«مدرسة تعليم الطهي إيبيس».. خبرة أوروبية ومذاق فرعوني في قرية تونس بالفيوم

كتب: أسماء أبو السعود

«مدرسة تعليم الطهي إيبيس».. خبرة أوروبية ومذاق فرعوني في قرية تونس بالفيوم

«مدرسة تعليم الطهي إيبيس».. خبرة أوروبية ومذاق فرعوني في قرية تونس بالفيوم

مطعم مفتوح مشيد على ربوة عالية أسفله قطعة أرض مزروعة بالخضروات الأورجانيك، يطل ‏على ضفاف بحيرة قارون، ويقع في قرية تونس أشهر قرية سياحية بالفيوم، ذلك المكان الذي ‏جمع الحب والعمل معاً، حيث أسسه الزوجان ماركوس ايتن «سويسري الجنسية»، وميريام ڤان ‏إيزيل «الهولندية الجنسية»، ليكون مشروع العمر لهما بعدما قررا الاستقرار في القرية، وافتتحا بداخله أول مدرسة لتعليم فنون الطهي بخبرة أجنبية على أرض ‏مصرية، ما حوّل المدرسة إلى خلية نحل يتدرب بداخلها الكثير من الشباب والفتيات على ‏تعلم أساسيات وفنون الطهي.

بيتزا إيطالي في فرن بلدي بالطين‏

وعلى الرغم من كون الشيف ماركوس أيتن سويسري الجنسية، إلا أنّه حريص على الطهي في ‏الأفران البلدي المبنية بالطوب اللبن، حيث شيّد اثنين داخل المطعم الخاص به ليقوم بصنع ‏البيتزا والمخبوزات والخبز بداخله، لتصبح البيتزا الإيطالية ذات نكهة فريدة من نوعها تكتسبها ‏بفعل الطهي داخل الفرن المصنوع من الطين، حيث يأتي إليها الكثيرون من جميع أنحاء ‏العالم لتناولها.

‏ميريام من صحفية للعمل شيف

وفي الوقت الذي يقوم فيه ماركوس بإعداد الطعام، أو تدريب طلابه على أساسيات الطهي، ‏تُعد زوجته ميريام التي عملت في الصحافة سابقاً، المادة العلمية وتصنع منها كُتبا ومذكرات ‏للشرح ليشرح منها لطلابه، كما أنّها تتولى إدارة المطعم خلال قيام زوجها بتدريب الطلاب، ‏وفي النهاية يتذوق الزوجان الأجنبيان الطعام الذي أعده طلابهما معاً ليقيماه ويخبرا الطلاب بمدى جودته ‏وأسباب عدم الجودة.

مشغل اسطوانات يحول ماركوس لشيف‏

وقال الشيف ماركوس في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إنّ رحلته مع الطهي بدأت منذ صغر ‏عمره حينما كان يريد شراء مشغل أسطوانات ورفض والده إعطاءه المال، فقرر العمل ليجمع ‏المال ويشتريه وبالفعل عمل في غسيل الأطباق في مطعم جيرانه، ثم بدأ يساعد الشيف في ‏تقشير وتقطيع البطاطس بأشكال مختلفة وخلال عمله كان يروي له الشيف مغامراته في السفر ‏حول العالم، فبدأ يحب «الطهي»، خصوصاً أنّه سيمكنه من تحقيق حلمه بالسفر حول العالم، ‏وبدأ تعلم الطهي وبالفعل سافر وعمل في عدة دول أوروبية وأفريقية.

رحلة خبرة 42 عاماً في الطهي‏

وأضاف أنّه من بين خبرته التي تبلغ 42 عاماً في مجال الطهي، عاش وعمل طوال 27 عاماً ‏في مصر بينها 24 عاماً بين محافظات الأقصر والغردقة وشرم الشيخ، والثلاث سنوات ‏الأخيرة في قرية تونس بمحافظة الفيوم، والتي كان يأتي إليها في نهاية كل أسبوع ليتنزه، ‏خصوصاً خلال عمله في مدرسة تعليم الطهي بمدينة 6 أكتوبر.

أعوام طويلة قضتها الهولندية بمصر‏

والتقطت ميريام طرف الحديث قائلةً إنّها تعيش في مصر منذ عام 1992، وتزوجت مصريا ‏وكانت تعمل في مجال الصحافة ثم عملت في مجال السياحة، موضحةً أنّها انفصلت عن ‏زوجها المصري، وذات مرة كانت لا تملك نقوداً وعلمت بوجود فاعلية للطهي في نادي ‏هليوبليس تقدم مأكولات شهية مجاناً فذهبت إلى هناك لتتناول الطعام، وتعرفت على ‏‏«ماركوس»، وأخبرها أنّه يحلم بعمل مجلة للطهي وبدآ يتعاونان معاً.

30 عاماً من زيارة تونس انتهت بإقامة‏

وأوضحت أنّها كانت تزور قرية تونس منذ 30 عاماً، فدعت ماركوس لزيارتها في عام 2003 ‏وأعجبته كثيراً، ثم تزوجا، ثم أسسا مجموعة «الطهاة المصريين»، وأصدرا مجلة دورية للطهي ‏باللغتين الإنجليزية والعربية، ثم أسسا مدرسة لتعليم فنون الطهي في 6 أكتوبر، وبعد ذلك قررا ‏إنشاء مطعم ومدرسة «إيبيس» لتعليم فنون الطهي في قرية تونس.

20 أسبوع تدريب لتصبح شيف محترفا‏

وبيّن «ماركوس» أنّ الدورة التدريبية تستغرق 20 أسبوعاً ليصبح المتدرب شيفاً محترفاً، موضحاً ‏أنّ التدريب يتضمن دراسة علمية وتطبيقها عملياً ويقوم هو وميريام بتقييم الطهي، مع توفير ‏مكان إقامة للمتدربين داخل المدرسة، وتوظيف المتفوقين في المطعم إذا أرادوا، مؤكداً أنّه ‏يختار تلاميذه بعناية فائقة ويحرص على اختيار القوي والصبور.

فلاح وطالب تحولا لطاهيين ماهرين‏

وكشف ماركوس أنّ لديه اثنين من طلابه أصبحا يعملان شيفات لديه في المطعم لتفوقهم ‏وهما «حواس» الذي كان فلاحاً ثم أصبح أشهر شيف بيتزا، و«محمد» الذي أصبح محترفاً في ‏مختلف أنواع الأطعمة من المطابخ الأجنبية.

تعليم الطبخ من خلال اليوتيوب‏

وعبّر «ماركوس» عن كرهه الشديد لتعليم الطبخ من خلال «اليوتيوب»، نظراً لأنّ تلك الفيديوهات ‏يتم القص منها وترتيبها وإضافة مؤثرات صوتية وبصرية عليها، ولا يمكن شم أو تذوق الطعام ‏خلالها، لذلك فهو يعتبرها غير صادقة، وأنّ الطهي يجب تعلمه على يد شيف محترف.

باستا وبيتزا إيطالي ومأكولات أجنبية‏

وأوضح ماركوس، أنّ المطعم مميز بتقديم أشهى أنواع الباستا، والبيتزا الإيطالي، والكثير من ‏المأكولات الأجنبية، ولكنه يهتم أيضاً بتقديم الأسماك التي يتم اصطيادها طازجة من بحيرة ‏وادي الريان، لافتاً إلى أنّه يحب الكشري والفول والطعمية، بينما تحب ميريام البامية وشوربة ‏الفراخ والعدس والبابا غنوج.‏


مواضيع متعلقة