مساعد مدير «المخابرات» الأسبق: محاولات فصل سيناء عن مصر لم تتوقف.. والأجهزة الأمنية تفشلها باقتدار

مساعد مدير «المخابرات» الأسبق: محاولات فصل سيناء عن مصر لم تتوقف.. والأجهزة الأمنية تفشلها باقتدار
تكاتف المصريين خلف «القيادة» سر «النصر».. وأثبتنا في «أكتوبر» أن «فكر المصري» يساو «قنبلة نووية»
حذَّر اللواء أركان حرب ناجى شهود، مساعد مدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع الأسبق والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، من استمرار محاولات «فصل سيناء» عن مصر باستخدام أكثر من وسيلة، مؤكداً أن اصطفاف المصريين خلف وطنهم، وعمل الأجهزة الأمنية فى الدولة، من شأنه إفشال تلك المحاولات.
وأضاف مساعد مدير «المخابرات الحربية» الأسبق، فى حوار خاص لـ«الوطن»، بمناسبة الذكرى الـ48 لحرب أكتوبر المجيدة، أنه عقب «الحرب» تم الاستقرار على ضرورة مواجهة حالة التكاتف والوحدة العربية، ليتم وضع مخططات لتقسيم الدول العربية من «22 دولة»، لتصبح نحو «60 دويلة».. وإلى نص الحوار:
كنت أحد أبطال قوات «المخابرات والاستطلاع» فى حرب أكتوبر المجيدة.. كيف نجحتم فى الحصول على معلومات تمهد لاسترداد سيناء؟
- كنت قائد سرية استطلاع برتبة نقيب، والحقيقة أن إدارة المخابرات بدأت تجميع المعلومات عن اليهود منذ يوم 6 يونيو 1967، أى بعد النكسة بيوم واحد، بعدما اكتشفنا أنه لا توجد لدينا معلومات كافية عن إسرائيل، وكان من أوائل المعلومات التى توصلنا لها أن إسرائيل لم تأتِ للمنطقة من أجل فلسطين فقط، وأن أحلامها التوسعية تتم تحت سمع وبصر كل دول العالم، والدليل على ذلك تصريحات ديفيد بن جوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل، وجولدا مائير، رئيسة الوزراء الإسرائيلية سابقاً، حيث قال الأول إنه ستنشأ ظروف لتوسيع حدود الدولة، وإذا لم تنشأ تلقائياً فعلينا أن نصنعها بأنفسنا، وقالت الثانية إن حدود الدولة فى أى مكان يوجد به اليهود، وتم ذلك خلال فترة لم يوجد فيها حجم تسليح كافٍ لدى مصر، لتنفيذ عملية هجومية شاملة على مدار نحو 170 كيلومتراً، ولكن كان «سلاحاً دفاعياً» فقط.
وما كان أول طريق لـ«استرداد الأرض»؟
- كان وجود سيل معلومات مستمر ليلاً ونهاراً لا يتوقف، فكانت الأعين المصرية لا تهدأ، لأننا نخطط لخطوة مصيرية، تعمل على استعادة توازن مصر، أو أن الدولة المصرية القوية انتهت لنحو 200 أو 300 سنة قادمة.
وكيف تم تجميع المعلومات وقتها؟
- تم ذلك بأكثر من طريقة؛ الأولى بالرؤية لمسافة 7 أو 8 كيلومترات شرق القناة، أو عبر دوريات عبرت للضفة الشرقية لقناة السويس، وكانت تتوغل عدد كيلومترات محدودة لتأتى بمعلومة أو وثيقة أو أسير، وتعود قبل أى ضوء للنهار، وللأسف طلبنا أجهزة رؤية ليلية لاستخدامها فى توفير المعلومات، لكن الدول الأجنبية كانت ترفض، وتقول: «سنحل المشكلة سياسياً»، وتم الاستقرار بعدها على الدفع بمجموعات خلف خطوط العدو، وكانوا فى العمق، يعملون على توفير كل المعلومات اللازمة.
