«مقصوفة الرقبة» ترد الجميل لـ رشا عدلي.. رواية «شغف» في القائمة القصيرة لجائزة «بانيبال»

«مقصوفة الرقبة» ترد الجميل لـ رشا عدلي.. رواية «شغف» في القائمة القصيرة لجائزة «بانيبال»
- رشا عدلي
- رواية شغف
- مقصوفة الرقبة
- حكاية مقصوفة الرقابة
- شغف
- الروائية رشا عدلي
- رشا عدلي
- رواية شغف
- مقصوفة الرقبة
- حكاية مقصوفة الرقابة
- شغف
- الروائية رشا عدلي
«مقصوفة الرقبة».. مقولة ترددها الأمهات لتوبيخ بناتهنّ، دون علم أكثرهنّ بأصل الحكاية وجذورها التاريخية التي تعود إلى 220 عامًا أو يزيد، والتي تناولتها العديد من الأقلام أبرزها المؤرخ المصري الكبير «الجبرتي»، قبل أن تنصفها مؤخرًا الروائية رشا عدلي ضمن أحداث روايتها التاريخية «شغف»، لتثبت أنَّ «زينب البكري» ظلمها أبيها مرتين، إحداها وهو يقدمها بيديه إلى نابليون، والثانية حينما تبرأ منها ليحكم عليها بـ«كسر الرقبة» بعد جلاء الفرنسيين عن مصر.
صدرَت رواية «شغف» في 2017 عن الدار العربية للعلوم «ناشرون» ببيروت، ووصلت إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية 2018، قبل أن يعلن أمس، وصول ترجمتها الإنجليزية «The Girl with Braided Hair» التي ترجمتها الدكتورة سارة عناني إلى القائمة القصيرة لجائزة بانيبال «Banipal» العالمية، لأفضل عمل أدبي مترجم عن العربية 2021/2022، وكأن زينب البكري ترد الجميل إلى الروائية رشا عدلي على إنصافها لها بعد كل هذه السنوات.
القائمة القصيرة لجائزة «بانيبال»
صندوق بانيبال للأدب العربي، أعلن القائمة القصيرة لجائزة سيف غباش بانيبال للترجمة الأدبية العربية لعام 2021، وضمت القائمة القصيرة رواية الفتاة ذات الشعر المضفر للروائية النسخة الإنجليزية من «شغف» للمصرية رشا عدلي، ترجمة سارة عناني، «أصوات الضائعين» للروائية اللبنانية هدى بركات، ترجمة مارلين بوث، و«سرير لابنة الملك» للروائية السورية شهلا العجيلي ترجمة سارة عناني، و«الخائفون» للروائية السورية ديمة ونوس ترجمة سواد حسين، ورواية «الإله 99» للعراقي حسن بلاسم ترجمة جوناثان رايت.
رشا عدلي: زينب البكري ضحية لوالدها والمجتمع
وقالت الروائية رشا عدلي في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إنَّه لم يكن الأمر محض مصادفة أبدًا، فمنذ أن قرأت قصة زينب البكري، وكان هناك إلحاح غير طبيعي، وفكرة مسيطرة على رأسي، لسرد قصتها، في البداية شعرت بالتعاطف معها، لكني وجدت أن التعاطف وحده غير كافٍ بالمرة، هذه الفتاة ظلمت في حياتها، وبعد مماتها أيضًا، لأن كل كتب التاريخ التي ذكرتها، كانت تلقبها بـ«خليلة نابليون» وعشيقته، وأن ما حدث لها تستحقه، لذلك في روايتي، تناولت القصة من جانب آخر، وهو كم عمر هذه الفتاة لتكون خليلة نابليون، الرجل الذي له باع كبير في النساء، وكيف لها أن تملك من الخبرة لإمتاعه وهي بعد طفلة؟!
وبالطبع «زينب» كانت ضحية لوالدها وللمجتمع وللسلطة، وهذا ما توضحه الرواية، التي ساعدت ترجمتها للغة الإنجليزية، على أن يطلع العالم على قصة هذه الفتاة، وأعتقد أن ترشح النسخة الإنجليزية من الرواية لعدة جوائز عالمية، ووصولها للقائمة القصيرة في جائزة مهمة منهم، بعد قرابة مرور الخمس سنوات من نشر العمل، وكأن زينب البكري، تأبي أن تذهب قصتها في طي النسيان، فهي تعود مجدداً للحياة، لتحكي للعالم قصتها، وبذلك فهي تقتص لنفسها من الظلم الذي وقع عليها منذ سنوات طويلة مضت، بحسب رشا عدلي.
