كيف تهدد أزمة الرقائق الإلكترونية العالم اقتصاديا وسياسيا وعسكريا؟

كتب: أمير مسعد

كيف تهدد أزمة الرقائق الإلكترونية العالم اقتصاديا وسياسيا وعسكريا؟

كيف تهدد أزمة الرقائق الإلكترونية العالم اقتصاديا وسياسيا وعسكريا؟

من الواضح أن أزمة الرقائق الإلكترونية دخلت في مرحلة جديدة أكثر خطورة من أنها أشعلت أزمة اقتصادية في العديد من الصناعات، إذ بدأت تدخل في مرحلة من الصعب تخطيها الآن، لقد أشعلت الرقائق الإلكترونية أزمة سياسية مع القوى العظمى أمريكا والصين، وقد يتطور الموضوع لأزمة عسكرية مع الصين تنتج عنها حرب عالمية ثالثة.

ما هي الرقائق وكيف بدأت الأزمة؟

ولكن أولاً ما هي الرقائق الإلكترونية وكيف بدأت الأزمة الحالية التي أصبحت عالمية؛ في مارس من العام الماضى 2020 أُغلقت المصانع في أغلب دول العالم في خطوة للسيطرة على تفشي فيروس كورونا في البدان، ومع استمرار الإغلاق لأسابيع مع وجود «الحظر»، ارتفع استهلاك العالم أجمع من الإلكترونيات مثل البلايستيشن والموبايلات والأجهزة الإلكترونية المختلفة والتليفزيونات.

مع الإغلاق، انخفضت الإلكترونيات الاستهلاكية من الأسواق، وبعد أن عادت المصانع للعمل مرة أخرى استولت شركات الإلكترونيات على كل الرقائق الإلكترونية الموجودة في السوق بجانب شرائها لحصص شركات السيارات التي ألغتها الشركات وقت إغلاق المصانع.

وحجزت الشركات أيضاً كميات كبيرة من الرقائق الإلكترونية فأصبحت السوق بلا رقائق إلكترونية أو ما يعرف بـ«electronic chips»، وأغلب الإنتاج الجديد يذهب إلى شركات الإلكترونيات لصناعة الموبايلات وأجهزة البلايستيشن والتليفزيون وباقي السلعة الإلكترونية الاستهلاكية.

وأدى ذلك إلى أزمة الرقائق الإلكترونية التي بدأت تظهر بوادرها في ديسمبر من العام الماضي 2020 في الصين عندما أعلنت شركة فولكس فاجن عن انخفاض مخزونها من الرقائق الإلكترونية وعدم توافرها في السوق.

حتى أصبح الآن إنتاجها وتواجدها في السوق منخفضا بشكل كبير، وأعلنت مصانع سيارات عديدة توقف الإنتاج لنهاية العام بسبب عدم وجود رقائق إلكترونية وأيضاً ارتفاع أسعارها بنسبة 60% خلال الفترة الماضية بعد أن كانت سعر الشريحة الواحدة لا يتعدى دولاراً واحداً.

وأصبح العالم الأن في أزمة اقتصادية عالمية بسبب عدم توافر السيارات الجديدة في الأسواق وانخفاض الإنتاج العالمي لحوالي 8 ملايين سيارة حتى الآن، ومع نهاية العام الحالي متوقع أن تصل إلى أكثر من 11 مليون سيارة، بحسب AFS.

وبدأت تؤثر بشكل كبير هذه الأزمة على إنتاج الموبايلات في كبرى الشركات العالمية، حيث أعلنت شركة أيفون خلال الأيام الماضية عن انخفاض إنتاج هاتفها الجديد حوالي 10 ملايين جهاز.

ما هي الرقائق أو الشريحة الإلكترونية؟

تتكون الشريحة الإلكترونية من مكونات مثل الترانزستورات والمقاومات والصمامات الثنائية والتي توجد جميعها في لوحة صغيرة واحدة تصنع من السيليكون، هذه اللوحة تتكون من العديد من الطبقات المعقدة من رقائق أشباه الموصلات والنحاس وأي مواد أخرى مطلوبة.

وتحتوي الشريحة الواحدة أو الرقاقة الواحدة في أغلب الأحيان على مليارات المكونات في مساحة صغيرة جدا، وهذه الشريحة أو الرقاقة الصغيرة تتحكم في كل ما هو إلكتروني على هذا الكوكب، بحسب BLC Electronics.

كيف تهدد الأزمة سياسياً

في الفترة الماضية تحديداً منذ شهر تقريباً، طلبت أمريكا من تايوان- المسيطر الأول على سوق الرقائق- بيانات رسمية عن إنتاجها من الرقائق وملء استبيانات بحلول 8 نوفمبر المقبل للحصول على معلومات تتعلق بنقص الرقائق المستمر، وفي حين أن الطلب طوعي، إلا أن وزيرة التجارة الأمريكية جينا ريموندو، حذرت ممثلي الصناعة في تايوان من أن البيت الأبيض قد يستدعي قانون الإنتاج الدفاعي أو أدوات أخرى لفرض أيديهم إن لم يستجيبوا، بحسب Automotive News.

ولكن شركة TSMC التايوانية التي تتحكم في أكثر من 60% من سوق الرقائق رفضت الاستجابة لهذا الطلب ورفضت باقي الشركات التايوانية وهذا ينذر بأزمة سياسية أمريكية تايوانية.

كيف تنذر الأزمة بحرب عالمية ثالثة؟

منذ شهرين تقريبا بدأت الصين في حشد قواتها الحربية على حدود تايوان، وبدأت في تدريبات ميدانية عسكرية على الحدود التايوانية بعد أن فشلت كل المحاولات لحل أزمة الرقائق الإلكترونية.

وفي أوائل أكتوبر بدأت أمريكا تدخل لتدريب قوات تايوان لصد هجوم محتمل على تايوان، حيث أبلغت تايوان عن تحليق 38 طائرة عسكرية صينية في منطقة الدفاع الجوي التايوانية يوم الجمعة، وهو أكبر اختراق تشنه بكين حتى الآن.

وحذر الجيش الأمريكي مؤخراً من أن الصين تستعد لغزو الجزيرة التايوانية.

وقالت وزارة الدفاع التايوانية على «تويتر» إن الطائرات، ومن بينها قاذفات نووية، دخلت المنطقة على دفعتين.

وردت تايوان بتدافع طائراتها ونشر أنظمة صواريخ، وفي مساء يوم السبت وجهت الصين 39 مقاتلة نحو تايوان في ثاني عرض كبير للقوة خلال يومين في المجال الدفاع الجوي في الجزيرة، وأعلنت الصين مرارا نيتها فرض سيادتها على تايوان.


مواضيع متعلقة