الهيروغليفية وتوراة موسى!
كيف كان يتحدث يوسف مع الشعب المصرى ومع الملك المصرى ولم يكن فى الحيثيين ولا العبرانيين البدو ملوك؟ إذاً مؤكد أن ملك مصر كان فرعونياً بدليل تخليدهم صوامع القمح والحلبة والشعير التى كانت شبه أبراج صغيرة فى كل منزل وتوارثتها أجيال المصريين جيلاً بعد جيل ورأيتها فى بيت جدتى فى منزلنا الواسع الكبير فى الغار زقازيق الشرقية على بُعد خطوات من بحر مويس أى موسى الذى عاش فى بيت أبيه وأمه ٣ أشهر فقط حتى اتخذته آسيا امرأة فرعون طفلاً لها.
والتوراة القديمة كانت تحتوى العديد من الكلمات الهيروغليفية القديمة، ومن الغريب أن هناك تشابهاً بين العقيدة المصرية الهيروغليفية، وخاصة الأخناتونية، وجزء كبير من عبادة آمون بمعنى الإله وليس بمعنى الأب، ورسومات الفراعنة ليست دليلاً على الوثنية وإنما إيمانهم كمصريين قدماء أن الإله الواحد له أسماء عديدة رسموها بأشكال عديدة، وليس بعيداً أن تكون بعض الصفات الواردة فى الصحائف الفرعونية متأثرة بصحف إبراهيم وموسى وكلاهما عاش فى مصر وقطع أرضها وعاش مع أهلها من أقصى الجنوب الفرعونى إلى أقصى الشمال عند فروع نهر النيل التسعة التى جاء فيها: «وتلك الأنهار تجرى من تحتى»! ورغم انتشار اللغات السامية بجزئيها الشرقى من آكادية (وهى المسمارية) والبابلية الآشورية وهى نفس لغة القبائل العربية التى عاشت بين النهرين، ثم الجزء الغربى من اللغات السامية وهى فرعان: شمالية كنعانية بلغة القبائل العربية وشملت اللهجات العبرية والفينيقية والموآبية، ثم انتشرت الآرامية لتصبح لغة الشرق الأدنى، أما الفرع الجنوبى فيشمل العربية الشمالية والجنوبية والجعزية أى الحبشية، يعنى أن إثيوبيا لها جذور عربية، والعبرية التى نعرفها كما جاء فى تعريف أحمد جمال نقلاً عن د. عبدالنعيم حسنين ود. فؤاد حسنين.
لم تُعرف اللغة العبرية فى التوراة أو الكتب أو عند الأنبياء إلا تحت اسم الكنعانية أو اليهودية، وزعم العبريون أن لغتهم العبرية هى التى كلم الله بها موسى رغم أن تاريخها لا يرجع إلى التاريخ الذى حدث فيه حوار الله مع موسى قبل ١١٠٠ عام قبل الميلاد تقريباً، وهى لغة لم ينطقوها ولم يُعرفوا باسم العبريين كشعب إلا بعد استيطانهم أرض كنعان أى أرض فلسطين ومخالطتهم الكنعانيين ونطق لغتهم. ويؤكد المؤرخ يوسيفيوس فلافيوس، بمعنى الفيلسوف يوسف، أن موسى كان ضابطاً فى الجيش المصرى، ولم يرَ موسى فلسطين لأنه قال لليهود ادخلوا الأرض فرفضوا ومات فى سيناء غالباً فى نفس أرض التيه التى نحيلها لمقال آخر، وهنا اللغة اللاهوتية القبطية المستخدمة حالياً فى الكنيسة المصرية تحمل العديد من اللهجات والكلمات الفرعونية التى وجدها العرب منتشرة فى كل مصر حينما دخلوها فأبقوا الكنائس وأبقوا لغتهم وأصبحت لغة الشعب المصرى عربية قبطية يونانية، وهكذا يهوه الإله الواحد عند العبريين هو الله الواحد الأحد عند المصريين.
فمصر لا تقع، واللغة العربية عززت مصر، فهى لا تُجر ولا تُكسر، فهى إما مرفوعة برفع ذكر المولى لها فى كتابه العزيز، فاسمها قرآن يُتلى ويُتعبد به إلى يوم القيامة، أو هى مفتوحة لقاصديها ليدخلوها آمنين، وحتى فى التجويد، تجد راء مصر مفخمة لأنها جاورت حرفاً مطبقاً مفخماً هو الصاد.