السيسي: الأزمات والتحديات أظهرت قدرة مصر وقبرص واليونان على دعم بعضهم

السيسي: الأزمات والتحديات أظهرت قدرة مصر وقبرص واليونان على دعم بعضهم
- الرئيس السيسى
- كلمة الرئيس السيسى
- مصر وقبرص واليونان
- قمة ثلاثية
- الرئيس السيسى
- كلمة الرئيس السيسى
- مصر وقبرص واليونان
- قمة ثلاثية
شارك الرئيس عبدالفتاح السيسي، في أعمال القمة الثلاثية التي انطلقت بين مصر وقبرص واليونان، بمشاركة رئيس وزراء اليونان، كيرياكوس ميتسوتاكيس، والرئيس القبرصي، نيكوس أناستاسيادس، والتي عقدت فعالياتها في العاصمة اليونانية أثينا.
وقال الرئيس السيسي، خلال كلمته في القمة الثلاثية: «صديقي العزيز الرئيس كيرياكوس، رئيس وزراء جمهورية اليونان، صديقي العزيز الرئيس نيكوس رئيس جمهورية قبرص، يغمرني شعور متجدد بالسرور كلما تواجدت على أرض هذا البلد الصديق، الذي لا يخفى عليكم ما يجمعه بالشعب المصري من إرث حضاري عريق وروابط تاريخية مشتركة على مر العصور والأزمنة، وأتوجه بعميق الشكر للرئيس كيرياكوس، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، فإنني على ثقة تامة من إدارتكم الحكيمة لفعاليات هذا الاجتماع التاسع لآلية التعاون الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص.
وأضاف الرئيس السيسي: «اسمحوا لي أن أستهل كلمتي بالتنويه اللازم إلى اعتزازنا الكبير بما حققته آلية التعاون الثلاثي بين بلادنا حتى الآن، حيث نجحت شراكتنا منذ تدشينها قبل نحو 8 أعوام في تكريس أهمية التشاور الدوري والتنسيق الوثيق بيننا بشأن الملفات الإقليمية والدولية التي تؤثر على بلداننا وشعوب المنطقة كافة، وعكست كذلك التزاما متبادلا بتمكين هذا النسق من التعاون من ترجمة تحركاته السياسية والدبلوماسية إلى حزمة من المشروعات المثمرة على أرض الواقع، وفي مختلف القطاعات الاقتصادية والثقافية والأمنية والعسكرية».
التحديات الصعبة أظهرت قدرة واستعداد مصر وقبرص واليونان لدعم بعضهم في المواقف الصعبة
وتابع الرئيس: «وإضافة لذلك، شهدت الآونة الأخيرة تحديات وأزمات طارئة مثل حرائق الغابات، وقبلها جائحة كورونا، التي تسببت في تحديات صحية واقتصادية صعبة، أظهرت كلها استعداد الدول الثلاث لدعم بعضها البعض في المواقف الصعبة، واسمحوا لي في هذا السياق أن أتقدم بخالص الشكر لشركائنا اليونانيين والقبارصة على تقديم شحنات التطعيمات ضد فيروس كورونا، دعما للجهود المصرية لمواجهة الجائحة، وإعلاءً لقيم التضامن بين الأصدقاء في وقت الشدة».
وزاد الرئيس السيسي: «الإخوة الأعزاء، على مدار الأعوام القليلة الماضية؛ أسهمت آلية التعاون الثلاثي في الاتفاق على مشروعات للتعاون في قطاعات الطاقة والسياحة والنقل والزراعة وغيرها، كما أنّ ثمة آفاقٍ واعدة لتعزيز روابط التعاون بين دولنا الثلاث في عدد آخر من القطاعات الحيوية كالسياحة والبيئة ومواجهة ظاهرة التغير المناخي، ننطلق فيها استنادا إلى حرصنا المتبادل على الاستفادة القصوى من إمكاناتنا ومواردنا التي تؤهلنا لتحقيق تطلعات شعوبنا نحو مزيد من الرفاهية والرخاء».