«المخابرات» نجحت في تصوير كل الأهداف الإسرائيلية بدقة وتحديد حجم الذخائر اللازمة للقضاء عليها
وما أبرز المعلومات التى تم توفيرها للقيادة العسكرية والسياسية فى هذا الوقت؟
- حددنا أماكن الأهداف بدقة داخل شبه جزيرة سيناء، ولم تكن قوة مصرية تقوم بمهمة إلا وهى تعرف مكان الهدف بدقة، بأبعاد تحصيناته، ونوع الذخائر الموجودة فى هذا الموقع، وأماكن وجود وحدات الدفاع الجوى الخاصة به، وأماكن احتياطات العدو التى من الممكن أن تدفع، والمناطق الإدارية، والحرب الإلكترونية، والرادارات، فكانت المعلومات كاملة قبل اتخاذ قرار الحرب، لأنه «قرار مصيرى».
كما كانت معلوماتنا دقيقة عن أماكن الألغام، والخنادق شرق القناة، وطريقة دخول كل موقع بدقة، وكنا نُحدد عدد دانات المدفعية على سبيل المثال التى يحتاجها كل موقع؛ فلو كان تدمير موقع يحتاج 12 دانة مدفع، فلا يجوز أن يتم قذف «13 دانة»، وهو مبدأ لدى قواتنا المسلحة المصرية الباسلة.
وما هذا المبدأ؟
- هو أن القوات المسلحة ذراع لشعب مصر، وتعمل وفق محددين؛ الأول تنفيذ المهام دون أو بأقل خسائر، والثانى بتحقيق النصر أو الشهادة، فلا يجوز أن نضرب ضربة إلا فى «موقع صح»، ولا يجوز أن نضرب ضربة واحدة بها هامش «واحد فى المليون» خطأ، لأننا نتحمل مصير شعب بأكمله، فكل قرار تكون به مخاطر الخطوة المقبلة، وكيفية مواجهة الصعاب أو العواقب التى قد تواجهنا، لذا كانت المعلومات دقيقة من «قناة السويس»، حتى «خط الحدود المصرية الشرقية»، بكل دقة.
وكيف حجبنا عن إسرائيل المعلومات ونيتنا للحرب؟
- لا توجد دولة قادرة على حجب التجسس بالكامل، لكن نستطيع أن نخفى نوايانا، وهو ما حدث عبر خطة الخداع الاستراتيجى، التى نفذتها مصر كلها دون أن يعلم أحد أنه ينفذ «خطة خداع»، وبدأت تلك الخطة من مفردات «عام التحرير»، و«عام الحسم»، و«عام الضباب»، وغيرها، وترحيل الخبراء السوفيت، ووقوف الرئيس الراحل أنور السادات ليقول: «محتاج أهجم عشان أرجع أرضى، والأرض عرض، ومحدش عايز يدينا طيران يؤمن سيناء ذهاب وعودة، وسلاح هجومى»، والحقيقة أن إسرائيل كانت تفكر فى «كيف ستحصل على غرب القناة»، كما اشتركت العديد من الوزارات فى الحرب دون علمها.
وكيف ذلك؟
- أغلب مهمات الحرب اشترتها وزارات، وليست القوات المسلحة، من طلمبات المياه التى فتحت خط بارليف، و«عجل عربات الذخيرة»، وغيرها، حتى التحركات الخارجية؛ فيوم 6 أكتوبر كان وزير الخارجية المصرى خارج البلاد، ومستشار الأمن القومى فى أمريكا، كما أننا كعسكريين كنا ننفذ مناورات كثيرة، وإسرائيل تستدعى الاحتياطى الخاص بها، ما يسبب «شللاً اقتصادياً» لهم، وفى وقت الحرب تأخروا كثيراً فى استدعاء الاحتياطى، ما مكننا من تنفيذ مهامنا بنجاح، وكانت محددة من «السادات» بدقة: «عدوا شرق القناة، وخدوا شبر واحد من الأرض، وتمسكوا به، ومحدش يرجع، وأنا هحل المشكلة».
