"المهاجرون الروس قادمون".. كتاب يناقش العلاقات الإسرائيلية السوفيتية

كتب: محمد علي حسن

"المهاجرون الروس قادمون".. كتاب يناقش العلاقات الإسرائيلية السوفيتية

"المهاجرون الروس قادمون".. كتاب يناقش العلاقات الإسرائيلية السوفيتية

صدر مؤخرًا عن مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية بلبنان، كتاب "المهاجرون الروس قادمون.. إسرائيل إلى أين ؟!"، للكاتب والباحث في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور خالد سعيد. يعالج الكتاب أهمية الموقع الذي يحتله المهاجرون الروس في الكيان الصهيوني، فهم في مكانة مميزة داخل المجتمع الصهيوني، ويسلط الضوء على الهجرات الروسية - السوفييتية اليهودية إلى إسرائيل منذ قيام الدولة وحتى الآن، ومدى مساعدة العديد من الدول الغربية في عمليات تهجير اليهود إليها، والتباين الأمريكي الروسي في هذه الهجرات، وكذلك يسلط الكتاب الضوء على أهمية هجرة اليهود السوفييت، في تسعينيات القرن الماضي، وما مثلته من ضرورة ديموغرافية لإسرائيل. وجاء كتاب سعيد في ستة أبواب، ناقش فيها العلاقات الروسية ـ الصهيونية، ومدى تباينها على مر العقود الماضية، والهجرات السوفييتية إلى فلسطين المحتلة، مع تسليط الضوء على الهجرة العكسية من إسرائيل إلى خارجها، خاصة وأن التجمع الصهيوني يقدم نموذجًا فريدًا في سيطرة مجموعة إثنية واحدة على النظام الكلي في هذه الدولة الإثنوقراطية، على كل أجهزتها المعنية، الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، والعسكرية، والأمنية، وكافة مناحي الحياة. ويستعرض كتاب الباحث الشاب الدكتور خالد سعيد، مجموعة من القضايا والإشكاليات الرئيسية التي يعج بها الكيان الصهيوني، مثل تعريف من هو اليهودي؟ وإدعاء اليهودية والتهويد، وكذا مسألة الهوية اليهودية، وقضايا الزواج والطلاق، وعمليات الدفن والختان، واستشراء ظاهرة الجريمة المنظمة، والدعارة والبغاء، وتزايد النزعة العلمانية للكيان الصهيوني، وصدام المهاجرين الروس بقوى وتيارات أخرى داخل التجمع الصهيوني نفسه، فضلاً عن التعريف بالثقافة الروسية وأثرها على مستقبل إسرائيل. من بين ما يطرحه سعيد في كتابه الجديد "المهاجرون الروس قادمون.. إسرائيل إلى أين ؟!"، والتوجه السياسي للمهاجرين الروس وأثره على القضية الفلسطينية، مع التعريف بتاريخ الأحزاب الروسية في إسرائيل، ومسار هذه الأحزاب، وبرامجها السياسية، ومستقبلها في ظل ارتفاع مؤشرات المهاجرين الروس تجاه سُدَّة الحكم في تل أبيب، خاصة وأن الكاتب يرجح اعتلائهم للحكم في الكيان الصهيوني. وذكر الباب الأخير من الكتاب الشخصيات الصهيونية من أصل روسي، وأهم وأخطر هذه الشخصيات، وما تركوه من آثار إيجابية للكيان الصهيوني، ومن آثار سلبية على الجانب العربي والفلسطيني، بدءًا من الأب الروحي للصهيونية الروحية، الحاخام كوك، ونهاية بليبرمان، وزير الخارجية الإسرائيلي الحالي، وبينهما شخصيات أخرى كان لها الإسهام الكبير والواضح في تكوين وإنشاء دولة إسرائيل. تكمن أهمية هذا الكتاب في أنه من أوائل الدراسات المتعلقة بالحديث عن المهاجرين الروس، خاصة وأنه يستند في مادته المنشورة على وسائل الإعلام الصهيونية الصادرة باللغة العبرية، سواء مراكز بحثية، أو صحف، أو مواقع إلكترونية، والتي يجيدها الكاتب والباحث الدكتور خالد سعيد.