الأعلى للإعلام: نسعى لإعداد طفل يتناسب مع إنجازات الجمهورية الجديدة

كتب: أحمد البهنساوى

الأعلى للإعلام: نسعى لإعداد طفل يتناسب مع إنجازات الجمهورية الجديدة

الأعلى للإعلام: نسعى لإعداد طفل يتناسب مع إنجازات الجمهورية الجديدة

قال الكاتب الصحفي كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إنّ الدولة تولي اهتماما خاصا بالأطفال، فهم رجال المستقبل، والدولة تنتظر منهم الحفاظ على الإنجازات التي تحقّقت على أرض الواقع، خاصة ونحن على أعتاب الجمهورية الجديدة، حيث يسعى المجلس لإعداد طفل جديد يتناسب مع الإنجازات التي تحدث في الجمهورية الجديدة.

الإعلام وتشكيل وعي الطفل

جاء ذلك خلال كلمة رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في المائدة المستديرة الثالثة التي نظمها المجلس، بالتعاون مع منظمة يونيسف تحت عنوان «دور صناعة الإعلام في تشكيل الوعي وبناء الإنسان»، ضمن سلسلة موائد الحوار بشأن حقوق الطفل، مع المؤسسات العاملة في الإنتاج الدرامي والإعلان، والشركاء من القطاع الخاص، لمناقشة دور صناعة الإعلام في تشكيل ثقافة ووعي مجتمعي يدعم الأسر المصرية، ويلعب دورًا في تمكين الأطفال والنشء، فضلا عن توافق المنتج الإعلامي مع الاتفاقات الدولية والقوانين الوطنية، لتطوير نهج لحماية حقوق الطفل ودعم بناء الإنسان.

وأكد جبر، أهمية وجود منتج إعلامي يساهم في تشكيل ثقافة ووعي مجتمعي، يكون داعما للأسر المصرية، ويلعب دورا في تمكين الأطفال والنشء، متسائلا عن وجود أغنية أو مسلسل أو كارتون للأطفال: «كنا بالماضي نشاهد الأغاني والمسلسلات، التي تعمل على رفع الوعي لدى الأطفال وتنشئتهم على العادات والتقاليد وتثقيفهم، وحب مصر».

الألعاب الإلكترونية والعنف بين الأطفال

وأوضح رئيس المجلس الأعلى للإعلام، أنّ الألعاب الإلكترونية أصبح لها دور رئيسي في انتشار ظاهرة العنف بين الأطفال، وعلينا دورًا كبيرًا في نشر التوعية الصحيحة بها، لافتا إلى أنّ الإعلام عليه دور كبير في إيقاظ وزيادة وعي المواطنين خاصة الأطفال، وإعدادهم وتجهيزهم للمستقبل، مطالبا الإعلام بتوظيف أدواته لخدمة قضايا المحتوى بشكل عام، خاصة تلك التي تخص الأطفال.

ورش عمل شهرية لمناقشة قضايا الطفل

وأعلن جبر، تنظيم ورش عمل شهرية لمناقشة القضايا المهمة التي تتعلق بالأطفال، وتنظيم مسابقة خاصة بـ أدب الطفل، واختيار الأعمال الفائزة وتقديم الجوائز لأصحابها وإنتاجها إعلاميًا.

ذخيرة المستقبل وأمل الأوطان

وقالت الإعلامية خلود زهران، خلال كلمتها في افتتاحية المائدة، إنّ الطفل هو ذخيرة المستقبل وأمل الأوطان، لذلك تسعى الدول والمجتمعات لتوفير كل أسباب الرقي، وإحاطته بالعناية اللازمة كي ينشأ سليم العقل والبنيان، وبالتزامن مع اليوم العالمي للطفولة الذي يوافق 25 نوفمبر، يعمل المجلس بالتعاون مع يونيسف، لإعداد استراتيجية إعلامية متكاملة تتضمن أهدافًا واضحة للعمل الإعلامي، لبناء الإنسان من خلال تطوير المحتوى والمضمون.

القانون كفل حماية الطفل

وأوضح المستشار علي موسى، عضو قطاع حقوق الإنسان في وزارة العدل، أنّ الإعلام له دور مهم جدًا لتوعية المواطنين بقضايا الطفل، حيث يوجد محورين للعمل الإعلاني، الأول ما قبل ارتكاب الطفل للجريمة، وهنا يكون دور الإعلام في رفع وعي الأطفال وأسرهم، من خلال بث رسائل تنبيهية لمنع الأطفال من ارتكاب الجرائم، والمحور الآخر يأتي بعد ارتكاب الجرائم، من خلال الامتناع عن نشر صور أو بيانات الطفل، سواء كان متهما أو مجني عليه أو شاهد، كون بعض القضايا قد تصبح وصمة في جبين الطفل مدى الحياة.

