«الوطن» داخل قرية «جبلة» بالفيوم.. هنا معقل زراعة «بديل الأعلاف»

كتب: عبدالحفيظ عادل

«الوطن» داخل قرية «جبلة» بالفيوم.. هنا معقل زراعة «بديل الأعلاف»

«الوطن» داخل قرية «جبلة» بالفيوم.. هنا معقل زراعة «بديل الأعلاف»

لم يمنعه عمله مؤذناً وإمام مسجد، من أن يكون أكبر منتج لـ«الأزولا»، فالرجل الأربعينى، محمد عبدالتواب، ابن قرية «جبلة»، قد قرر الاستثمار فى زراعة النبات، بعدما شاهدها عبر الإنترنت، ويقول لـ«الوطن»: «لفت نظرى أن طريقة زراعته سهلة، ولا تتطلب الكثير، مقابل إنتاجه الوفير، فالأزولا نبات سرخسى، أى من أشباه النبات، ولا يعتبر نباتاً صريحاً، مثل النباتات العادية، وينضم لقسم النباتات المائية، ويستخدم كبديل قوى لأعلاف الدواجن والسمك والمواشى».

ويضيف أن النبات له مميزات عديدة، فهو مصدر غذائى جيد ورخيص للحيوانات والدواجن والأسماك، وذو قدرة عالية على النمو السريع، ويعطى محصولاً عالى البروتين، ويتضاعف كل 3 أيام ومتوافر طوال العام، إضافة إلى استخدام الأزولا كسماد أخضر فى حقول الأرز، ويمنع تكاثر يرقات البعوض فيها، كما يتم استزراع الأسماك فى الحقول المسمَّدة به، حيث تتغذى عليه الأسماك، فنحصل على فائدة مزدوجة فى زيادة الأرز بنسبة تصل 30% وزيادة إنتاج الأسماك، كما أن الأزولا خيار واعد لتنظيف مياه الصرف الصحى.

وعن استخدام نبات «الأزولا» كعلف للأسماك، أوضح الرجل الأربعينى، أن تلك النباتات تُستخدم كغذاء لبعض الأسماك، مثل البلطى والمبروكة والباسا والقرموط، كبديل للعليقة وفول الصويا أو مسحوق الأسماك المستورد غالى الثمن، وفى الوقت يتغذى نبات الأزولا على الأمونيا الناتجة من الأسماك، ويوضع الأزولا للأسماك على وجه المياه أو فى أحواض مخصصة، ويقدم طازجاً أو مجففاً فى الشمس لمدة يوم.

وتمر زراعة «الأزولا» بعدد من المراحل، بداية من إنشاء الأحواض والزراعة، مروراً بحصدها ثم إعادة زراعتها مجدداً أو استخدامها كمنتج نهائى، وبالنسبة لشروط وقياسات الأحواض، يوضح «عبدالتواب» أنه يجب أن تكون لها مواصفات معينة، يمكن أن يتراوح حجمها من متر مربع إلى فدان، وفى حالة المساحة الكبيرة تقسَّم إلى أحواض طولية، بينما عمقها يصل 20 سم، وفى حالة استزراع سمك يصل 50 سم، يجب أن تفرش تلك الأحواض بخامة من البلاستيك النظيف لعدم تسرب المياه، لافتاً إلى أنه لزراعتها، فإنه يجب وضع تربة زراعية فى تلك الأحواض بمعدل من 5 إلى 10 سم وسماد مواشى بمعدل كيلوجرام لكل متر مربع، ثم يتم وضع المياه بمعدل 10 سم فوق التربة، وأخيراً نقوم بوضع «الأزولا» الخضراء فى المياه بمعدل 1.5 كيلوجرام لكل متر مربع، مشيراً إلى أن هذا النبات ينمو خلال 5 إلى 7 أيام.

