انتقادات أوروبية لروسيا بسبب نشاط «فاغنر» في مالي

انتقادات أوروبية لروسيا بسبب نشاط «فاغنر» في مالي
ثار جدل كبير في أوروبا حول دور مجموعة «فاغنر» الروسية في دعم السلطات الانتقالية في مالي، وقرب توقيع اتفاق بينهما لنشر عناصر المجموعة العسكرية في البلد الإفريقي.
وانتقد الاتحاد الأوروبي وفرنسا توجه الشركة الروسية للعمل في مالي، وهو ما ردت عليه موسكو بأن الحكومة الانتقالية هي التي طلبت من المجموعة المساعدة في القتال ضد المتمردين، وأن الحكومة الروسية لا علاقة لها بهذا التعاون، بحسب شبكة «سكاي نيوز».
الحكومة الفرنسية أعلنت انتهاء عملية برخان
ولجأت سلطات مالي إلى شركة «فاغنر» العسكرية الخاصة للمساعدة في مكافحة الإرهاب، وسبق ذلك إنهاء التعاون العسكري مع فرنسا في يونيو 2021، حيث أنشأت الحكومة الفرنسية مهمة لمكافحة الإرهاب في عام 2013، عندما دخلت قوات فرنسية محدودة العدد إلى مالي.
وأعلنت باريس في وقت لاحق إطلاق عملية برخان التي حاربت الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل الافريقي، وفور إنهاء التعاون العسكري مع مالي تقريبا، أعلنت الحكومة الفرنسية عن انتهاء عملية برخان.
وتتمتع فاغنر، بصفتها شركة عسكرية خاصة، بالعديد من المزايا، حيث تقوم قواتها بعمليات حربية لمكافحة الإرهاب ولا يقومون بالمشاركة في النزاعات السياسية، الأمر الذي يدفع عددا من الدول للتعاون مع فاغنر، حيث كان مقاتلو فاغنر مسؤولين عن حماية حقول النفط السورية، كما تمكنوا من القضاء على بعض الخلايا الإرهابية في سوريا.
العديد من الشركات الخاصة تنتشر في بعض الدول
وعلى مدى العقود الماضية، كان هناك العديد من الصراعات داخل الدول، لا سيما في دول الشرق الأوسط والقارة الافريقية، ومن المرجح أن عدد هذه الاشتباكات سيزداد، ففي وقت سابق، كان من الممكن أن تقرر بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة نتيجة أو بداية هذه المواجهات، بحسب وكالة «سبوتنيك» الروسية.
وهناك العديد من الشركات العسكرية الخاصة الأخرى، أشهرها «أكاديمي» التي عُرفت بـ «بلاك ووتر» وهي تابعة للولايات المتحدة الأمريكية، و Dyck Advisory Group التابعة لجنوب إفريقيا، و Northbridge Services Group Ltd وهي شركة عسكرية خاصة متعددة الجنسيات (أحد مقراتها الرئيسية في الولايات المتحدة)، و Paladin Group شركة عسكرية متعددة الجنسيات (مقرها في أستراليا).
وينفي عدد من المصادر وجود مواطنين روس في الشركات العسكرية الخاصة الأجنبية، بينما يؤكد آخرون عكس ذلك.
وفي السابق، كان الفيلق الأجنبي سيئ السمعة، حيث تم إرسال معظم المجرمين الذين فروا من عقوبة الإعدام إلى هناك للخدمة، لكن الوضع تغير في القرن العشرين، فالآن، إن حوالي 35 ٪ من إجمالي عدد الفيلق هم مهاجرون يتحدثون الروسية من دول أوروبا الشرقية، من بينهم العديد من الضباط الذين شاركوا في القتال في الشيشان وأنجولا، بحسب «يورو نيوز».
وكانت تتضمن الخدمة في الفيلق الأجنبي تغييرا إلزاميا لاسم المجند، وقد أصبح ذلك بالنسبة للكثيرين حقا في طي النسيان، وكان يبلغ الراتب الأساسي للجندي في الفيلق حوالي 1400 يورو شهريا، وهذا المبلغ أقل بكثير من متوسط راتب المواطن الفرنسي، وفي المشاركة في المهام والعمليات المعقدة، يتلقى الجندي حوالي 3500 يورو شهريا، بحسب «روسيا اليوم».
ويوجد دافع آخر للانضمام إلى الفيلق هو احتمال الحصول على الجنسية الفرنسية، لكن الوضع هو عكس ذلك في إسرائيل، حيث إنه بعد الحصول على الجنسية، فإن العائدين (إذا لم يكن لديهم أطفال ولم يبلغوا سن 28) يخدمون على أساس مشترك مع إسرائيليين آخرين.
سلسلة من التوتر بين مالي وفرنسا
كما تجددت التوترات بين مالي وفرنسا، بعد أن أدلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتصريحات جديدة، شكك بها في شرعية القيادة المؤقتة للدولة الإفريقية، حسبما أفادت وكالة «بلومبرج» للأنباء اليوم الأربعاء، الأمر الذي دفع وزارة الخارجية في مالي إلى استدعاء السفير الفرنسي لدى البلاد.
ويذكر أنّ حدّة التوترات قد تصاعدت بين فرنسا ومالي منذ أن اتهم رئيس وزراء مالي، شوجيل كوكالا مايجا، فرنسا بالتخلي عن بلاده «في منتصف الطريق» في المعركة ضد المتطرفين.