حكم الحجر بعد أزمة رشوان توفيق: الأحكام لا تعمم.. وللوالدين ضوابط في المعاملة

كتب: إسراء سليمان

حكم الحجر بعد أزمة رشوان توفيق: الأحكام لا تعمم.. وللوالدين ضوابط في المعاملة

حكم الحجر بعد أزمة رشوان توفيق: الأحكام لا تعمم.. وللوالدين ضوابط في المعاملة

أثار إعلان الفنان رشوان توفيق، جدلا، بعد تصريحه بأنَّ ابنته وزوجها وحفيده، رفعوا ضده قضايا حجر، وظهر باكيًا، قائلا: «على قدر ما شاهدت من حياتي من صعوبات ومحن، ولكن هذه المحنة مع ابنتي من أصعب المحن في حياتي، بعد أن أعطيتهم حياتي كلها»، ليتسائل البعض هل يعتبر الحجر على الآباء عقوقًا، وما الفرق بينهما ومتى يكون حلالًا، ليجيب عن هذه التساؤلات الشيخ عبدالحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف.

وقال «الأطرش»، إنَّه من الخطأ تعميم الأحكام وإنما لكل مسألة حكمها المستقل، وإذا كان الله قد توعد العاقين، وجعل العاق أحد ثلاثة تكفل الله بعدم دخولهم الجنة، وأن ينزل عليه عقوبة في الدنيا والآخرة، بل إن تقصير الوالدين في التربية لا يبرر إهانتهم أو التقليل من شأنهم.

ضوابط معاملة الوالدين

وأضاف «الأطرش» في تصريحات خاصة لـ«الوطن»: «إذا كان الله قد وضع ضوابط شرعية في معاملة الوالدين؛ فينبغي البعد عن وساوس الشيطان الذي يريد إهلاك أمتنا؛ حيث قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً * رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً}».

وشدد على ضرورة تطبيق القاعدة الشرعية حتى يحرم الطامع بغير هدف ميراث أبيه أو أمه، بأن من استعجل أن يرث يحرم من الميراث، ويجب أن يتجرد القاضي من كل مشاعر الرحمة بهؤلاء الأبناء، وخاصة أنه ليست هناك عقوبة محددة في الدنيا، وإنما من حق القاضي استخدام حقه في العقوبات التعذيرية الرادعة الزاجرة، التي تردع ذوي النفوس المريضة.

وتابع: «من عق أباه أو أمه فإن النار مصيره إلى أبد أبدين، لأن العقوق من الكبائر ويُعَجِّل الله بعقوبة العاق في الدنيا قبل الآخرة ولهذا قال الرسول -صل الله عليه وسلم-: «بروا آباءكم تبركم أبناؤكم"».

متى يجوز الحجر على الأباء؟

من جهته، أوضح الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، في تصريحات سابقة له، إنَّه من الخطأ الحكم بأن كل من يرفع قضية حجر على خطأ بإطلاق، أو أن كل أب أو أم لا يتق الله في أمواله وينفقها في غير مصارفها الصحيحة، ويهدد سلوكه هذا بتبديد الثروة ويحرم الآخرين من حقوقهم، فمثل هذا يكون الحجر في صالحه.

وأوضح أن هناك توجيهاً إلهيّاً بألا نعطي السفيه أموالاً، حتى لا يبددها فيما يضر بنفسه والمجتمع، فقال تعالى: {وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً}، مشيرا إلى أنَّ الفقهاء اختلفوا في الحكم، فمنهم من يرى الحجر يتم على الصبي والمجنون.

وأشار إلى أنَّ هناك من يرى أن الحجر على البالغ العاقل الذي يتصرف تصرفات من شأنها ضياع الثروة وإلحاقه الضرر بالأمة، واختلاف الفقهاء هنا منطلق من المحافظة على أموال بقية أفراد الأسرة والتصدي لأي تجاوزات قد تحول المال من نعمة إلى نقمة.

وكان قد بكى الفنان رشوان توفيق على الهواء بسبب أزمته مع ابنته وزوجها، قائلًا: «فيه قضايا محبش أتكلم عنهم، عشان أنا واثق إني إديتهم حياتي كلها، واللي بيحصل ده هسيبه للقانون»، لافتا إلى أن حياته مليئة بالتجارب القاسية، لكن خلافاته مع ابنته التي وصلت إلى ساحات المحاكم هي الأقسى.


مواضيع متعلقة