وزير الأوقاف: أي مجاملة في مسابقات القرآن الكريم خيانة لكتاب الله

كتب: إسراء سليمان

وزير الأوقاف: أي مجاملة في مسابقات القرآن الكريم خيانة لكتاب الله

وزير الأوقاف: أي مجاملة في مسابقات القرآن الكريم خيانة لكتاب الله

وجه الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، الشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي، على تفضله برعاية هذه المسابقة وإكرامه وتكريمه لأهل القرآن الكريم، في احتفال الوزارة بليلة القدر في شهر رمضان بإذن الله تعالى.

مسابقة القرآن الكريم

وأكد وزير الأوقاف، وزير الأوقاف في تصريحات على هامش الحفل الختامي للمؤتمر، أن هذا يوم من أيام الله (عز وجل)، وساعة من ساعاته، التي نرجو فيها إجابته للدعاء، وأي ساعة أرجى من ساعة نحيا فيها بالقرآن وللقرآن ومع أهل القرآن، وقالوا: من أراد أن يناجي ربه فليصل من جوف الليل، ومن أراد أن يكلمه ربه فعليه بالقرآن.

وأوضح أن القرآن الكريم حياة لأصحاب القلوب الحية، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: «إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ»، فالقلوب الحية هي التي تتلقى كلام الله (عز وجل) بالطاعة والامتثال وحسن الفهم والتطبيق.

وأكد أن في هذا اليوم ترى أهل القرآن مرفوعي الهامة و الرأس، حيث يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) : "إنَّ للَّهِ أَهْلينَ منَ النَّاس قالوا : يا رسولَ اللَّهِ، مَن هُم ؟ قالَ : هُم أَهْلُ القرآنِ، أَهْلُ اللَّهِ وخاصَّتُهُ"، ثم تأتي البشريات، حيث يقول تعالى : "إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ".

وزير الأوقاف

وأضاف وزير الأوقاف: «أصعب ساعة عند الناس هي ساعة خروج الروح، حيث تتنزل عليهم الملائكة قائلة لهم: لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون، ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون، ولكن لمن هذا الكلام ؟ في مقدمتهم أهل القرآن إن شاء الله، فقارئ القرآن داع بقراءته إلى الله (عز وجل)، مستشهدا بقول الله تعالى: "وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ».

وتابع: أن «الدعوة التي لا تنطلق من كتاب الله لا تقوم على أساس متين، والدعوة ليست شرطًا أن تكون من الوعاظ والواعظات فأهل القرآن في مقدمة الدعاة إلى الله، ولا يوجد أحد من الخلق يدعي أنه يخاطب الخلق بعبارة أبلغ وأكثر تأثيرًا من كتاب الله»، فقارئ القرآن داع بقراءته إلى الله (عز وجل)، فهناك فرق وملمح بلاغي كبير بين قوله تعالى: «ولا تستوي الحسنة ولا السيئة». 

أهل القرآن مصطفون ومجتبون

وبين أن تقول: ولا تستوى الحسنة والسيئة، فالأول واضح لا يستوى المسيء والمحسن، أما النص القرآني فله دلالة خاصة هي أن الحسنات درجات والسيئات درجات، فالمؤمن يحرص على أن يأتي من الحسنات أعلاها، وعلى أن يتجنب السيئات أعلاها وأدناها، فهذه أخلاق أهل القرآن: «وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ»، فأهل القرآن مصطفون ومجتبون، قال (صلى الله عليه وسلم): «من أوتي القرآن فرأى أن أحدا أوتي من الدنيا أفضل مما أوتي فقد صغر عظيمًا وعظم صغيرًا».

وأوضح الوزير، «فمن أنعم الله عليه بالقرآن حفظًا وفهمًا ودراسة فقد أوتي نعمة ما بعدها نعمة، فما فاتك في نفسك عوضه في أبنائك، وما فاتك في أبنائك وأحفادك عوضه في طلابك، وعند الاحتضار يرى الإنسان مقعده من النار وقد أبدله الله به مقعده من الجنة فتخاطبه الملائكة هذا مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدًا من الجنة، وأعظم ثواب أنهم لا يحزنون أبدًا وتتلقاهم الملائكة عند نزول القبر وعند البعث مبشرين لهم بأن هذا اليوم هو يوم الجائزة الصغرى لأهل القرآن والجائزة الكبرى يوم القيامة».

وأكد «جمعة»، أن المسابقة العالمية للقرآن الكريم، تمت بشفافية مطلقة ونزاهة تامة، لا تمييز فيها على الإطلاق ولا مجال فيها لأي مجاملة، ولم يتدخل أحد تلميحًا أو تصريحًا، توجيهًا أو غير توجيه والتزام الجميع أعلى درجات النزاهة والشفافية، لأنك لو فعلت غير ذلك كان ذلك خيانة للقرآن الكريم.

الأمانة مع القرآن تقتضي خدمته

وأوضح أن الأمانة تقتضي الشفافية التامة، والنزاهة التامة، والذي أوصي به نفسي، وكل المحكمين، سواء في المسابقات المحلية أو الخارجية التزام النزاهة والشفافية، لأنك إذا قدمت غير الحافظ على الحافظ، كان ذلك خيانة لكتاب الله «عز وجل»، فلا اعتبار لمحسوبية لأى شخص، حتى وإن اضطررت إلى الاعتذار عن التحكيم في المسابقة، لأن الأمانة مع القرآن، تقتضي خدمة القرآن على الوجه الذي يليق به من أمانة، وهذا ما نحرص عليه في جميع المسابقات سواء محليه أو عالمية، وكل من ينجح هو ابن من أبنائنا.

وأشار إلى أن هذه المسابقة من أكثر المسابقات منافسة، حيث بلغ من حصل على درجات90% فأكثر 38 متسابقًا ومتسابقة، وكانت الفروق أحيانًا بين الأول والثاني واحد من عشرة في المائة، وبعض من أبنائنا المتسابقين حصل على 99.5%، وأكدت اللجنة، أنه ربما قد تكون خطفة النفس هي التي أنقصت النصف في المائة، لأن القرآن غالب والكمال فيه لله وحده، والجميع مكرمون لأنهم أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، وإكرامًا للجميع خصصنا لوحة شرف للثمانية والثلاثين حتى تكون تشجيعًا معنويًا لهم.


مواضيع متعلقة