الأزهر.. تكريم دولي مستحق
جامعة الأزهر هى أقدم جامعة فى العالم بعد جامعتى الزيتونة والقرويين، وقد مر عليها أكثر من ألف عام، وهى التى بدأت عملية التنوير والتطوير العلمى فى عهد محمد على، فمعظم المبعوثين الأُول إلى أوروبا «إيطاليا وفرنسا وروسيا» كانوا من الأزهر، وعلى رأسهم الشيخ رفاعة الطهطاوى، باعث النهضة العلمية الأولى فى مصر.
وهى أول جامعة فى العالم كانت تقوم على الاختيار الحر، حيث كان يختار الطالب المذهب والأستاذ والكتب، وكانت تدرس منذ مئات السنين 11 علماً وفناً، وفى الوقت الذى ينادى به بعض متطرفى العلمانية بإلغاء التعليم الأزهرى تصدر جامعة ستانفورد الأمريكية العريقة فى العلم تقريراً تشيد فيه بعشرين عالماً من جامعة الأزهر وتصنفهم ضمن أفضل العلماء تأثيراً فى العلوم على مستوى العالم؛ 12 عالماً من جامعة الأزهر بالقاهرة، و8 من أزهر أسيوط.
منهم على سبيل المثال لا الحصر د. جمال أبوالسرور، رائد طب النساء والولادة ومؤسس أول مركز مصرى عربى لأطفال الأنابيب، ورئيس طب التكاثر بمنظمة الصحة العالمية، ومحرر 28 كتاباً طبياً، والحاصل على أكثر من 20 جائزة دولية وإقليمية، والمشارك فى 370 بحثاً علمياً بالدوريات المحلية والدولية والحاصل على وسام النيل فى العلوم، أعلى وسام علمى مصرى.
أما د. كمال رسلان، فهو من أشهر أساتذة الرياضيات فى تخصص «التحليل العددى»، الذى يحل مشاكل كثيرة فى الطب والهندسة والفيزياء والبلازما، وله 130 بحثاً عالمياً، أما د. سعد الدين عفيفى، أستاذ الميكروبيولوجى بعلوم الأزهر، فتتركز أبحاثه على المشاكل البيئة وحل مشاكل التلوث من صرف مياه المصانع والموانع والأصباغ ومعالجتها بطريقة علمية صحيحة ومعالجة أخطار المبيدات والأسمدة.
ومنهم د. خالد كرم، مدرس الرياضيات بعلوم الأزهر، وصاحب 89 بحثاً عالمياً فى تخصص التحليل العددى، ومنهم د. محمد بدران، أستاذ الصيدلانيات والصيدلة الصناعية بصيدلة الأزهر.
ومنهم د. أحمد سالم، أستاذ الكيمياء بعلوم الأزهر، الذى وافته المنية بـ«كورونا» قبل شهر من هذا التكريم، وقالت ابنته فى رسالة لروحه بعد التكريم: «إلى أبى الحبيب وقدوتى الأولى، يا من علمتنا الصبر والكفاح وحب العلم ومساعدة الآخرين، إليك أيها المعلم البشوش البسيط، أرجو أن يصل هذا التكريم العظيم وتنال أضعافه من دعاء أحبائك».
ومنهم د. عاطف الطاهر، أستاذ الفيزياء النووية والإشعاعية بعلوم أزهر أسيوط، وهو خبير وقاية إشعاعية فى عدة جامعات ووزارات صحة، وقد أسس أقسام الفيزياء النووية فى جامعات دول كثيرة.
ومنهم د. شمس العنانى، أستاذ الفيزياء الإشعاعية بأزهر أسيوط، وله 153 بحثاً عالمياً محكماً، وبلغ عدد الاستشهادات العلمية من أبحاثه 2408، وأبحاثه تتركز على تطوير زجاج يقى من الإشعاع ومخازن للنفايات النووية، وتطوير علاجات أورام الغدة الدرقية والأورام الليفية والعظام.
ومنهم د. جمعة سند، أستاذ الفيزياء بعلوم أزهر أسيوط، الحاصل على جائزة أفضل العلماء العرب الشباب من هيئة التراس العالمية، وجائزة عبادة الدولية، و110 أبحاث عالمية فى المجالات الدولية، وبلغ عدد الاستشهادات المرجعية لأبحاثه 2812، ونشر 16 فصلاً فى كتب متخصصة وحاصل على براءتى اختراع فى مجال المكثفات فائقة السعة المحضرة من تدوير النفايات، وحاصل على 13 جائزة علمية من ماليزيا وروسيا وبريطانيا.
ومنهم د. ياسر عبدالمعبود، أستاذ الرياضيات التطبيقية المساعد بعلوم أزهر أسيوط، الذى نشر قرابة 40 بحثاً فى مجلات علمية عالمية ووصل عدد الاستشهادات بأبحاثه 1400 استشهاد، وأبحاثه تدور حول الموانع الحيوية، خاصة فى جسم الإنسان، وهى تربط علم الرياضيات بالطب، خاصة فى موضوعات مثل سريان العصارة المعوية، نقل البول من الكلية للمثانة، سريان الدم فى الأوردة والشرايين الصغيرة.
جامعة الأزهر عريقة جداً، وتتميز عن غيرها بأنها الجامعة الوحيدة فى العالم التى يدرس بها طلاب من قرابة 70 دولة يفضلونها عن غيرها رغم الإغراءات الكثيرة التى تقدمها دول مختلفة لجذبهم إليها.
تحية لجامعة الأزهر ولقياداتها وشيخها الزاهد المثابر، وتحية للعلماء الفائزين وكل العلماء.
ونريد المزيد من الجوائز فى كل الكليات وليس فى مجال العلوم البحثية فقط، فأين الزراعة والهندسة والطب وغيرها؟!