الرئيس: سعيد بأن أكون شاهدا على توقيع الاتفاق الثلاثي في مجال الربط الكهربائي
وأوضح الرئيس: «بالنظر لما توليه مصر من اهتمام خاص بتعزيز التعاون بين دولنا الثلاث في مجالات الطاقة سواءً بشقها التقليدي أو ارتباطا بمصادرها المتجددة، فإنّه من دواعي سعادتي الشخصية أن أكون شاهدا معكم اليوم على توقيع الاتفاق الثلاثي في مجال الربط الكهربائي للبناء على ما جرى منذ أيام بإبرام اتفاقيتيّن ثنائيتيّن لربط الشبكة الكهربائية في مصر مع اليونان وقبرص على المستوى الثنائي، الأمر الذي نعتبره بمثابة خطوة تمهيدية تقربنا للهدف المشترك الذي نطمح إليه، ألا وهو الربط الكهربائي لاحقا مع بقية أرجاء القارة الأوروبية».
وأكمل الرئيس: «لعلّه من المهم أن نعمل سويا للبناء على هذه الخطوة الأوّلية بهدف إيجاد زخم مواز فيما يتصل بمسعى إنشاء خط أنابيب بحري لنقل الغاز الطبيعي من حقل أفروديت القبرصي إلى محطتيّ الإسالة المصريتيّن بدمياط وإدكو، تمهيدا لتوريد الغاز المُسال من مصر إلى اليونان، ومنها لاحقا إلى كثير من دول أوروبا، الأمر الذي يتسق مع الطموحات المنشودة من تأسيس منتدى غاز شرق المتوسط بوصفه كيانا نُعوّل عليه من أجل حسن التخطيط لمشروعات التعاون الإقليمي، وتعظيم استفادة الدول الأعضاء وشعوب المنطقة من مخزون الغاز الطبيعي والثروات الهيدروكربونية بالبحر المتوسط، وبما يتسق مع قواعد القانون الدولي ومبدأ احترام سيادة الدول على أقاليمها ومواردها».
ولفت إلى أنّ لقاءنا اليوم فرصة مهمة لتناول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المتبادل، وفي مقدمتها ملف الاستقرار بمنطقة شرق المتوسط، بما يتطلبه تحقيقه من ضرورة احترام وحدة وسيادة بُلدان المنطقة وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، فضلا عن مراعاة مقتضيات الأمن البحري لكل دولة كونه جزءا من الأمن الإقليمي.
ندعم مساعي وقبرص لإيجاد حل شامل وعادل للقضية القبرصية
واستطرد الرئيس: «وغنيّ عن البيان، أنه لا يمكن التطرق إلى منطقة شرق المتوسط دون التأكيد في هذا السياق على دعمنا المتجدد لمساعي جمهورية قبرص بهدف إيجاد حل شامل وعادل للقضية القبرصية استنادا لقرارات الشرعية الدولية ومجلس الأمن ذات الصلة، وعلى نحو يؤدي إلى إعادة توحيد شطريّ الجزيرة، مع التأكيد على أهمية التزام الأطراف المعنية بعدم انتهاك المياه الإقليمية أو المجال الجوي سواءً لجمهورية قبرص أو لجمهورية اليونان».
وتابع الرئيس: «الصديقان العزيزان، اجتماعنا اليوم فرصة مناسبة كي أعاود التشديد على ما توليه مصر من أولوية قصوى لمسألة الأمن المائي وحقوقنا في مياه نهر النيل، باعتبارها قضية مصيرية تستوجب بذل الجهود الممكنة للتوصل لاتفاق قانوني مُلزم بشأن قواعد ملء وتشغيل السد الإثيوبي. وسيسعدني خلال مداولاتنا أن أطلعكم بالتفصيل على آخر مساعينا للوصول لحل عادل لهذه القضية في مواجهة التعنت غير المبرر أو المفهوم أو المقبول، من الأشقاء في إثيوبيا.».
