«زينة» تهزم الضمور العضلي بالتعليم: حلمي أدخل الجامعة الألمانية

«زينة» تهزم الضمور العضلي بالتعليم: حلمي أدخل الجامعة الألمانية
- ضمور العضلات الشوكي
- ضمور العضلات
- زينة محمد يوسف
- العزلة
- ضمور العضلات الشوكي
- ضمور العضلات
- زينة محمد يوسف
- العزلة
ضمور العضلات الشوكي من الأمراض التي تُرهق الجسم وتُضعف عضلاته بشكل مستمر ومتزايد للدرجة التي تجعل من يعاني منه شبه عاجز عن الحركة، ومن ثَم عن سد احتياجاته اليومية، وبالرغم من كل هذه التأثيرات إلا أن هذا المرض لم يمنع «زينة»، 19 سنة، من أن يكون لها حلم تسعى إلى تحقيقه.
يحكي محمد يوسف والد «زينة»، في حديثه لـ«الوطن»، أن ابنته وُلدت بهذا المرض الذي ظل يُضعف عضلات جسمها بالكامل حتى أصبحت غير قادرة على الحركة، ليأخذ على عاتقه برفقة زوجته مسؤولية الاعتناء بها وسد احتياجاتها وتعليمها القراءة والكتابة.
«زينة» تهزم آلامها وتهرب من الانطواء والعزلة
آلام «زينة» الجسدية والنفسية لم تدفعها إلى الانطواء والعزلة في شيء من الإحباط والتذمر، وإنما على العكس تجدها اجتماعية بدرجة كبيرة وابتسامتها لا تفارق وجهها: «زينة إجتماعية جدا، ربنا أدالها رضا من عنده مخليها مش حاسة أن عندها مشكلة».
طلبت «زينة» من والديها الالتحاق بالمدرسة لتحقيق حلمها في الدراسة بالجامعة الألمانية ودراسة الـ«بيزنيس ناشيونال» مثل شقيقتها «سلمى» التي درست الهندسة في الجامعة ذاتها، فلبى والداها رغبتها، إلا أنها لم تتمكن من الاستمرار في سنواتها الدراسية التالية نظرا لسفر الأسرة إلى السعودية: «لما جينا سافرنا السعودية هي مقدرتش تكمل تعليم هناك لان ملقيناش مدرسة مناسبة ليها، فاستمرينا شوية هناك وقررنا بعدها إننا نرجع مصر تاني».
حين عادت الأسرة إلى مصر كان عمر الابنة 19 عاما وعاد الطموح يدق قلبها من جديد، فعبرت عن رغبتها لوالديها الذين لم يدخرا جهدا في مساعدتها وقدما لها في المدرسة الإعدادية على أن تدرس من المنزل، والتي اشترطت اجتيازها اختبار محو أمية الذي يعادل الشهادة الابتدائية، لتجتازه الطفلة بكفاءة عالية بعد صعوبات واجهتها تمثلت في عدم قدرتها على التحكم في القلم أثناء الكتابة، إلا أن والدها قدم طلبا إلى الدكتور عاشور العمري رئيس هيئة تعليم الكبار، والذي وافق على الطلب واستثنى «زينة» من شرط الكتابة بالقلم سامحا لها بالكتابة على «الكمبيوتر» بعد اختبار أجراه لها في منزل الأسرة أغسطس الماضي.
الطريقة التي تدخل بها «زينة» الاختبارات
يحكي الأب: «كان بيشترط في الامتحان إن الكتابة تكون بالورقة والقلم ولأن زينة مبتقدرش تمسك القلب قدمت طلب لدكتور عاشور العمري رئيس هيئة تعليم الكبار وجه اختبرها في البيت عندنا ووافق على الطلب وتم السماح بأنها تجتاز الاختبار عن طريق الكمبيوتر وفعلا دخلت الاختبار وكان سهل دا بالنسبالها وإن شاء الله الفترة اللي جاية هتدخل المرحلة الإعدادية وتمارس دراستها من البيت».
وكرمت «زينة» في اليوم العالمي لمحو الأمية، ذاك التكريم الذي يُعد أقل من إمكانياتها بكثير إذ بجانب إتقانها من البداية للقراءة والكتابة فهي مُتقنة للغة الإنجليزية وحاليا تُدرس اللغة الألمانية، إلا أنها تعرف أن هذه مراحل تعليمية لابد من اجتيازها للوصول إلى الجامعة التي تحلم بالالتحاق بها.
كان لإطلاق المبادرة الرئاسية لعلاج مرضى ضمور العضلات الشوكي على نفقة الدولة، بالغ الأثر على «زينة» التي وإن كانت تعلم أن هذا العلاج لن يمكنها من المشي والحركة بشكل طبيعي، إلا أنها ترى أن هذا العلاج على الأقل سيقلل تدهور حالتها وسيساعدها في المستقبل على تلبية بعض احتياجاتها بشكل أفضل.