حرب التسريبات تشتعل بين الإخوان بالخارج واتهامات بالفساد للقيادات

كتب: محمد الفقي

حرب التسريبات تشتعل بين الإخوان بالخارج واتهامات بالفساد للقيادات

حرب التسريبات تشتعل بين الإخوان بالخارج واتهامات بالفساد للقيادات

تتعمق الأزمة الداخلية بين عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، وهو ما يتكشف من خلال تسريبات متلاحقة لقياداتها بين الحين والآخر، آخرها تسريب للقيادي الإخواني أحمد مطر، الهارب خارج مصر، حول الانقسامات الداخلية العميقة، وسيطرة من وصفهم بـ«العصابة» على الجماعة.

ويكشف التسريب الصوتي لـ«مطر»، طبيعة الخلافات داخل الجماعة، التي لا تتعلق فقط بالمخالفات المالية المرتبطة بمجموعة محمود حسين الأمين العام السابق للجماعة ومسؤول مكتب تركيا، ولكن تمتد إلى الخلاف الجيلي وسيطرة فصيل بعينه على الجماعة منذ سبعينيات القرن المنصرم.

خلافات بين مكتبي لندن وتركيا

وتشهد جماعة الإخوان خلافات حادة بين مكتبي لندن بزعامة إبراهيم منير، القائم بأعمال المرشد، وإسطنبول بزعامة محمود حسين الأمين العام السابق للجماعة، إثر إحالة الأول للثاني وعدد من القيادات الأخرى، إلى التحقيق بسبب مخالفات مالية وحل مكتب تركيا، خرج على إثرها تسريبات من كلا الطرفين.

عصابة داخل الإخوان

وقال مطر، محسوب على مكتب لندن، في التسريب: «في الفترة بين 1954 إلى 1974، ابتلينا بمجموعة دخلت الإخوان وهم ليسوا من الإخوان ولكنهم تنظيم سري وعصابة مثل محمود عزت ومن على شاكلته، وهؤلاء بدأوا في تصعيد مجموعة من ذوي الطاقات المحدودة، مثل محمود حسين ومحمود غزلان ومحمود عبدالرحيم ومحمود إبراهيم، ومحمود الإبياري، وكل من اسمه محمود، واستبعدوا الوجوه الأخرى مثل عصام العريان وعبدالمنعم أبو الفتوح وحلمي الجزار محمد البلتاجي»، بحسب قناة العربية.

وأضاف: «محمود حسين يذهب بالتنظيم والجماعة إلى الجحيم، فالجماعة بات يحكمها فعليا عصابة تقرب من تشاء وتبعد من تشاء"، داعيا "أن تصيبهم ساحقة ماحقة تخلص الجماعة منهم».

وأكد أن المجموعة التي تدير الجماعة الآن تسللوا في وقت الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وأقرتهم القيادة، وطلب منهم الالتزام باللاءات الثلاث (لا .. تفكير، أو إبداع، أوطموح، وهؤلاء من أعضاء التنظيم السري.

التسريبات عرض مستمر

التسريب الصوتي لمطر، ليس الأول من نوعه منذ بداية الخلاف بين مكتبي لندن وإسطنبول، فأسس محسوبون على مكتب تركيا قناة على تطبيق «تليجرام»، وبدأوا في نشر تسريبات لجبهة مكتب لندن، كان من بينها تسريب لأحد شباب الإخوان خلال اجتماع مع المجموعة المحسوبة على مكتب لندن.

وذكرت القناة في سبتمبر الماضي، أن قادة المكتب الجديد للإخوان في تركيا، يصدرون أي أزمات باعتبارها بسبب المكتب القديم (المحسوب على محمود حسين).

وقبل نشوب الأزمة الأخيرة بين مكتبي لندن وإسطنبول، تداولت عناصر الجماعة تسريب صوتي للقيادي الإخواني أمير بسام عام 2019: «محمود حسين اعترف بأنه أخذ ما ليس له حق هو ومحمود الإبياري والبحيري، وهناك شقق كتبوها باسمهم، ولم يتحدث أحد، لماذا يكتبون بأسهم شقق وعمارات، ويقولون بنشحت لعمل لجنة حقوق الإنسان».

وأضاف بسام في التسريب: «في أول اللقاء يقولون تبرعوا، وفي النهاية أخذوا ملايين، وزهدت أن أسير تحت هذه القيادة التي تمد يدها لأموال الإخوان والناس، ويركبون سيارة بـ 100 ألف يورو، والطلاب بيتذلوا»، متابعًا: «لا يشرفني أعمل تحت هذه القيادة، وهؤلاء ليسوا قيادتي أو جماعتي».

أزمة وجودية من جانبه، اعتبر طارق أبو السعد، القيادي الإخوان السابق، أن توقيت تسريب أحمد مطر مقصود إلى حد كبير، لتحقيق التوازن مرة أخرى بالنسبة لجبهة إبراهيم منير لتنظيم الإخوان، إذ أن مجموعة محمود حسين أحرزت تقدما بعض الشيء على جبهة منير خلال الأيام القليلة الماضية.

خلاف في وجهات النظر على إدارة الجماعة الإرهابية

وقال أبو السعد في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إن أزمة الإخوان الآن وجودية، على مستوى الفكر والتنظيم، والخلافات لا تتعلق فقط بالذمة المالية، مؤكدا أن الأزمة الأخيرة أحدثت خلل في هيكلة الجماعة، بفعل سقوط القناع التي كانت تصدره القيادات بالالتزام الإداري والأخلاقي والمالي، سواء بالنسبة لعناصر الجماعة أو عموم الناس داخل وخارج مصر.

وأضاف أن الجبهتين اشتركتا في رسم السياسات التي قادت الجماعة في الخارج خلال السنوات الماضية، وبالتالي هما جزء من الأزمة بالتأكيد، ولكن يتضح وجود خلاف في وجهات النظر على إدارة الجماعة مستقبلا.


مواضيع متعلقة