القضية الفلسطينية والملف الليبي والوضع في سوريا ودعم لبنان
وقال الرئيس السيسي: «أتطلع كذلك لما سيشهده اجتماع اليوم من استئناف لنقاشنا المتواصل حول ملفات مهمة ذات تماس مباشر مع أمننا القومي، ولها تأثير كبير على مجمل حالة الاستقرار في جوارنا الإقليمي المشترك، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والملف الليبي والوضع في سوريا وسبل دعم لبنان الشقيق، ونؤكد أنّ تبادلنا الدوري والمنتظم للرأي والتنسيق الوثيق لمواقفنا إزاء هذه القضايا وغيرها مما يرتبط باستقرار المنطقة، يمثل أحد الأعمدة الأساسية لشراكتنا الثلاثية الناجحة».
الرئيس: شراكتنا الثلاثية جسر من التفاهم والتناغم عبر ضفتي المتوسط وبين مصر وأوروبا
وزاد الرئيس: «الشركاء الأعزاء، نعتبر شراكتنا الثلاثية بمثابة جسر من التفاهم والتناغم عبر ضفتي المتوسط، وبين مصر والقارة الأوروبية، ومن هذا المنطلق، فإنّ مصر تعول على شركائها اليونانيين والقبارصة لدعم رؤيتها وشرح مواقفها في الإطار الأوسع للاتحاد الأوروبي، ترسيخا وتعميقا للشراكة المصرية الأوروبية، التي تقوم على التوازن والاحترام والمنفعة المتبادلة. وفي هذا الصدد، سيسعدني خلال مداولاتنا أن أستعرض معكم الخطوات المهمة التي قامت بها مصر في ملف حقوق الإنسان بإطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان في سبتمبر الماضي، فضلا عن بحث سبل إطلاع شركائنا الأوروبيين على هذه التطورات المهمة، بحيث تتضح جدية مساعي الدولة المصرية لإعلاء حقوق وكرامة مواطنيها من منظور شامل».
ولفت إلى أنّ ظاهرة الإرهاب تستمر كخطر حاضر يحرم شعوب المنطقة من أبسط حقوقها الإنسانية، ألا وهو الحق في الأمن والعيّش الكريم، وسط أزمات عابرة للحدود لا تقل خطورة مثل ظاهرة الهجرة غير الشرعية وما يرتبط بها من أنشطة الجريمة المنظمة والاتجار بالبشر. وإننا نتفهم تماما الأهمية التي يوليها شركاؤنا للتكاتف أمام هذه الظواهر المهددة للاستقرار، ما يدفعنا لبذل كل جهد ممكن من جانبنا للحد من تداعياتها، وبما يترتب عليه أعباء مادية كبيرة، تتحملها مصر عن طيب خاطر، إسهاما منها في دعم الاستقرار الإقليمي والدولي.
السيسي: مصر تتطلع لاستضافة الاجتماع العاشر لآلية التعاون الثلاثي العام المقبل
واختتم الرئيس كلمته قائلا: «اسمحوا لي أن أعبر عن سعادتي مجددا بلقائكما اليوم في أثينا، ولا يسعني إلا أن أتقدم لكما - صديقيّ العزيزيّن - بخالص الشكر على قناعتكما الصادقة بأهمية التعاون بين دولنا، ومن ثم بأهمية الانطلاق بآلية التعاون الثلاثي إلى آفاق أرحب في إطار الانفتاح والحرص المتبادل على تعزيز ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم بأسره. وإنني إذ أؤكد مجددا تطلعي لتبادل مفيد وبناء للرؤى بيننا في الموضوعات المدرجة على جدول أعمال اجتماعنا اليوم، فلا يفوتني التأكيد في هذا السياق على تطلُعنا لاستضافة الاجتماع العاشر لآلية التعاون الثلاثي خلال العام المقبل، واستقبالكم جميعا ضيوفا أعزاء في مصر».