لكن ألم تعلم إسرائيل بموقف الحرب كما تسرَّب؟
- رئيس الأركان الإسرائيلى، ديفيد إليعازر، تحدث مع موشيه ديان، وزير الدفاع الإسرائيلى، صباح يوم الحرب، وجاءت له معلومات غير مطمئنة من الجبهة المصرية، ليتحرك «ديان» لخط الجبهة فى الصباح، ليجد الأمور «مش طبيعية»، وكان معه قائد الجبهة الجنوبية الإسرائيلية المسئولة عن مصر، وقال له: «هل طالعت تقارير اليوم؟»، فرد: «نعم»، فقال له: «وماذا فهمت منها؟!»، ليقول: لم يتبين لنا شىء، فيقول: «لقد نجح المصريون فى خداعنا تلك المرة، لكن ليست لديهم معدات رؤية ليلية، والساعة أصبحت قرب الظهيرة، فلنرقب الموقف حتى باكر»، لكننا هاجمنا فى 2 الظهر، وكان «فكر المصرى» يوازى «قنبلة نووية حقيقية».
كيف ذلك؟
- كان الاتحاد السوفيتى يقول إننا لكى نفتح ثغرة واحدة فى خط بارليف فإننا نحتاج «قنبلة نووية»، وأنا أقول إن ما فعله المرحوم اللواء زكى باقى يوسف بفكرة هزيمة خط بارليف بالمياه كأنها 67 قنبلة نووية، لأنه نجح فى فتح 67 ثغرة فى الساتر الترابى لخط بارليف بفكرته الرائعة، كما أن الدولة نجحت فى «عسكرة الشعب»، فكل المصريين كانوا يعملون من أجل «المجهود الحربى»، وذلك فى وقت قرر فيه العالم أجمع حل الأزمة بشكل سلمى، والحل السلمى كان معناه أن «سينا راحت».
مثل الجولان السورى المحتل حتى الآن؟
- نعم، مثل الجولان.
ننتقل للحديث عن سيناء أيضاً، لكن فى الوقت الحاضر.. كيف تنظر لـ«الحرب على الإرهاب» فى الجزء الشمالى الشرقى من شبه جزيرة سيناء؟
- الحقيقة أنه لا يوجد فرد «صنعه الإرهاب»، فهو ليس فلسفة ولا ثقافة ولا هدفاً، ولكن وسيلة لتحقيق الأهداف.
وما الهدف؟
- يجب أن نعود لـ«16 أكتوبر 1973»، للحديث عن الهدف، فى يومها بدأت إسرائيل توجد غرب القناة، فيما يُعرف بـ«الثغرة»، وهنا أخذ «الملك فيصل» قرار تخفيض كمية البترول المصدرة لأمريكا بنسبة 55٪، ورفع سعر البترول من 3 إلى 11 دولاراً، وحينما خرج الجيش المصرى من دفاعاته شرق القناة لتطوير الهجوم، صرخت جولدا مائير، رئيسة وزراء إسرائيل، للرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون، لتقول: «المصريين هيرمونا فى البحر»، ليرصد الرئيس الأمريكى 2.2 مليار دولار معونة عاجلة لإسرائيل، وهنا قال «السادات»: «حاربت إسرائيل 10 أيام.. مقدرش أحارب أمريكا».
ثم أعقب ذلك قرار منع البترول العربى نهائياً عن أمريكا وإسرائيل والدول الداعمة لها، وهنا اتخذ قرار: «لن نسمح للعرب أن يقوموا بذلك مرة أخرى.. وسنستعيد كل دولار أنفق فى زيادة سعر النفط»، ليتم الاستقرار على تقسيم الدول العربية من 22 دولة، لتصبح قرابة 60 دويلة، كما يخططون، عبر تقسيم قبلى وعقائدى، ليتم التقسيم بالحسنى أو «بغيرها»، وسيناء جزء من هذا المخطط.
ومتى بدأ التخطيط لذلك؟
- عقب حرب أكتوبر المجيدة مباشرة، ومَن خططه هو «برنارد لويس»، وبدأت تحركات التقسيم من حرب الخليج الأولى، علماً بأن العراق إحدى 3 قوى عربية رئيسية لو سقطت سقط الوطن العربى، وهى كل من العراق، ومصر، والجزائر، فلو انكسرت تلك الدول، انكسر العرب كلهم، لتجد حروب الخليج الثلاث، حتى أصبحت العراق مقسمة فعلياً لما يقرب من 3 بلدان حالياً، حتى لو لم يعلن ذلك رسمياً، وهم الأكراد والسنة والعلويون الشيعة، مع استخدام إيران كأصحاب مذهب شيعى من وقت لآخر.
