خالد الجندي: الإسلام حفظ حقوق الطفل الرضيع منذ 14 قرنا

خالد الجندي: الإسلام حفظ حقوق الطفل الرضيع منذ 14 قرنا
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إنه لا يوجد في أي ملة أو اتجاه أو مكان يضمن حقوق الرضيع إلا في القرآن الكريم، إذ أن القرآن الكريم نزل منذ 14 قرنًا وأقر حقوق وتنظيم وحماية حقوق الطفل الرضيع قبل جميع التشريعات الصادرة مجددة، مستشهدًا بقول الله تعالى: «وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ، لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ۚ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ ۚ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَٰلِكَ».
الآية الكريمة تطلب من الأمهات أن يرضعن أولادهن عامين كاملين
وأضاف «الجندي»، خلال تقديمه برنامج «لعلهم يفقهون»، المذاع على شاشة «DMC»، أن الآية الكريمة تطلب من الأمهات أن يرضعن أولادهن عامين كاملين، وجاء الطلب في صيغة الخبر؛ كونه أمر بديهي، فالرضاعة بعد عامين تضييع وقت وليس لها فائدة ولا يترتب عليها أحكام تشريعية، ولا يوجد لدينا ما يسمى بإرضاع الكبير، كما استشهد بالآية الكريمة «فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا ۗ وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ».
الآية القرآنية بها قمة الإعجاز التشريعي
وأشار إلى أن هذه الآية القرآنية بها قمة الإعجاز التشريعي، حيث جمعت ما بين الأحكام والفقه واللغة والبلاغة والإيجاز والتنويه والإطناب والمجاز والكناية والتصريح والتلميح والوقف والابتداء، وهذه الآية جمعت الحلول والعناية وذكاء التشريع ومراعاة الإنسانية، إضافة إلى الاقتراح الأمثل للتعامل بين الرجل والمرأة، كما جمعت الآية تعليمات شديدة الأهمية والوجوب من الله عز وجل، كما أن حفظة القرآن الكريم مروا عليها مرور الكرام دون تمعنٍ في معناها.
القرآن الكريم ينظم حالات توابع ونواتج الطلاق
وأشار الدكتور خالد الجندي، إلى أن تلك الآية تخص كل أسرة مصرية، فلابد من تمعن معناها لأن القرآن منزل للأمة الإسلامية لفهم حياتهم، فالمولى سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم: «والوالدات يرضعن أولادهن»، والعلماء اختلفوا في هذه المسألة.
وأوضح أن الفريق الأول ذهب إلى أن المقصود من هذه الآية، المرأة التي أنجبت سواء كانت متزوجة أو مطلقة، موضحًا أن ذلك هو ما ذهب إليه جمهور العلماء، بينما أكد الفريق الثاني أن المقصود بهذه الآية، المرأة المطلقة فقط، لأن الآية جاءت في سياق آيات الطلاق.
القرآن توقع بعض حالات الطلاق لحماية الأطفال الصغار
وأردف عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن القرآن الكريم بذلك ينظم حالات توابع ونواتج الطلاق، لأنه أثناء العلاقة الزوجية لا توجد مشكلات بل هناك تفاهم بينهما، كما أن القرآن توقع بعض حالات الطلاق لحماية الأطفال الصغار، كما أن هذه الآية المباركة في سورة البقرة على الأرجح أنها وجهت إلى المطلقات لدحر المكايدة والغل فى نفوس النساء، فبعض الناس يتصرفون بشكل غير متحضر عند الطلاق، ومن النادر أن توجد حالة طلاق متحضرة، معقبًا: «كأنها فيلم كرتون، وفيلم خيالي».
لا يوجد أسوأ من رجل يتخلى عن النفقة على صغاره كيدًا لطليقته
وأشار الشيخ خالد الجندي، إلى أن تعبير المولى عز وجل في الآية المباركة: «وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف»، لتنبيه الأب أن هذه السيدة أنجبت لهذا الشخص، وأن هذه الخلفة تم إنسابها إليك، فهذه السيدة لا تستحق الإهانة وهي من سخرها الله عز وجل لإنجاب طفل لنسبك، فلا يوجد أسوأ من رجل يتخلى عن النفقة على صغاره كيدًا لطليقته.