القصة الكاملة لجريمة سفاح الإسماعيلية: من شارع البحري إلى طبلية الإعدام

القصة الكاملة لجريمة سفاح الإسماعيلية: من شارع البحري إلى طبلية الإعدام
«جريمة الإسماعيلية».. كانت الأكثر تداولًا من بين كل الجرائم التي شهدها عام 2021، بدايتها كانت تداول مقطع فيديو صادم يظهر شاب يرتدى ملابس سوداء ويمسك أسلحة بيضاء، وينهال بالضرب على أحد الأشخاص ثم يقوم بفصل رأسه عن جسده، في يوم 1 نوفمبر الماضي، وتبع انتشار الفيديو مقاطع أخرى من زوايا متعددة لنفس الجريمة ليصل عددها حوالى 8، انتشرت كالنار في الهشيم وسط حالة من الحزن الشديد على تلك الجريمة النكراء، التي تجرد فيها المتهم من كل معاني الرحمة والإنسانية، وبعدما انتهى المتهم من جريمته، حاصره الأهالي محاولين الإمساك به، فأصاب أثنين، واستمر في طريقة محاولًا الهروب من الأهالي اللذين تجمعوا حوله بالعشرات حتى تمكنوا من ضبطه وتسليمه للشرطة، حتى صدر الحكم، اليوم، بحق المحكوم عليه عبد الرحمن نظمي، أو سفاح الإسماعيلية، بإحالة أوراق القضية إلى فضيلة المفتي لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه.
اعترافات صادمة المتهم
أما عن اعترافات عبد الرحمن دبور، المدان بالإعدام أمام النيابة العامة والتي بدأت التحقيقات معه، في ساعة مبكرة من صباح يوم 2 نوفمبر، فقد أكد أنه يعرف المجنى عليه من 15 سنة وأن بينهما علاقة غير أخلاقية عمرها 6 سنوات قائلًا: «أنا كنت بعمل كده معاه حوالي 6 مرات في السنة، وساعات كنت بروح له في الأعياد، بيكون فاتح ورشته وبنعمل كده، وساعات كنت بروح له بالليل في الأيام العادية، بعد الساعة 8 مساء».
وبرر المتهم جريمته النكراء بدافع أن المجنى عليه كان قد هدده بفضحه إن لم يستجيب لطلبه ويذهب إليه في محله لممارسة الفاحشة، معترفًا بجريمته وأنه يتعاطى المواد المخدرة «شابو».
وتابع المتهم: «سألته على مكواه الشعر اللي كان بيصلحها، قالي إنها في المحل بتاعه، وبعد كده طلب مني أنى أروح له المحل، واستلمها منه هناك، بس اشترط أني أمارس معاه الفجور، زي ما كنا بنعمل قبل كده، فأنا قلت له ها شوف الدنيا وأكلمك، وقالي بعدها: لو مجتليش وعملت كده معايا ها فضحك»، فساعتها الدم غلي في عروقي، ورحت مطلع سكينة من جانبي الشمال، ومسكتها بأيدي اليمين، ووقفت وراه ودبحته من رقبته».
والدة المحكوم عليه تكذب نجلها
وكذبت سفاح الإسماعيلية أمام النيابة العامة، وقالت: «كان بيشرب مخدرات، وأنا وديته مصحة للعلاج، وقعد فيها شهرين ونصف، ولما خرج كانت حالته كويسة جدا، وفضل كويس لمدة 10 شهور، ومن حوالي شهرين فاتوا، ابتدأ يتغير، وأنا مكنتش فاهمة ماله، وفى مرة قالي «شكلك ساحرة»، ومرة: «اقفلوا الباب عشان فيه ناس جايه تموتكم»، ومرة ثانية قلع التيشيرت بتاعه في نص شارع العشريني، إحنا جبنا له شيخ، ولما شافه قال «عليه جن»، بس ابني قال «الشيخ ده مش فاهم حاجة، ومتجبيهوش تاني»، كما نفت ما قاله شهود العيان من أن المتهم كان يردد أثناء ارتكابه الجريمة جملة «اغتصب أمي وأختي»، قائلة «دا محصلش».
الطب النفسي يكشف مفاجأة
أما عن تقرير الطب النفسي للمحكوم عليه، فقد كشف عن مفاجأة بعدما أكد أن المتهم حصل على درجة 95 باختبار الذكاء، مشيرًا إلى وجود ارتفاع في معاملات الجريمة والاندفاعية والسيكوباتية وهذا من قبل سمات الشخصية وليس من المرض النفسي أو العقلي، التي لا تؤثر على المسئولية الجنائية.
كما أكد التقرير عدم وجود أي أغراض دالة على وجود اضطراب نفسي أو عقلي للمحكوم عليه في الوقت الحالي أو وقت الواقعة، وهو سليم الإدراك والاختيار والإرادة والحكم على الأمور ومعرفة الخطأ من الصواب، ويعتبر تعاطيه للمخدرة باستمرار، وكذلك تناوله الشابو والأبتريل قبل الجريمة، من الدوافع القوية لحدوث تلك الجريمة البشعة.
محاكمة جنائية
وبعد 4 أيام من الجريمة، تخللتها تحقيقات مكثفة، وسماع قرابة 12 شاهدا، وتحديدا في يوم 5 نوفمبر الماضي، أمر المستشار حمادة الصاوي، النائب العام، بإحالة المحكوم عليه إلى محاكمة جنائية عاجلة لاتهامه بقتل المجني عليه ذبحًا بالعمد والشروع في قتل أثنين آخرين وتعاطيه مواد مخدرة وإحرازه أسلحة بيضاء.
وانطلقت أولى جلسات المحاكمة، يوم 4 ديسمبر الجاري، بمجمع محاكم الإسماعيلية، ومثُل المحكوم عليه، أمام محكمة جنايات الإسماعيلية، وبعد جلسة إجرائية، أجلت المحكمة نظر القضية لجلسة الإثنين الماضي 6 ديسمبر من نفس الشهر لانتداب محام للمتهم، وانعقدت الجلسة الثانية، واستمعت خلالها المحكمة لمرافعة النيابة العامة التي وصفت الجريمة بالطامة الكبرى والفاجعة، وطلبت القصاص منه، كما استمعت للمدعي بالحق المدني، والذي انضم للنيابة العامة في طلب القصاص من المحكوم عليه، وتم حجز القضية للحكم بجلسة اليوم الخميس، حيث صدر بحقه الحكم المتقدم.