«مقصوفة الرقبة» ترد الجميل لـ رشا عدلي
كاتبة الرواية، ذكرت في وقت سابق عبر حسابها على موقع التواصل «فيسبوك»، وصولها إلى القائمة القصيرة قائلة: «مرة أخرى، وكما كل مرة، زينب البكري تهب لي مقدار من السعادة، كما لو أنه ردّ للجميل، بمحاولة كشف الحقيقة ورفع الظلم عنها، بعد كل هذه السنوات، رواية The Girl with Braided Hair وهو عنوان الترجمة الإنجليزية لرواية شغف، ضمن القائمة القصيرة لجائزة Banipal العالمية لأفضل عمل أدبي مترجم عن العربية 2021/2022، كل الشكر لمترجمة العمل برفيسور سارة عناني».
الشغف لدى الإنسان، هو محور ما تدور حوله رواية «شغف»، باختلاف شخوصها وزمنيها اللذان تدور فيهما، حيث تنتقل من حريق المجمع العلمي إبان ثورة 25 يناير، إلى زمن الحملة الفرنسية على مصر، بعد حصول «ياسمين» الباحثة في تاريخ الفن، على لوحة لفتاة تدعى «زينب»، وذلك في قسم الترميم مع المخطوطات والكتب التلف إثر حريق المجمع، لتكتشف سرًا خطيرًا باللوحة، عبارة عن شعيرات، لتبدأ رحلة مضنية من البحث والتنقيب عن ماهية إيجاد شعر آدمي في لوحة خلال صيانتها وإصلاحها.
الجبرتي يصف مأساة «مقصوفة الرقبة»
ووصف المؤرخ الشهير عبدالرحمن الجبرتي أحداث وتفاصيل الحملة الفرنسية على مصر، مخصصًا جزءً للشيخ خليل البكري، أحد أقطاب الأشراف وابنته زينب «مقصوفة الرقبة»، قائلَا إنَّ «زينب البكرية سليلة الحسب والنسب، وصديقاتها اللاتي ارتكبنّ الفظائع، كل على مرأى ومسمع أبيها الشيخ خليل البكري، الذي تودد للفرنسيين وتقرب منهم، فمنحوه لقب نقيب الأشراف»، مشيرا إلى أنها حليلة الحسب والنسب، وأنَّها انبهرت بـ«الفرنسيس» على حد وصفه.
وفي «شغف»، تقص «زينب» في سرد سلس ومتماسك حقيقة علاقتها مع نابليون بونابرت، وواحد من فناني الحملة الفرنسية، في واقعة شهيرة حدثت في مصر بطلتها فتاة في سن صغيرة، خرجت عن أعراف وتقاليد المجتمع، حينما قررت اعتناق نمط الحياة الفرنسية، فارتدت الفساتين وخالطت الشباب بحرية تامة، وقيلت إنها شوهدت هي ورفيقاتها يضحكن بصوت عالي في الطرقات، في مشهد قد يبدو عاديا ومستساغا في زمننا، لكنه كان غريبا مريبا حينها.
الشيخ البكري يظلم ابنته مرتين
وسرد «الجبرتي»، ما حدث بشأن محاكمتها التي شهدتها المحروسة عقب خروج الفرنسيين: «غضب الناس على الشيخ خليل بسبب أفعال بنته زينب ورفيقاتها، فأرسل الوزير جنوده إلى بيت الشيخ خليل البكري، وسألوا زينب عما شاع عنها فقالت «إنّي توبت عن ذلك»، والأب تبرأ من ابنته، وفي يوم الثلاثاء رابع عشرينه ـأي في 24 ربيع الأول سنة 1216 هجرية، الموافق 4 أغسطس سنة 1801 ميلاديةـ طُلِبَت ابنة الشيخ البكري، وكانت ممن تبرج مع الفرنسيس، بمعينين من طرف الوزير، فحضروا إلى دار أمها بالجودرية بعد المغرب، وأحضروها ووالدها، فسألوها عما كانت تفعله فقالت: إنّي تبت من ذلك، فقالوا لوالدها: ما تقول أنت فقال: أقول إني بريء منها فكسروا رقبتها».
في أحداث تشويقية مثيرة، فندت الرواية تفصيليًا ما حدث في هذا الوقت، لتثبت لجميع بعد قرنين من الزمان أن «زينب البكري»، ضحية لأبيها الطامح الذي دفعه طمعه في منصب نقيب الأشراف إلى تقديم ابنته لقمة صائغة إلى نابليون بونابرت، بتودده إليه ولم يلبث أن أصدَر مرسومًا بتعيينه نقيبًا، فضلًا عن إعلانه التبرؤ منها عند محاكمتها، لتنتهي قصتها بـ«قصف رقبتها»، ويتشارك المجتمع في نهشها قبل موتها وبعده.