مرض نادر يأكل جسد «عبدالله»: نفسي أنام على سرير..«فيديو»

كتب: أسماء أبو السعود

مرض نادر يأكل جسد «عبدالله»: نفسي أنام على سرير..«فيديو»

مرض نادر يأكل جسد «عبدالله»: نفسي أنام على سرير..«فيديو»

فقاقيع وحبوب بأحجام كبيرة تلتهم جسد «عبدالله»، بدأت بظهور حبوب صغيرة منتشرة في جسده، وانتهت بمرض جلدي نادر ليس له علاج، لم تكن تلك المأساة الوحيدة التي يعاني منها الشاب العشريني، ولكن الجانب الأكثر ظلاماً من حياته، أنّ والدته وشقيقه الأكبر منه يعانيان من مرض نفسي، ويعيشان في غرفة غير آدمية جدرانها متآكلة، وممتلئة بالقمامة، وتخلو من الأثاث، يعيشان حياة بدائية لشدة فقرهما، حيث ينامان على كنبة قديمة متهالكة، ويطهيان طعامهما على «موقد بدائي»، تتصاعد منه الأدخنة بكثافة لتخنق من في الغرفة.

«عبدالله»: أبويا مات وتركنا نعاني

وقال «عبدالله فتحي»، في حديث خاص لـ «الوطن»، أنّ والده توفي في شهر شعبان من العام الماضي، وتركهم في منزل مكون من غرفة واحدة فقط، تعلوها غرفة في الطابق الثاني، حرموا من الصعود إليها بسبب انهيار السلم منذ فترة طويلة، ولم يتبق لديهم مصدر رزق فكان يعمل هو حتى ينفق على والدته وشقيقه الأكبر وكلاهما مصابين بمرض نفسي، حتى أُصيب هو فجأة بمرض جلدي نادر وطُرد من عمله خوفاً من العدوى.

«عبدالله»: الأطفال يقذفون والدتي بالطوب

وأشار «عبدالله»، إلى أنّ أهالي قرية سنوفر التابعة لمركز الفيوم، لا يرأفون بوالدته حيث يقوم الأطفال بقذفها بالطوب والحجارة كلما خرجت للشارع لشراء أي شئ مرددين عبارة: «المجنونة أهي المجنونة أهي»، وذلك على مرأى ومسمع من أسرهم دون أن يتدخلوا أو يكفوا أذى أبنائهم عن والدته، وحينما ضرب أحدهم حرروا له محضراً، مُعللين فعل أبنائهم بكونهم «عيال»، ما تسبب له في حالة من الضيق لكونه عاجزاً عن حماية والدته.

«عبدالله»: دخان «الكانون» يخنق والدتي

وأضاف «عبدالله»، أنّ والدته رغم مرضها النفسي إلا أنّها تطهي طعامها بنفسها، وبسبب ضيق الحال وعدم امتلاكهم «بوتاجاز» تضطر للطهي على «الكانون»، الذي ينتج عنه دخان كثيف يملأ الغرفة، ما يتسبب في إصابة والدته باختناق فتهرع إلى الخارج لتستنشق الهواء ثم تعود لداخل الغرفة لتنهي إعداد طعامها، موضحاً أنّه يعتقد أنّ والدته ستموت يوماً ما بسبب «الكانون»، خصوصاً أنّ الغرفة ضيقة وليس بها مصدر تهوية ولا حتى «مروحة»، كما أنّ والدته تربي فيها الطيور حتى تجد ما تذبحه ليسد جوعهم.

«عبدالله»: نفسي في سرير ننام عليه

وأوضح «عبدالله»، أنّهم لا يمتلكون سوى «كنبتين بلدي» متهالكتين تنام والدته على إحداها وينام شقيقه على الأخرى، بينما ينام هو في الأرض، مُعبراً عن حُلمه بأن يتبرع أحد لهم بسرير ينام عليه في حضن والدته، وحتى يرتاح جسد والدته النحيل المُتعب من النوم على الـ «كنبة» المتهالكة، فيكفيها تعدي الأطفال عليها ورشق جسدها بالحجارة.

«عبدالله»: أتعايش مع المرض الجلدي

وأردف قائلاً: «دوخت على الدكاترة عشان يشوفولي علاج للمرض الجلدي الذي يزيد في جسدي يوماً تلو الآخر وينهش فيه، ولكن دون جدوى، فاستمعت لكلام الأطباء بالتعايش معه وتحمل آلامه، خصوصاً أنّ الأدوية الموصوفة له من قبل الأطباء لم يجدها في أي صيدلية، ولكنه يأمل أن يعيش حياته الباقية بصورة كريمة».

«عبدالله»: شقيقي مريض نفسي 

وكشف «عبدالله»، أنّ شقيقه الأكبر يعاني من مرض نفسي أيضاً، وكان يعتدي عليه ويضربه ضربا مُبرحا، حتى فر هارباً من المنزل وأصبح يسكن وينام في الشارع بمنطقة الفنية بمدينة الفيوم، موضحاً أنّه يعمل في مسح وغسل السيارات حتى يوفر قوت يومه ويدخر بعض الجنيهات يشتري بها طعاماً ويذهب به إلى والدته مرة كل أسبوع، كل تلك الحياة القاسية جعلته يلجأ للاستغاثة بالمسؤولين ورجال الأعمال آملاً في أن ينظر أحد إليهم بعين الرحمة لينتشلهم من الفقر والمرض والمعاناة.


مواضيع متعلقة