ابنته: سوق النشر تعج بـ«الفتوات».. والنزاع القانوني مع الجامعة الأمريكية لا يزال قائماً

ابنته: سوق النشر تعج بـ«الفتوات».. والنزاع القانوني مع الجامعة الأمريكية لا يزال قائماً
- نجيب محفوظ
- الجامعة الأمريكية
- أم كلثوم
- "الثلاثية"
- نجيب محفوظ
- الجامعة الأمريكية
- أم كلثوم
- "الثلاثية"
قالت أم كلثوم نجيب محفوظ، ابنة الأديب الكبير، إنها منذ رحيل والدها تفاجأت بكثير من الصدمات على الساحة الثقافية، وتحديداً فيما يخص التعامل مع دور النشر والمثقفين، مشيرة إلى كواليس التعاقدات الأخيرة مع دار «ديوان» ومؤسسة «هنداوى» لنشر أعمال الكاتب الكبير. وتحدثت ابنة أديب نوبل فى حوارها لـ«الوطن»، عن الاعتبارات التى اختارت عليها التعاقد مع المؤسستين.
ما كواليس تعاقداتك الأخيرة مع «ديوان» و«هنداوى» للحصول على حقوق النشر؟
- %95 من دور النشر الصغيرة كانت تقدم عروضاً تتضمن مبالغ خيالية ضخمة، أضعاف عروض الناشرين الكبار، التى كانت تكتفى بتقديم عروض مالية صغيرة، إذ إن دور النشر الصغيرة كانت ترغب فى الاستحواذ على حقوق النشر باعتباره «قيمة» كبيرة. وأتصور أن تفكيرهم كان صائباً، وهذا لا يعنى أن العرض المالى هو الاعتبار الوحيد خلال توقيع التعاقد مع «ديوان» أو مع مؤسسة «هنداوى».
ما الاعتبارات التى اخترت على أساسها التعاقد مع «ديوان»؟
- مرت علىّ بعد وفاة والدى سنوات عجاف فيما يخص تعاملى مع الناشر، وكنت أبحث عن ناشر ينتمى لمدرسة مختلفة تماماً عن الناشر السابق لأعماله، وهو ما أعجبنى فى الدار التى تعاقدت معها، حيث لديهم حماس غير عادى لنشر أعمال والدى، وسيكون النشر ورقياً وصوتياً، حصرياً، وألكترونياً غير حصرى. وقد وجدت رقياً فى التعامل مع «ديوان»، وهو ما كنت افتقدته منذ وفاة والدى، فقد كنت من قبل أتعامل مع «فتوات» فى النشر، وهى الكلمة الراقية لـ«بلطجية» النشر والمثقفين، والذين واجهت منهم هجوماً على أسرة نجيب محفوظ بعد وفاته، حتى إن بعضهم وصفنا بـ«الدواعش»، رغم أنهم لا يعرفوننا، فنحن كنا نرغب فى البعد عن الظهور الإعلامى لا أكثر. كنا ننظر لأنفسنا أننا أسرة إنسان مشهور وليس بالضرورة أن نكون مشاهير. كان هذا اختيارنا وكل شخص له الحرية فى اختيار طريقه.
ألا تؤثر إتاحة الكتب مجاناً عبر مؤسسة «هنداوى» على مستقبل تلك المؤلفات؟
- فى البداية ترددت فى التعاقد مع مؤسسة «هنداوى» والتى ستتيح نشر الأعمال ألكترونياً، بسبب إتاحة الأعمال مجاناً للقارئ، لأنى كنت متخوفة من تأثير ذلك على الناشر الورقى فيما بعد، إلا أن بعض الأصدقاء نصحونى بعمل عقد غير حصرى مع «هنداوى»، كما أن انتبهت إلى ميزة فى التعاقد على النشر الإلكترونى، وهى أنه حفظ لأصل الرواية، مستقبلاً وبعد وفاتى، لأنه بعد وفاتى إذا حدثت أى مشكلة فى النشر فسيكون المنشور الإلكترونى هو المرجع الرسمى للأعمال. وتعاقدت مع «هنداوى»، لأن لى تجربة تعاون جيدة معهم، بعد أن حصلوا لفترة محددة على نشر المقالات فقط، أما هذه المرة فسيتم نشر جميع الأعمال الروائية والمقالات.