وما علاقة ذلك بسيناء ومصر؟
- علاقته أن الإخوان كانوا يريدون بيع سيناء لجهات أجنبية، وكان يتم استخدامهم لتقسيم مصر لـ«5 دويلات» من حيث المبدأ، ولو تم ذلك بالفعل لم يكن ليوجد إرهاب بسيناء حالياً، وهو ما قال عنه القيادى الإخوانى محمد البلتاجى إن ما يحدث فى سيناء سيتوقف فى اللحظة التى يعود فيها محمد مرسى للحكم.
كما أن مصر عبارة عن 27 محافظة، والإرهاب موجود فى الجزء الشمالى الشرقى من سيناء فقط، وهو خط الحدود الدولى الوحيد المقرر بين إسرائيل وأى دولة فى محيطها، فهى دولة بلا حدود، ومع تغيير شكل الحدود تسقط معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية.
تقصد أن محاولات استقطاع سيناء عن مصر بدأت مرة أخرى مؤخراً؟
- الحقيقة أن سيناء مرت بـ7 محاولات لفصلها عن مصر، منذ عام 1956 حتى الآن، فالإرهاب محاولة لخدمة مخطط التقسيم، لوهم إقامة «إمارة إسلامية» فى سيناء، وهم يعملون على ذلك، لكن تاريخ الإرهاب يقول إنه لا يمكن تنفيذ تلك المهمة فى مصر، فالأمر مسألة وقت وسينتهى سواء عاجلاً أم أجلاً.
ولماذا لم نقضِ على الإرهاب بسيناء رغم كل هذا الوقت؟
- لأن الإرهابيين مندسون وسط المدنيين، ومستحيل أن تتسبب قوات إنفاذ القانون من القوات المسلحة أو الشرطة فى أى إجراء يؤذى إنساناً بريئاً دون ذنب، فمستحيل أن يسيطر الإرهاب، فهم كالفئران فى الجحور، ولا يمكننا أن ننفذ سياسة «الأرض المحروقة» فى سيناء.
وهل تمتلك سيناء المقومات التنموية اللازمة؟
- هى تضم مقومات «الحياة الاقتصادية الكاملة»، سواء زراعية أو صناعية أو تعدينية أو أنشطة تحجير، أو سياحية بكل أنواعها، سواء علاجية أو ثقافية أو تاريخية أو ترفيهية، وغيرها، وإذا زرعت الأرض واخضرت، يستحيل أن يتركها الناس.
اللواء ناجي شهود لـ«الوطن »: أهل سيناء «مخلصون».. ولولا «الحرب والمفاوضات» لظلت أراضينا محتلة مثل «الجولان»
وما رأيك فيمن يقول عن «أهل سيناء» إنهم «خونة»؟
- من يقول ذلك إما «جاهل» أو «مُغرض».
لماذا؟!
- لأن هذا الأمر يقال لخدمة مخططات «تقسيم أرض مصر»، لكى يقال إنهم ليسوا مصريين لخدمة مخطط التقسيم، وفى علم «جغرافيا السكان»، على مستوى العالم كله تجد أن سكان «قلب الدولة» لهم خصائص ومواصفات لا تتوافق مع «سكان الأطراف»، ما يعنى أن الاختلاف أمر طبيعى ووارد.
وما الشهادة التى يقولها اللواء ناجى شهود لأهل سيناء؟
- إنهم يعملون بإخلاص للوطن، ولا يجوز أن نعمم «التخوين» بسبب عدد قليل جداً من الأفراد.
ولماذا تُجزم بأن أهل سيناء «عملوا بإخلاص للوطن»؟
- مثلاً فى حرب أكتوبر المجيدة، كانوا مسئولين عن تنقلات ضباط الجيش خلف خطوط العدو، وطعامهم وشرابهم وإيوائهم، وتمريضهم، وإسعافهم، ونقل الرسائل منهم وإليهم، والحقيقة أنهم قاموا بدورهم على أكمل وجه، وحينما سألوا موشيه ديان، وزير الدفاع الإسرائيلى، بعد الحرب، قال إن ما هزمنا هو الرادارات البشرية المصرية التى انتشرت فى كل سيناء دون أن ندرى، وهى الإنسان المصرى، حتى إن «ديان» حينما جمع مشايخ قبائل سيناء وحاول تدويلها، قال الشيخ سالم الهرش، شيخ مشايخ سيناء من قبيلة البياضية: «إن سيناء مصرية، وقطعة من أرض مصر، ولا نرضى بديلاً عن مصر، وما أنتم إلا احتلال، ونرفض التدويل، ولا نملك شبراً واحداً فى سيناء يمكن التفريط به»، لتلتقطه المخابرات، وينقل إلى مصر لحمايته من «بطش اليهود».