وحول طريقة الحصاد، يوضح «عبدالتواب» أنها فى الأحواض الصغيرة تتم عن طريق مصفاة تقوم بنزع النبات من الماء، أما الأحواض الكبيرة تتم بواسطة اثنين من العمال فى أيديهما قطعة من السيرم يقومان بنزع النبات بها، مشدداً على أن «الأزولا» يؤثر عليه عوامل عديدة، لذلك يحتاج إلى بيئة مناسبة كى ينمو، فيجب ألا تقل درجة الحرارة عن 30 درجة مئوية، ويعتبر نباتاً صيفياً، حيث إن إنتاج النبات يتوقف فى فصل الشتاء إلا فى حالة زراعته فى صوبات زراعية.

وهناك عوامل عديدة تؤثر على النبات، فسرها «عبدالتواب» بقوله: «أولها لسعة الشمس المباشرة، التى تغير لون الأزولا وعلاجها يكون بتغطية الأحواض بسيرم 50 إلى 50، أى 50% شمس و50% ظل، والعامل التانى هو السقيع، أى انخفاض درجة الحرارة عن 30 درجة، وأعالج ذلك بإنى أغطى الأحواض بمشمع والعامل الأخير الإصابة الحشرية اللى بتاكل جذور النبات، ودى لازم تاخد بالك منها بشكل دورى وترش النبات بمبيد حشرى بنسب معينة وفى أوقات معينة حسب حجم الإصابة».

مزارع: تكلفته زهيدة للغاية مقابل إنتاجه

وعن تكلفة الزراعة يؤكد أنها زهيدة للغاية، حيث إن تكلفة القيراط لا تتجاوز 3 آلاف جنيه للزراعة على أكياس بلاستيكية، وفى حالة الزراعة على تربة زراعية لا تتعدى التكلفة ألفاً وخمسمائة جنيه، لافتاً إلى أن الأفضل زراعة النبات على التربة، لأن الأكياس استهلاكية وكى يأخذ النبات العناصر الغذائية من التربة مع مراعاة عدم استخدام الأسمدة الزراعية أو الكيميائية، والاتجاه إلى الأسمدة العضوية، مثل «سماد المواشى، والحمام وغيرها» وأن تكون عملية التسميد على حسب حالة الأزولا والعناصر التى تحتاجها وليست على فترات متساوية.

وينصح «عبدالتواب» بتجنب ملء الأحواض وتركها قبل فترة من الزراعة، لأنها تجعل الأحواض وكراً للحشرات والبكتيريا، التى ستتغذى على جذور الأزولا عند وضعها فى الماء، إضافة إلى زيادة نسب المغذيات فى الحوض، ووضع كمية من البذور غير مناسبة لمساحة الحوض، فضلاً عن توقيت الزراعة، فيجب تجنب الزراعة فى فصل الشتاء فى الفترة ما بين شهر 12 وحتى أول شهر 3، وأخيراً تجنب انخفاض منسوب مياه النبات وتزويدها بشكل دائم، لأن نبات «الأزولا» حساس جداً للجفاف، مشدداً على مراعاة غسيل الأزولا بالماء الجارى، لإزالة القاذورات وعدم تقديمه للحيوانات عند رش المبيد الحشرى إلا بعد انتهاء المادة الفعالة للمبيد خلال 4 أيام، مع الأخذ فى الاعتبار التغييرات التى تحدث على الأزولا، لأن كل تغير يدل على شىء معين، مثل ارتفاع الحرارة ونقص عنصر معين أو مرض.