ما آخر تطورات النزاع مع الجامعة الأمريكية؟
- الأمر قيد النظر فى المحكمة لرغبتى فى فسخ العقد، الذى وقعه والدى (مدى الحياة) على ترجمة أبرز الأعمال، وكذلك حقوق الدراما وهو ما أحاول وقفه حالياً، وذلك بسبب عدم التزام الجامعة.
ما الدرس الذى خرجت به من مثل هذه التجارب؟
- ما مررت به يكشف حال الثقافة والمثقفين فى مصر، فما شهدته كان «أزمة أخلاق»، فأنا لا أتجاوز عندما أقول دخلت عالم الفتوات، حتى إنى قلت لمسئول بدار نشر «أنتم تأثرتم بفتوات نجيب محفوظ أكثر من اللازم»، غالباً نسمع الشكوى من المواطن والتعليم، لكن برأيى أن المشكلة فى هؤلاء المثقفين الذى امتلكوا المعرفة، ويخرجون علينا عبر وسائل الإعلام، ولا يغتفر لإنسان محسوب على الثقافة أن يتعامل بشكل متدنٍ، برأيى أن المثقف يجب أن يحاسب حساباً أصعب، لأنه حصل على المعرفة المفترض أن تغير من سلوكه وأخلاقه للأفضل.
هل تزورين متحف نجيب محفوظ؟
- وزيرة الثقافة أدرجتنى ضمن مجلس أمناء المتحف، وتوقفت الاجتماعات بسبب «كورونا»، وفى أول اجتماع تم الحديث عن بعض الكتب فأهديتها للمتحف. كما أهديت الموقع مجموعة من المخطوطات وبالطو.
وماذا عن المخطوطات بخط يد الأستاذ؟
- الفضل يرجع لوالدتى كونها احتفظت بالعديد من المخطوطات التى يتخلص منها والدى فى سلة المهملات، لكنها كانت تجمعها وتنسقها، وتحتفظ بها. وقد سمعت أن عدداً من المقتنيات الخاصة بوالدى قد بيعت، لكن ليست عن طريق الأسرة. والدى كان يتخلص من هذه الأوراق بسبب ازدحام البيت بما فيها البلكونات بالكتب.
«أم كلثوم»: يحزنني ألا يضم متحف «نجيب محفوظ» صورة لوالدتي.. لأنها المرأة التي وفرت له الأجواء المناسبة للإبداع طوال حياته
ما ملاحظتك على المتحف؟
- كل الصور موجودة فى المتحف إلا الست شريكة حياته «نفسى أشوف صورة ماما»، المرأة التى وفرت له الأجواء المناسبة للإبداع طوال مسيرته. لأنه كما هو معروف يكتب فى البيت، وهو ما يعنى أن هذه المرأة كانت تعمل على توفير جميع سبل الراحة من حوله.
هل يمكنك التفكير فى تحويل بيت نجيب محفوظ لمتحف آخر؟
- أتصور أنه غير مناسب، كما أن أغلب المقتنيات والجوائز الخاصة بوالدى سلمتها للمتحف القائم بالفعل، وما تبقى لا يصلح لعمل متحف جديد.
«الثلاثية» و«الحرافيش» أحب أعماله إلى قلبي.. وبعض المثقفين وصف الأسرة بـ«الدواعش»
ما أحب أعمال والدك إليك؟
- «الثلاثية» و«الحرافيش»، على الترتيب، حتى فى دور النشر الأمريكية تحقق الثلاثية أعلى المبيعات حسب الرؤية النقدية فى هذه الدور.
متابعة الأعمال الفنية
لا يمكننى أن أتابع جميع الأعمال، وبعد أن أنهيت التعاقد بالقوة مع الناشر السابق لوالدى، تم التعاقد مؤخراً مع عدد من المنتجين على عدد من الأعمال، ووالدى بنفسه كان معروفاً عنه أنه لم يكن يميل إلى إبداء رأيه فى الأعمال الفنية المأخوذة عن أعماله، فالأولى ألا يكون لى رأيى فى هذه الأعمال، لكنى شاهدت مسلسل «بين السماء والأرض»، فى رمضان الماضى، برأيى كمشاهدة أن الفيلم أفضل بسبب عدم تحديده بفترة زمنية معينة، أى يمكنه أن يعيش فى أى عصر.