بروفايل| مارجريت تاتشر.. المرأة الحديدية التي عارضت الاندماج الأوروبي

سياسية بريطانية، وهي المرأة الوحيدة التي شغلت منصب رئيسة وزراء في تاريخ بريطانيا العظمى، ومدة حكمها هى الأطول، وتُعد من أهم الشخصيات المؤثرة في تاريخ المملكة المتحدة. مارجريت هيلدا روبرتس، ولدت مارجريت فى مدينة غرانثام فى لينكولنشاير شرق إنجلترا، وكانت والدتها أثيل من عائلة بياتريتشي بلينكولنشاير، أما والدها ألفريد روبرتس كان بقالا وعضوًا نشطا في الأنشطة السياسية المحلية، وكان واعظا فى الكنيسة الميثودية. ولهذا السبب فقد أصبحت مارجريت مسيحية متدينة ميثودية. عاشت طفولتها فى دكان والدها المقام فى منزلهم، وبعد ذلك ذهبت إلى مدرسة هونتنج تاور، وحصلت على منحة دراسية إلى مدرسة البنات فى كيستفن وغرانثام، ووفقًا لسجلات المدرسة فقد كانت طالبة نشيطة ومتفوقة وتعمل على تحسين مستواها الدراسى باستمرار، وكانت تهوى العزف على البيانو، وتمارس الهوكي. بدأت من جامعة أوكسفورد مشوارها السياسي، ولقاءاتها بقيادات حزب المحافظين البريطانى الذى دخلت منه إلى البرلمان فيما بعد عام 1959، ليصبح لها تأثير كبير فى الحزب المعارض وقتها. كان السوفييت هم مَن أطلق عليها لقب "المرأة الحديدية"، بعد أن ألقت خطبة تضمنت هجوما عنيفا على الاتحاد السوفيتى، وصار الناس يتذكرون اللقب فى كل مرة تخوض فيها "تاتشر" حربا عنيفة ضد حزب العمال المنافس لحزبها، أو النقابات التى تقاوم إجراءاتها الإصلاحية فى الاقتصاد. عندما وصل المحافظون للسلطة تولت وزارة التعليم عام 1970، لتبدأ قراراتها التى أثارت ضدها عاصفة من الانتقادات، لأنها كانت ترى أن الخسائر قصيرة الأمد أمر لا بد منه من أجل الإصلاح العام، حيث منعت مرة توزيع الحليب المجانى على أطفال المدارس، للحد من النفقات، لتصفها المعارضة متهكمة بـ"سارقة الحليب". كل ذلك لم يمنعها من أن تصبح أطول رئيسة وزراء فى عمر بريطانيا، قبل أن تسقط أمام آخر خصومها: الاتحاد الأوروبى، الذى كانت تقاوم هى اندماج بريطانيا فيه، فى الوقت الذى يحتم فيه مسار التاريخ أن تتحد معه، لينتهى بذلك عهد "المرأة الحديدية"، ويبدأ عهد "الاتحاد الحديدى" فى أوروبا. أثبتت "تاتشر" أنها أكثر صلابة من أشد الرجال، ليقول عنها البعض إنها أفضل شيء حدث لبريطانيا منذ أن وجدت على الخريطة، ويقول آخرون أن حكمها كان أقرب شيء عرفته بريطانيا لحكم الديكتاتور.