تجريم نشر بيانات الأطفال في القضايا سواء كانوا شهودا أو جناة أو مجني عليهم

وأضاف عضو قطاع حقوق الإنسان في وزارة العدل، أنّ القانون كفل حماية للطفل ضد جرائم العنف، وجرّم نشر بيانات الأطفال حال تماسهم مع القانون كشهود أو مجني عليهم أو جناة، موضحا أنّ القانون نصّ على معاقبة من نشر أو أذاع في أجهزة الإعلام، أي رسوم أو بيانات تتعلق بهُوية الطفل في تماس مع القانون.

ولفت موسى، إلى أهمية أن يكون المتخصصين والكتّاب في أدب الطفل، على دراية بقوانين حقوق الطفل، والفرق في المعاملة بينه وبين البالغ، مضيفا: «أرى ضرورة تثقيف المختصين بتناول قضايا الطفل بالشكل القانوني، لتصحيح الرسالة والمضمون الإعلامي، وتمكين الإعلاميين وتثقيفهم بمفاهيم حقوق الطفل، وفي هذا الإطار عقدت المائدة المستديرة الأولى عن حقوق الطفل في تماس مع القانون، والمائدة الثانية مع قيادات الإعلام والشركاء الحكوميين عن حقوق الطفل ودور وتأثير الإعلام، بهدف التنسيق بين القيادات والشركاء، أما لقاء اليوم فمختلف، لأنه مع صناع الإعلام والإعلان في بناء الإنسان المصري».

إعلاء شأن الطفل ضمن رؤية «مصر 2030»

بدورها، أعربت ألفة طنطاوي، مسؤول الإعلام في منظمة يونيسف، عن سعادتها بالمشاركة في الموائد المستديرة، التي تعمل على إعلاء شأن الطفل تحت مظلة المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، مضيفة: «نسعى للوصول إلى رؤية لإعلاء شأن الطفل، تتكامل مع رؤية مصر 2030، وتتشرف يونيسف بكونها داعمة لهذه الروية، إذ إنّ التعاون مع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في الرؤية، بداية للتغيير في المجتمع».

مهام مكتب الطفل

وتحدّث المستشار هشام جعفر، المحامي العام الأول بمكتب النائب العام، ومسؤول مكتب الطفل، عن دور المكتب في حماية حقوق النشء، قائلا إنّه أُنشئ قبل عامين بغرض حماية الأطفال وحقوقهم.

وعدّد جعفر، مهام مكتب الطفل، قائلا إنّه يختص بالإشراف على نيابات الطفل ومتابعة أعمالها، ورصد المشكلات التي تعترضها، ووضع المقترحات اللازمة لحلها، ومراجعة القضايا والأحكام القضائية في الدعاوى التي يكون الطفل طرفا فيها، ومتابعة الإشراف على تنفيذ الأحكام التي تصدر من محاكم الطفل.

وتابع مسؤول مكتب الطفل، أنّ المكتب يختص كذلك، باتخاذ تدابير حماية الطفل في الوقائع التي يتعرض فيها للعنف أو الخطر أو الإهمال أو الاستغلال، وإخطار خط نجدة الطفل بها لتقديم الدعم والحماية اللازمة له، ومتابعة الأمر حتى انتهاء حالة التعرض للعنف أو الاستغلال أو الخطر، ومتابعة قضايا اختفاء الأطفال أو العثور عليهم وإعداد سجل لقيدها، وتكليف الشرطة بموالاة البحث والتحري عن ذويهم للقضاء على تلك الظاهرة.

وأضاف المحامي العام الأول بمكتب النائب العام، أنّ مكتب الطفل يختص بالتفتيش على دور الملاحظة ومراكز التدريب والتأهيل ومؤسسات ودور الرعاية الاجتماعية والمستشفيات المتخصصة والمؤسسات العقابية، وغيرها من أماكن احتجاز الأطفال، أو اقتراح تولي النيابات المختصة تفتيشها، للتأكد من مطابقة ما يتخذ من إجراءات بشأنهم للقانون، والتأكد من عدم احتجازهم مع البالغين، والتنسيق والمتابعة مع خط نجدة الطفل والجهات الوطنية المختصة لحماية الطفل، لاتخاذ ما يلزم لتعزيز ودعم الحماية، وووضع إحصاء لحجم ونوع ظاهرة إجرام الأطفال ودراستها لتطوير منظومة عدالة الأطفال.

