حكم استخدام الغناء والموسيقى في الإعلانات.. الإفتاء توضح

كتب: حبيبة فرج

حكم استخدام الغناء والموسيقى في الإعلانات.. الإفتاء توضح

حكم استخدام الغناء والموسيقى في الإعلانات.. الإفتاء توضح

الأغاني والموسيقى من الأمور المحببة لدى البشر، ولكن يتساءل البعض حول إن كانت حراما أم حلالا، وقالت دار الإفتاء المصرية في هذا الأمر أن الضرب بالمعازف ما هو إلا صوت قد حسن حسنه وقبح قبيحه، وأن استعمالها له بعض الشروط التي يجب توافرها.

الاستماع للموسيقى مسألة خلافية فقهية

وأوضحت دار الإفتاء، أن الموسيقى يجوز استعمالها وسماعها ولكن بشرط أن يختار المرء الحسن منها، إلى جانب الحذر من أن تقوم بإلهائه عن ذكر الله عز وجل، أو أن تجر المرء إلى الفساد، ولفتت أنه لا يوجد في كتاب الله عز وجل، ولا في سنة نبيه الكريم، ولا في معقولِهِما مِن القياس والاستدلال  ما يحرم الموسيقى والاستماع إليها.

كما لفتت دار الإفتاء إلى أن مسألة الاستماع للموسيقى، هي مسألة خلافية فقهية، وعمدة القائلين بالتحريم ظواهر بعض الآيات التي حملها جماعة من المفسرين على الغناء والمزامير، مثل قوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا﴾ [لقمان: 6]، وقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ﴾ [المؤمنون: 3]، وقوله تعالى: ﴿وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ﴾ [الإسراء: 64].

مذهب أغلب المحققين من أهل العلم 

ومن السنة حديثُ أبي عامرٍ أو أبي مالكٍ الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ» رواه البخاري في «الصحيح» مُعَلَّقًا.. إلى غير ذلك مِن الأحاديث في هذا المعنى.

كما أشارت الدار أن هناك الكثير من المحققين من أهل العلم، ذهبوا إلى أن الضرب بالمَعازف والآلات ما هو إلَّا صوتٌ: حَسَنُه حَسَنٌ وقبيحُه قبيحٌ، وأنَّ الآيات القرآنية ليس فيها نهيٌ صريحٌ عن المَعازف والآلات المشهورة، وأن النهي في حديث البخاري إنما هو عن المجموع لا عن الجميع؛ أي: أن تَجتمعَ هذه المُفرداتُ في صورةٍ واحدة، والحِرُ هو الزنا، والحرير مُحرَّمٌ على الرجال؛ فالمقصود النهي عن التَّرَف وليس المقصودُ خُصوصُ المَعازف، وقد تَقرَّر في الأصول أنَّ الاقتِرانَ ليس بحُجَّةٍ، فعَطفُ المَعازف على الزنا ليس بحُجَّةٍ في تحريم المَعازف، وأنَّ الأحاديثَ الأخرى منها ما لا يَصحُّ، ومنها ما هو مَحمولٌ على ما كان مِن المَعازف مُلهِيًا عن ذِكر الله أو كان سببًا للفواحش والمُحرَّمات، فالصحيح منها ليس صريحًا، والصريح منها ليس صحيحًا.


مواضيع متعلقة