واجهنا 7 محاولات لـ«فصل سيناء».. أولها الحروب.. ثم شراء أراضٍ لصالح إسرائيليين من الباطن
وهل يمكننا القول إن محاولات فصل سيناء عن إسرائيل انتهت.. أم أن الإرهاب وجه آخر لها؟
- الحقيقة أن هناك 7 محاولات لفصل سيناء عن مصر منذ عام 1956؛ أولها حربا 1956 و1967، وصولاً لمحاولات بدأت عام 1993 حتى 2004، وأحبطناها، حين بدأ أفراد من إحدى الدول فى شراء أراضٍ فى سيناء لصالح إسرائيليين من الباطن، ولم يتم بيع متر واحد من أرض سيناء لهم، ولا لمخلوق غير مصرى، كما كانت هناك محاولات أخرى.
مثل ماذا؟
- محاولة تمت عام 1996، عبر تزويج بدو سيناء من يهوديات، وظهرت 8 حالات زواج مرة واحدة، وخلال 5 أشهر كن «حوامل»، علماً بأن المرأة اليهودية عادة ما تؤخر الإنجاب إلى ما بعد 10 أو 12 سنة، وكان يتم التفكير فى ميلاد يهود فى سيناء، ليكون هناك 10 أو 12 ألف طفل لأم يهودية والديانة للأم والأرض للأم، ولم ينجح هذا الأمر، فضلاً عن مخططات تحويل سيناء لـ«إمارة إسلامية»، حسبما يقولون، وهو ما تفشله أجهزتنا الأمنية الباسلة، لأنها ليست سوى شعار جميل لغرض خبيث، وأخيراً مقترحات ألا تكون لسيناء علاقة بالحكومات والوزارات المصرية، وأخيراً نقول إن أهل سيناء هم «مفارز متقدمة»، وخط الدفاع الأول عن أرض مصر.
جمع معلومات من موقع «العدو»
جمعت معلومات بنفسى، فكان هناك موقع مطلوب عمل استطلاع له، وذهب ضابط ورسم «كروكى» بيده من أحد اتجاهاته، وطلبت القيادة من ضابط آخر الذهاب للموقع وعاد بـ«كروكى» من اتجاه آخر ولم يكن متطابقاً مع الأول، ليتم تكليفى بأن أذهب للعمق، وأن أصور من أمام الموقع الإسرائيلى بكاميرا، واختير وقت المهمة يوم 31 ديسمبر 1969، حتى تنفذ المهمة يوم 1 يناير، والمعروف عن الإسرائيليين أنهم سيسهرون، وتكون المنطقة هادئة للتصوير فى الصباح قبل العودة، وأعطتنى القيادة عدسة مكبرة «تلى فوتو» للكاميرا، حتى أستطيع التصوير بدقة عن بُعد، وهكذا كانت كل المواقع الإسرائيلية يجرى تصويرها بصورة كاملة بشكل أو بآخر.
مكافحة الإرهاب والأرض المحروقة
الإرهاب موجود فى مساحة مقدارها 30 كيلومتراً فى 30 كيلومتراً، ولو أردنا أن ننهى كل الخطر عبر طرد العناصر تجاه البحر، لن يستغرق ذلك أكثر من أسبوع، لكن هذا سيضر أهالينا فى سيناء، وهو أمر لن نسمح به؛ فنعمل على مكافحة الإرهاب، وتحقيق التنمية عبر عمل اقتصادى، لأن الأمن القومى وتأمين الاتجاه الشمالى الشرقى يعتمد على الأمن من الخوف، وتوفير الطعام والشراب لأهالينا ليحيوا حياة كريمة.