«بطل حتى النهاية» رواية لحازم هاشم تحكي ملحمة الجيش المصري بـ«كبريت»

كتب: حسام حربى

«بطل حتى النهاية» رواية لحازم هاشم تحكي ملحمة الجيش المصري بـ«كبريت»

«بطل حتى النهاية» رواية لحازم هاشم تحكي ملحمة الجيش المصري بـ«كبريت»

في روايته «بطل حتى النهاية» قدم الكاتب حازم هاشم واحدة من بطولات الجيش المصري في حرب أكتوبر، وهي «موقعة كبريت»، سجّل فيها بسالة «العقيد خليل» ومجموعته من الأبطال أمام العدو الإسرائيلي، لمدة حصار دامت 134 يومًا قُطع فيها الاتصالات بالقيادات، والطعام والشراب والدواء، أمام إصرار الأبطال على عدم التنازل عن شبر واحد من أرض مصر.

بطل حتى النهاية 

سرد الكاتب حازم هاشم، في روايته التي تمّ تقديمها في صورة ملفات صوتية رائعة للأطفال، حكاية البطل المصري العقيد خليل، الذي سطر واحدة من ملاحم بطولات الجيش المصري.

وحرص الكاتب في بداية روايته، على تناول الجانب الإنساني والحياة الشخصية للعقيد خليل، لإلقاء الضوء على حجم المعاناة للأسر المصرية التي كان لديها أب أو زوج أو ابن أو أخ، في أرض المعركة، حيث كان العقيد خليل يمتلك من الأبناء 3 وهم: «منى وطارق وخالد»، وكانت حياته الأسرية هادئة.

معركة «كبريت»

مهمة خطيرة جدًا تمّ تكليف العقيد خليل بها رفقة مجموعته، وهي السيطرة على «منطقة كبريت»، والتي يرجع أهميتها لأنَّها نقطة تقع بين الجيش الثاني والثالث، وهي النقطة التي كانت تشهد تجمع قيادات العدو الإسرائيلي لمناقشة الخطط، وكانت تلك النقطة مهمة لدى العدو، ما جعلهم يزرعون الألغام حول تلك المنطقة بشكل مكثف، كما أنَّ الدبابات الإسرائيلية كانت تصطف في تلك المنطقة استعدادًا للتعامل مع أي تحرك غريب في المنطقة.

وفي يوم السادس من أكتوبر، وتحديدًا في الساعة الرابعة، تفاجأ العدو الإسرائليلي بقوات مصرية أمامهم، وهي «مجموعة العقيد خليل» الذي لم ينتظر بناء الكوبري ولا يخشى الألغام، وبالفعل وصلوا إلى كبريت، وحاول العدو الإسرائيلي السيطرة على المكان بشتى الطرق، إلا أنَّهم اصطدموا ببسالة المصريين.

معركة «الأبطال»

استمرت المعركة لأيام، وأطلق العدو الإسرائيلي أسراب من الطيارات، بواقع خروج 4 طائرات كل 5 دقائق، وضربت «منطقة كبريت» بالقنابل الشديدة، وهو الأمر الذي استدعى من العقيد خليل تغيير خطته، واستمرت الغارات الجوية من العدو الإسرائيلي، وهو ما أسفر عن استشهاد المقدم محمود، صديق العقيد خليل، وهو المسؤول عن الاتصالات وأجهزة الإشارة، وهو ما تسبب في قطع الاتصالات بين العقيد خليل والقيادة في مصر.

قطع الاتصال وبداية الحصار

ويحكي حازم هاشم، عن بسالة العقيد خليل، أمام حصار العدو الإسرائيلي، حيث ظل القائد الشجاع يبحث مع جنوده الأبطال عن مكان أو نقطة قريبة تمكّنهم من الاتصال بالقادة، وبالفعل استطاعوا الوصول لنقطة ناحية البحيرات تربطهم بوحدات الجيش الثالث، وتمّ التواصل وبدأت الدوريات المصرية نقل الجرحى إلى وحدات الجيش الثالث ثم تعود بالطعام والشراب.

استمر الاتصال بين مجموعة العقيد خليل والقيادة عبر تلك النقطة لأيام قبل أن يكتشفها العدو الإسرائيلي الذي قطع الطريق والاتصال مرة أخرى، وهنا سرد حازم هاشم في روايته قدرة الجندي المصري على التحمل الجوع والعطش والآلام حيث كان هناك العديد من الجرحى، في سبيل الوطن.

رفض المفاوضات واستشهاد البطل

وأمام استبسال العقيد خليل ومجموعته، التي ظلت لعشرات الأيام تقاوم وتتحمل ليس فقط الجوع والعطش، بل وترد على الغارات الإسرائيلي بكل قوة وحسم، فما كان للعدو الإسرائيلي إلا أنَّ يقدم عرض للعقيد خليل بالخروج الآمن مع مجموعته من منطقة كبريت مقابل تسليم السلاح، ولكن البطل المصري رفض، وظل يرفض مقترحات العدو الإسرائيلي، حتى هجم الإسرائيليون بكل طاقتهم من أجل القضاء على تلك النقطة، ورغم ذلك دارات معركة شرسة بين ما تبقى من المجموعة بقيادة العقيد خليل والعدو الإسرائيلي.

وشهدت تلك المعركة استشهاد العقيد خليل، بعدما وجه العدو الإسرائيلي قذيفة لدبابة العقيد خليل، استشهد على إثرها في الحال، وتمّ دفنه في المكان نفسه ليصبح رمزًا له يُحكى عنه في التاريخ بحروف من نور.


مواضيع متعلقة