مهندس: استخدمته لتغذية الدواجن والنتيجة ذات جودة عالية.. ووفرت ثمن الأدوية البيطرية الباهظة

ويقول عبدالحكيم الشنوانى، مهندس زراعى، والذى كانت له تجربة مع استخدام الأزولا كغذاء للدواجن مخلوطاً بالأعلاف: «قمت بعمل تجربة على 12 ألف دجاجة، نصفها يأكل العلف والنصف الآخر يأكل العلف المخلوط بنبات الأزولا بنسبة 30%، وجاءت النتائج بعد مرور 40 يوماً، وهى مدة دورة إنتاج الدواجن، وتغذت الدجاجة الواحدة على 4 كيلو علف وكان وزن الدجاجة التى تتغذى على الأعلاف فقط 2.5 كيلوجرام، بينما الدجاجة التى تتغذى على العلف مع أزولا 2.35 كيلوجرام، أما البط المولار بعد مرور 54 يوماً فقد تغذت البطة الواحدة على 9 كيلو علف، وجاء وزنها 3 كيلو، ومع وضع أزولا بنسبة 30% تغذت البطة على 9 كيلو علف مع أزولا أعطت وزناً 2.9 كيلوجرام، لكن جودة اللحوم أعلى، وانخفاض الدهون بنسبة كبيرة، إضافة إلى التوفير فى الأعلاف والأدوية البيطرية».

وعن الدواجن البياض الفيومى، يؤكد «الشنوانى» أنه حسب عدد البيض لمدة 15 يوماً قبل إعطاء الأزولا وبعد إعطائها، اتضح أن نسبة البيض لا تتأثر، ولكن الجودة تتحسن، حيث إن لون صفار البيضة أصبح أصفر داكناً، وهذا دليل على ارتفاع نسبة البروتين العالية، والقشرة أصبحت أكثر سماكة، ما يدل على ارتفاع معدل الكالسيوم مع زيادة مناعة القطيع، مضيفاً: «نبات الأزولا فيه مضادات سموم وفطريات أكسدة لذلك بتظبط عملية الهضم والإخراج وعمل الأمعاء، وأنا كده مش بس بدّى القطيع غذاء بس أنا بدّيله صيدلية متكاملة، وأصبحت باستغنى عن الأدوية البيطرية التى كانت تكلفنى من 20 إلى 25% من ثمن القطيع، إضافة إلى أنها بتعظم من قيمة العلف».

وتجربة «الشنوانى» لم تختلف كثيراً عن تجربة «أسعد الدق»، طبيب بيطرى، الذى قرر خلط «الأزولا» مع أعلاف المواشى، التى يربيها فى مزرعته الخاصة، قائلاً: «غذيت 60 رأس ماشية على الأزولا عن طريق وضع أزولا خضراء بعد تجفيفها لمدة 24 ساعة بنسبة 50%، ووضع دشيشة وردة وعيش بنسبة 50%، مع خلطها جيداً، وتقديمها للمواشى وهذا الأمر عمل على توفير 50% من الأعلاف، وكان معدل التحويل قريباً من المعدل الطبيعى، يعنى العجل البلدى التسمين بيستخدم 30 كيلوجراماً شهرياً مع العلف العادى، ولكن مع الأزولا استخدم 27، ولكن فى المقابل التكلفة انخفضت بنسبة 50%».

طبيب بيطري: غذيت 60 رأس ماشية عليه بعد خلطه بالعلف فرفع حيوية ومناعة القطيع بشكل واضح.. وزاد من إدرار الحليب بنسبة 20%

ويضيف «الدق»: «الأزولا عمل على رفع حيوية ومناعة القطيع بشكل واضح، وعمل على توفير أسعار الأدوية المستوردة الغالية بنسبة 80%، وأنصح كل المزارعين بأن يستخدموا الأزولا على المواشى بتاعتهم، لأنها شىء موفّر جداً، ولو أنا مش عايز أعمل أحواض أزولا وهشتريها مش هتكلفنى لأن سعرها رخيص، وبروتينها عالى جداً»، وتابع: «فى العجول الحلّابة، قام الأزولا بزيادة إدرار الحليب بنسبة 20%، إضافة إلى جودة اللحوم بعد ذبح هذا العجل وخلو اللحم من أى دهون».


مواضيع متعلقة