700 حالة تعامل معها مكتب الطفل في 2021 مقابل 680 في 2020

وأوضح أنّ المكتب تعامل خلال العام الماضي مع 680 حالة طفل معرض للخطر، والعام الحالي تجاوزنا الـ 700 حالة، مضيفًا أن هناك عدة ظواهر يتعرض لها الأطفال وعلى رأسهم العنف ضد الطفل وقد يكون عنف أسري، وكذلك الظاهرة الخاصة بختان الإناث والتي تحتاج وعي كبير للتعامل معها.

ظاهرة زواج القاصرات و«التنمر»

وتحدّث جعفر عن ظاهرة زواج القاصرات، قائلا إنّ الإعلام عليه المساعدة في التوعية بخطورتها، مشيرا إلى أنّ المكتب نجح في التصدي لقضية التنمر، حيث أمرت النيابة العامة بحبس أحد الأشخاص بعد تنمره على طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وأوضح مدير مكتب الطفل، أنّ المكتب يتابع ما يتعرض له الأطفال في دور الإيداع وأماكن الاحتجاز، لافتا إلى أنّ التفتيش يتم أسبوعيا لحل المشكلات التي قد يتعرض لها الأطفال، بالتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعي.

وقائع جنائية في دور الإيواء

ولفت إلى أنّ المكتب اكتشف وقائع جنائية في دور الإيواء، ومنها وقائع هتك عرض وتعذيب واستعمال قسوة، ووجدنا أنّ مدير إحدى الدور يخزن ما يصله من تبرعات وملابس ومطهرات في مكتبه، ولا يوزّعها على الأطفال، الذين وجدناهم يرتدون ملابس ممزقة وحفاة الأقدام.

وأكد أنّ الطفل هو الطرف الأضعف في المنظومة، وقد يصعب عليه إيصال صوته لجهات العدالة، لذلك لدينا وحدة رصد كاملة تختص برصد أي وقائع عامة، أو ما يخص الطفل بشكل خاص، ويتم تحويلها إلى مكتب الطفل والتعامل معها مباشرة.

الطفل المصري يعيش «فترة ذهبية» تحت قيادة الرئيس السيسي

وقال الدكتور سمير أبورية، ممثل المركز القومي للأمومة والطفولة، إنّه يجب على الجميع دعم حقوق الطفل، مؤكدا أنّ الطفل المصري يعيش فترة ذهبية تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي يولي أهمية خاصة بالمواطن المصري، خاصة الطفل.

وأكد أبورية، التزام الدولة وفق الاتفاقيات الدولية بحماية حقوق الطفل ودعمه، حيث صدرت عدة قوانين لمواجهة التحرش والتنمر، كما أعد المجلس القومي للأمومة والطفولة، العديد من المبادرات لمواجهة زواج الأطفال، واستقبال البلاغات الخاصة بحقوق الطفل، حيث يتم التنسيق في ذلك مع وزارة العدل والداخلية والنيابة العامة.

تنشئة الأطفال في ظروف جيدة

من جانبه، أكد الكاتب الصحفي صالح الصالحي، وكيل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أنّ الطفل هو أساس بناء استراتيجية الإنسان التي تبناها الرئيس عبدالفتاح السيسي، مشيرا إلى أنّه يجب علينا العمل على تنشئة الأطفال في ظروف جيدة، وتثقيفهم وزيادة وعيهم للوصول إلى مواطنين منتجين وصالحين، يتفاعلون مع الدولة ويبنون ولا يهدمون، فالأطفال هو مستقبل مصر.

وأضاف وكيل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أنّ مدونة السلوك التي يعدها المجلس بالشراكة مع منظمة يونيسف، تهتم بالتوعية بشأن اختيار محتوى درامي ملائم للطفل، متابعا: «نحتاج إلى الخروج بعدد التوصيات الخاصة بكيفية مساعدة الدراما في إعداد الإنسان المصري، خاصة الطفل».

استغلال «أبلة فاهيتا» في توعية وتثقيف الطفل

وأوضح الصالحي، أنّه يجب استغلال النماذج مثل برنامج الأبلة فاهيتا في نشر الوعي وتثقيف الأطفال، لما له من انتشار وقدرة على الوصول، مع ضرورة تقديم محتوى هادف يخدم قضية الوعي.


مواضيع متعلقة