«الوطن» في «فاكسين فالي» .. هنا يُصنع أول لقاح مصري ضد كورونا

«الوطن» في «فاكسين فالي» .. هنا يُصنع أول لقاح مصري ضد كورونا
علماء وباحثون وأساتذة تكاتفوا جميعاً من أجل الوصول إلى اللقاح المصرى المضاد لفيروس كورونا المستجد، منهم من أعد البحث وآخر لإجراء التجارب وغيره للإنتاج والتصنيع.. هنا خلايا نحل واصلت العمل ليل نهار منذ الإعلان عن أزمة جائحة فيروس كورونا «كوفيد 19» وبدعم مباشر من الرئيس عبدالفتاح السيسى لثقته فى قدراتهم مع تذليل جميع العقبات التى تواجههم، حتى نجح علماء مركز التميز العلمى للفيروسات التابع لوزارة التعليم العالى والبحث العلمى فى تحضير وإنتاج أول لقاح مصرى لفيروس كورونا «كوفى فاكس»، وهى أول تجربة مصرية خالصة 100% لإنتاج أول لقاح مصرى بشرى مضاد لكورونا بمواصفات عالمية.
البداية كانت عندما عكف علماء مصر فى «القومى للبحوث» على تحضير أول لقاح مصرى، وبمجرد الانتهاء منه وتسليم الملف إلى الجهات المختصة للمراجعة، تبنى الفكرة أحد المصانع الوطنية الخالصة وسعى بكل قياداته للمشاركة أحد الإنجازات الوطنية التى تضاف لملف مشروعات الجمهورية الجديدة، فى الاهتمام بمختلف المناحى التى ترقى بحياة الإنسان المصرى وتحقق الاكتفاء الشامل من الغذاء والدواء، حتى صار الحلم حقيقة وتم إنتاج أول 2000 عبوة من اللقاح المصرى.
وأعلن وزير التعليم العالى والبحث العلمى الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى، عن بدء التجارب الإكلينيكية للقاح كورونا المصرى «كوفى فاكس»، بعد الحصول على موافقة هيئة الدواء المصرى. «الوطن» أجرت جولة داخل مصنع «فاكسين فالى» وتفقدت مراحل التجارب وخطوط الإنتاج الأولى لإنتاج لقاح كورونا المصرى، وتعرفنا من العلماء والمسئولين على الخطوات الأولى ورحلة نجاح هذا الإنجاز المصرى الكبير.
من داخل المصنع: خلايا عمل لإنتاج لقاح «كوفي فاكس».. محلي 100%
خلية عمل متكاملة بدءاً من الباحث والعامل والمُنتج والطبيب، هذا ما يبدو للناظر عند دخول مصنع «فاكسين فالى» المنتج للقاح كورونا المصرى «كوفى فاكس»، وما بين موقع إجراء تجارب الحيوانات ومراحل الإنتاج والتعبئة، خطوات، لا يمكن الوجود بين مرحلة وأخرى دون تعقيم وتطهير كامل: «بدأنا العمل منذ إسناد المهمة لنا والحمد لله تم اجتيازها بنجاح وتحقيق النتائج والمتطلبات التى اشترطتها هيئة الدواء المصرية وكثفنا كل جهودنا لتحقيق نتائج متميزة».
مدير التطوير: مسجل بالشراكة مع المركز القومي للبحوث.. و«الدواء والتعليم العالي» أول الداعمين لنا
بتلك الكلمات بدأ المهندس أحمد بدوى، عضو مجلس الإدارة ومدير التطوير حديثه عن تجربة العمل، لافتاً إلى أن العمل بدأ بالتعاون مع المركز القومى للبحوث: «بعد الانتهاء من التجارب السريرية سيتم التعاقد مع الشركات والجرعات التى تطلبها الدولة».
وأكد أن هيئة الدواء ووزارة التعليم العالى أول الداعمين لإنتاج اللقاح المصرى لكورونا، لافتاً إلى أن المصنع بذل مجهوداً كبيراً لإثبات فاعلية اللقاح وأمانه، مؤكداً أن اللقاح محلى 100% وآمن، ومسجل بالشراكة بين مصنع فاكسين فالى والمركز القومى للبحوث.
وأضاف «بدوى» أنه تم الانتهاء الفترة الماضية من المرحلة الأولى لإنتاج لقاحات الدواجن، والطاقة للمرحلة 600 مليون جرعة، ونعمل حالياً على إنتاج اللقاحات البكتيرية وأخذنا التراخيص الخاصة بها، واستحوذ المصنع على أكثر من 8% بالسوق المصرية، وقام بالتصدير لـ3 دول فيما يتعلق بلقاحات الدواجن، ومن المخطط التوسع فى الإنتاج وتلبية 20% من احتياجات السوق المصرية وفتح أسواق أكثر فى الدول الخليجية.
