مستقبل الطب في عصر الذكاء الاصطناعي
فى يوم الثلاثاء الموافق الثامن والعشرين من سبتمبر 2021م، وبناءً على دعوة كريمة من الصديق والزميل العزيز الدكتور سامى الطوخى، مدير أكاديمية أبوظبى القضائية، حظيت بشرف المشاركة فى منتدى «التطبيب عن بُعد»، متحدثاً عن «مستقبل الطب فى عصر الذكاء الاصطناعى.. نحو إطار قانونى ناظم للإشكاليات والمسئوليات». وكم كانت مصادفة جميلة أن يأتى هذا الحديث عن مستقبل الطب فى عصر الذكاء الاصطناعى بعد يوم واحد فقط من احتفال محرك البحث الأشهر على مستوى العالم «جوجل» بعيد ميلاده الثالث والعشرين. ولعل كل من ارتاد محرك البحث المفضل لدى أغلب مستخدمى الإنترنت، يوم الاثنين الموافق السابع والعشرين من سبتمبر، قد لاحظ أن المحرك وضع تورتة عيد الميلاد على صفحته الرئيسية، احتفالاً منه بهذه الذكرى. فقد احتفلت شركة «جوجل» بمحرك البحث الخاص بها Google، بتغيير شعارها إلى رسومات مبتكرة بكعكة مكتوب فوقها (23)، مع شمعة عيد ميلاد تحل محل الحرف (L) فى Google.
وفى هذا الصدد، لا نغالى إذا قلنا إن استخدام الإنترنت قد شكل علامة فارقة فى تاريخ البشرية وفتح الباب واسعاً أمام انطلاق الثورة الصناعية الرابعة، أو ثورة الروبوت، أو ثورة الإنسان الآلى. بل إن اختراع شبكة الإنترنت قد فتح الباب أيضاً أمام ما يطلق عليه «الثورة الصناعية الخامسة»، أو «التزاوج بين البيولوجى والإلكترونى»، أو «ما وراء الإنسان»، أو «الإنسالة».
ومن خلال الذكاء الاصطناعى والبيانات الضخمة ومحركات البحث على شبكة الإنترنت، يمكن أن نصل إلى الكثير من المعلومات عن اتجاهات الرأى العام واهتمامات الباحثين والقراء بوجه عام بشأن الكثير من القضايا والموضوعات. وفى ما يتعلق بموضوع هذا المقال «مستقبل الطب فى عصر الذكاء الاصطناعى»، وعند كتابة عبارة (استخدام الذكاء الاصطناعى) فى محرك البحث «جوجل»، سوف تظهر لنا فوراً وتلقائياً النتائج الآتية:
- استخدام الذكاء الاصطناعى فى التعليم.
- استخدام الذكاء الاصطناعى فى التشخيص الطبى.
- استخدام الذكاء الاصطناعى فى نظم المعلومات المحاسبية.
- استخدام الذكاء الاصطناعى فى التسويق.
- استخدام الذكاء الاصطناعى فى الطب.
- استخدامات الذكاء الاصطناعى فى الصحافة.
- استخدامات الذكاء الاصطناعى فى مجال الفضاء.
- استخدامات الذكاء الاصطناعى فى البنوك.
وهكذا، ومن خلال استعراض النتائج السابقة، يبدو سائغاً القول إن الطب من أهم القطاعات المستفيدة من الذكاء الاصطناعى. ويؤيد ذلك نتائج البحث الصادر عن شركة «برايس ووتر هاوس» (PWC)، الذى توقعت فيه أنه بحلول عام 2030م، يمكن للذكاء الاصطناعى أن يعزز الاقتصاد العالمى بنسبة 14%، أى ما يعادل (15.7) تريليون دولار، وأن المستفيد الأكبر من الذكاء الاصطناعى هما قطاعا المالية والصحة.
والواقع أن المجال الطبى شهد فعلاً بعض إرهاصات الثورة الصناعية الرابعة، أو ثورة الإنسان الآلى، أو الروبوت، حيث يساعد الذكاء الاصطناعى الأطباء فى تشخيص المرض، وتحديد الآثار الجانبية لبعض الأدوية والجراحة الإشعاعية فى جراحة الأورام مع حماية الأنسجة المحيطة. كذلك بدأ العالم يشهد استخداماً واسعاً ومتزايداً للروبوتات فى إجراء العمليات الجراحية الدقيقة. وفى مجال الرعاية الصحية، يساعد الذكاء الاصطناعى فى جمع البيانات وتحليلها، مما يسهم فى سرعة التشخيص وتحديد مخاطر أساليب العلاج، وتحديد العلاج الناجع بدقة أكبر وسرعة، مما يؤدى فى نهاية المطاف إلى تقليل الأخطاء الطبية وإنقاذ الأرواح.. وللحديث بقية.