أقدم نحاتي الرخام في البحيرة: المهنة تواجه الاندثار

كتب: إحسان شعبان

أقدم نحاتي الرخام في البحيرة: المهنة تواجه الاندثار

أقدم نحاتي الرخام في البحيرة: المهنة تواجه الاندثار

بالقرب من مسجد التوبة بمدينة دمنهور تجد رجلًا في العقد السادس من عمره جالسًا، فارشا عددًا من قطع الرخام مدون عليها عبارات منحوتة بشكل تراثي بعضها يبعث في النفس السرور، والآخر يمنحك عظة حيث دونت لأصحاب القبور، بهذه العبارات يمكن وصف «محمود علي إبراهيم» أقدم نحات رخام في البحيرة الذي التقته «الوطن» ليحدثنا عن مهنته التي شارفت على الاندثار.

النحت على الرخام

محمود إبراهيم، أقدم نحاتي الرخام بمدينة دمنهور، يعمل في تلك المهنة منذ قرابة الـ50 عامًا حيث عمل بها رفقة أقاربه، منذ سن العاشرة حتى أتقنها وحاول مرارًا العزوف عنها دون جدوى، خاصة أنه أحبها ويحافظ عليها لأنها أصبحت مهنة تواجه الاندثار، ليضيف «عم محمود» أنه لا يجيد القراءة والكتابة إلا أنه يتقن مهنة الرف على القطع الرخامية معتمدا في ذلك على خبرته وشغفه بها، حيث يستطيع الرف بمجرد النظر إلى الورقة المدون عليها الكلام، وينحته على الرخام.

أدوات النحت على الرخام

ويتابع أن هناك أدوات عدة تستخدم في تلك المهنة التي يعد أساسها الإزميل والمطرقة، حيث يوضع الأول على الحروف ويطرقها باستخدام الإزميل، معتمدا في الضغط على الإزميل من الجانبين بالتبادل، مشيرا إلى أن الخبرة أهم ما يميز تلك المهنة.

اندثار المهنة

«المهنة أضحت في طي النسيان» عبر أقدم نحاتي الرخام عن وضع المهنة حاليا، بتلك العبارة، مؤكدا على أن الاعتماد على الشغل الآلي يؤثر بشكل سلبي على هذه المهن التراثية، التي تعد من أهم الحرف اليدوية قديمًا وحديثًا.

تشكيل لافتات المقابر

ويشير إلى أنه يعمل في تنفيذ لافتات المقابر والفيلات، إلا أنه وجد نفسه أكثر في لافتات المقابر كونها تربطه بالجانب الروحاني أكثر، ويعد ذلك أهم دافع له للاستمرار في تلك المهنة، موضحًا أن هناك نوعين من الرخام هما المصري والأبيض، حيث يفضل العمل بهما بمقاسات مختلفة.

أسعار لافتات الرخام

وأضاف أن أسعار اللافتات قليلة للغاية، حيث يصل سعر الواحدة إلى 50 جنيهًا لقطع رخام مقاسها «40_50» وعن القطع الأكبر يصل إلى 70 جنيهًا، «لكن أدبر حياتي طبقا لدخلي».

مهنة النحت على الرخام غير مربحة

وأردف «علي» أنه لم يرث تلك المهنة من والده لكنه ارتبط بها منذ صغره حيث عمل في واجهات المنازل ثم مع تقدم السن عمل في فن النحت، مضيفًا أنه لا يسعى إلى توريثها لأبنائه كونها غير مربحة. 


مواضيع متعلقة