رئيس «الجودة»: التجارب تم تنفيذها على أنواع معينة من الحيوانات.. ومطابقة لاشتراطات هيئة الدواء
«هنا مبنى إجراء تجارب الحيوانات، والفاكسين فى أول مرحلة، وبعد الأبحاث، وهى قريبة فى خصائصها من الإنسان»، بتلك الكلمات وصف الدكتور أدهم الكاشف، رئيس هيئة الجودة والاعتماد، تفاصيل خط إنتاج اللقاح المصرى لكورونا «كوفى فاكس» بمصنع فاكسين فالى، مضيفاً أن أول مرحلة فى التجارب تكون حقن الحيوانات بالفاكسين على عدة مراحل، الأولى حقن فئران التجارب للتأكد من المأمونية، والثانية يتم منح الفئران الفيروس نفسه ويكون على مراحل لمعرفة مدى قدرتها على مقاومة المرض، وهل هناك مناعة من عدمه، مؤكداً أن اللقاح أكد أن 100% من الفئران لم تصب بعدوى فضلاً عن وجود أجسام مضادة.
وتابع «أدهم» قائلاً إن الفئران و«جنيا بج» الأقرب من حيث الفصيلة لأنسجة الإنسان، وكذلك الأرانب، والتجارب تتم وفقاً لاشتراطات منظمة الصحة العالمية وبما يتماشى مع اشتراطات هيئة الدواء المصرية، وأن كل لقاح له نوعية معينة من الحيوانات يتم إجراء التجارب عليها.
ولفت إلى أنه بعد انتهاء جميع تجارب الحيوانات والتأكد من النتائج، يتم التوجه لمنطقة الإنتاج، وهى مجهزة وفقاً لأحدث متطلبات ومواصفات منظمة الصحة العالمية بشأن إنتاج الأدوية، فالمنطقة معزولة بالكامل ومعقمة وأى شخص قبل الدخول يتم تطهيره كلياً والملابس المخصصة له جاهزة ومعقمة، وكذلك أى تصنيع دوائى، فالهواء الداخل لمنطقة التصنيع يمر بـ4 مراحل.
وعن باقى مراحل الاختبارات يقول «أدهم»: «هناك اختبار الخلايا المخصصة للفيروس، ثم حقن الخلايا بالفيروس بكميات معينة، وبعدها يتم نزع كمية الفيروس التى تمت وعمل دراسات لمعرفة حجم الأجسام المضادة، ومن ثم تتوالى المراحل حتى الوصول إلى التعبئة والإنتاج»، مؤكداً أن أى أدوات يتم استخدامها فى إنتاج لقاح كورونا يتم تعقيمها، ومرحلة التعبئة هى أعلى المراحل وأهمها ولا يتم الوصول إليها حتى التأكد من جميع الإجراءات السابقة. وقال الدكتور محمد طه، الأستاذ بكلية الطب البيطرى بجامعة القاهرة، أحد المشاركين فى تجهيز ملف لقاح كورونا «كوفى فاكس»، إن الملف تم تجهيزه على أعلى مستوى، ولا توجد أى جزئية عملت عليها مختلف الدول لإنتاج اللقاح إلا وتم الاستفادة منها، لافتاً إلى أن جميع الاشتراطات التى طلبتها هيئة الدواء المصرية تم تنفيذها خطوة خطوة، حتى تم الوصول بالملف إلى المستوى الحالى.
وأكد «طه» أن جميع الاختبارات تمت بنجاح وحققت خطوات عظيمة، والاختبارات على البشر تكون جزئية وتتم عبر مراحل، لافتاً إلى أن مراجعة الملف تمت بدقة شديدة وخطوة بخطوة، خاصة أن اللقاح مرتبط بصحة الإنسان، واللقاح تم تحضيره كاملاً فى مصر.
وتابع «طه» قائلاً: «إذا قلت إن تحضير اللقاح يحتاج لـ10 خطوات، فإن فى هذا المكان تم إجراء الـ10 خطوات داخله، بدءاً من عزلة الفيروس حتى الإنتاج». وعن وجود اختلاف بين اللقاح المصرى واللقاحات الأخرى المحضرة لمواجهة المرض حالياً، أكد «طه» أنها جميعاً تعتمد على محتويات الفيروس ولا فرق بينها وبين اللقاح المصرى، مشيراً إلى أن «كوفى فاكس» أخذ الفيروس كله المكون من 4 بروتينات أساسية، وطبقنا الفكر الذى يتم عمل الفاكسينات على أساسه من زمان، وهى الفيروسات الميتة، وأضاف: «بناخد الفيروس كله ونموّته ونضيف له مادة تساعد على إنتاج أجسام مناعية تقاوم الفيروس الأساسى».
وأكد الأستاذ فى الطب البيطرى أن اللقاح المصرى مجهز ومعد لكل التحورات التى حدثت لفيروس كورونا حالياً، ومع الزمن إذا حدث تحور جذرى فيمكن بسهولة التعديل أو الإضافة ليتماشى مع المتغيرات.