الحسد والعين وكيف تحصن نفسك من أضرارهما؟.. الإفتاء تجيب 

كتب: إسراء سليمان

الحسد والعين وكيف تحصن نفسك من أضرارهما؟.. الإفتاء تجيب 

الحسد والعين وكيف تحصن نفسك من أضرارهما؟.. الإفتاء تجيب 

يخشى الكثيرون من الحسد، ويتساءلون هل يمكن للعين أن تصيب الإنسان بالحسد وتضره، وإذا كان الحسد موجودًا وللعين تأثير على الإنسان؛ فما هي كيفية الوقاية منه؟ وهو ما أجابت عنه دار الإفتاء، مؤكدة أن العين لها تأثير على الإنسان بالحسد، كما ورد في القرآن والسنة. 

وأضافت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي، أنه ينبغي على الحاسد أن يبتعد عن هذا الخُلُق الذميم المنهي عنه شرعًا؛ قائلة: «الحسد يضر الحاسد في دينه، فيجعله ساخطًا على قضاء الله، ويضره في دنياه فيجعله يتألَّم بحسده ويتعذَّب ولا يزال في غَمٍّ وهَمٍّ، وعلى المؤمن أن يعلم أنَّه لا يضره الحسد إلا ما قَدَّره الله عليه، فلا يجري وراء الأوهام والدَّجَّالين، وينبغي عليه أن يُحَصِّن نفسه وأهله بقراءة القرآن والذكر والدعاء».

الحسد مرض مُهلك

وأوضحت الدار معنى الحسد، قائلة: «إنه تَمَنِّي الحاسد زوال النعمة من المحسود؛ جاء في (القاموس المحيط) للفيروزآبادي (ص: 277، ط. مؤسسة الرسالة): [حَسَّدَه: تَمَنَّى أن تَتَحَوَّل إليه نِعمَتُه وفَضيلَته، أو يُسْلَبَهُما] اهـ».

وأكدت أنه من الأخلاق الذميمة والأمراض المهلكة التي أمر الله تعالى بالاستعاذة منها؛ حيث قال تعالى: ﴿وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾ [الفلق: 5]، ولذا ورد النهي عنه؛ فقد أخرج الإمام أحمد في «مسنده» عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا..».

العين حق

واستشهدت الدار بالأحاديث الواردة في السنة تثبت أَنَّ العين حق ولها تأثير على المعيون -أي: مَن أصيب بالعين-؛ منها ما روى الإمام مسلم في «صحيحه» عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «العَيْنُ حَق، وَلَو كَانَ شَيءٌ سَابِقُ القَدَرِ سَبَقَتهُ العَين»، وفي «الصحيحين» من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها: «أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يأمرها أن تسترقي من العين».

كيف يتخلص الحاسد من حسده؟ 

ووجهت دار الإفتاء رسالة إلى الحاسد: «ينبغي على الحاسد أن يجاهد نفسه ألَّا يحسد أحدًا، وإذا رأى ما يعجبه عند غيره أن يدعو له بالبركة، فقد روى ابن ماجه في (سننه) عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَ: مَرَّ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ بِسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ وَهُوَ يَغْتَسِلُ، فَقَالَ: لَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ وَلَا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ. فَمَا لَبِثَ أَنْ لُبِطَ بِهِ، فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ فَقِيلَ لَهُ: أَدْرِكْ سَهْلًا صَرِيعًا، قَالَ (مَنْ تَتَّهِمُونَ بِهِ؟) قَالُوا: عَامِرَ بْنَ رَبِيعَةَ، قَالَ: «عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ، إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ، فَلْيَدْعُ لَهُ بِالْبَرَكَةِ».


مواضيع متعلقة