«حامد» حارس عقار ومطرب مواويل: «يا ريت حد يكتشفنى»

لا يجد طريقة للتغلب على مشاكل وصعاب الحياة سوى بالتأليف والغناء، فهذه هى الهواية التى وهبها الله له، لإسعاد نفسه، والتهوين على البسطاء فى الشارع. حامد كامل، الذى يعمل حارس عقار، لديه قدرات خاصة فى تأليف الأغانى وحفظها وتلحينها بنفسه، بل وغنائها وسط حراس العقارات وسائقى الميكروباص وعمال المقاهى والمارة فى الشارع، والذين يجدون متعة خاصة لحظة سماعه ويطلبون منه المزيد. كلما اجتمع أصدقاء «حامد» حوله يطلبون منه غناء موال قديم، لا يتردد الرجل الخمسينى فى الموافقة ويستغرق 5 دقائق فقط فى إعداد كلمات موال يحاكى المواويل القديمة يؤلف كلماته ويلحنه ويغنيه فيسعد من حوله. «من يوم ما غابوا الحبايب وأنا بالى مشغول مش رايق.. سيبك من العكر واشرب من الرايق، مين يقول إن المعكر يشبه الرايق، الله يلعن أبوالمال ما دام البال مش رايق».. يقولها «عم كامل» مهوّناً على من حوله صعوبة الحياة وغلاءها، مؤكداً لهم أن راحة البال لا علاقة لها بالمال. «أنا المعيشة تعبانى، لكن لما أغنى أفضفض مع نفسى، وبخرج حزنى بره بفرح».. قالها «عم حامد»، مؤكداً أنه كان يتمنى أن يكمل تعليمه، ولكنه دائماً يحمد الله لأن الدنيا علمته أكثر من تعليم المدارس، بحسب قوله. «أنا حكم عليا الزمان وكان حكمه عليا ماشى.. ما دام حكم عليا الزمن أنا لمشى ورا الماشى، عقبال ليالى الهنا أنا أجيلكم يا حبايب على القدم ماشى.. وبعينك تشوف الواطى واقف وسيده فى الطريق ماشى».. غناها «حامد» فارتسمت الابتسامة على وجوه من حوله، الذين أشادوا بموهبته وبقدرته على التعبير عن كل ما يجيش بصدرهم. «الناس بتقول عليا فقرى، وإن الحزن جوايا مليان زى باقى الغلابة.. قالها «حامد» ثم بدأ وصلة غناء حسب طلبات الناس مرة أخرى.