قدمنا غير عمرو موسى بعد ما شالوا عمر سليمان" لا يتخوف الزبالين من الحكم الإسلامي لكنهم يفضلون رجلا لا يخلط السياسة بالدين:"المهم مصلحة مصر في الآخر"، أما عن مطالبهم فهي لا تختلف كثيرًا عن "طلبات أي منطقة شعبية أخرى" من توفير الحد الأدنى من المستوى المعيشي المرضي "ده المجاري دخلت على مواسير المياه". أخبار متعلقة : قبل فتح الصناديق.. ملف خاص وشامل للناخب عن الساعات الأخيرة قبل بدء الانتخابات القاضي أسامة:الثورة أضاعت جزءًا من احترام المصريين للقضاء أصوات "البرادعوية" حائرة بين "صباحي" و "أبو الفتوح" رئيس نادي النوبة السابق : شتات النوبيين منعهم من الاتفاق علي مرشح ناشطة: استبعاد بثينة كامل بشكل سياسي جزء من أزمة نساء مصر 13 مخالفة يبحث عنها مراقبو الانتخابات يوسف صاحب مبادرة "شاهد": الانتخابات هذه المرة مختلفة مقاطعو الانتخابات: لأن العسكر عايزين خروج آمن، مش عايزين رئيس يحاسبهم أحمد وكيل النيابة لايخشى البلطجية في الانتخابات ويؤكد: موسى الأنسب للرئاسة