معهد القطن المصري.. «الفتلة» المعجزة
- أنت حر
- الحرب العالمية الثانية
- الكتابة الإبداعية
- النفس البشرية
- تقديم الطعام
- دعاء الكروان
- طريقة عمل
- قصة حب
- حكاوينا
- عنتر وعبلة
- قيس وليلى
- أنت حر
- الحرب العالمية الثانية
- الكتابة الإبداعية
- النفس البشرية
- تقديم الطعام
- دعاء الكروان
- طريقة عمل
- قصة حب
- حكاوينا
- عنتر وعبلة
- قيس وليلى
التحية لمعهد بحوث القطن المصرى واجبة، ليس فقط لبلوغ سعر القنطار هذا العام 4600 جنيه، وهو سعر قياسى، سواء إبان العرش الذهبى الأبيض، أو قبل تحرير سعر صرف الجنيه، ولكن لإنتاج فتلة يبلغ طولها (24 كيلومتراً)، بنصف السمك المسجل سابقاً لأعلى جودة من القطن المصرى فائق الطول، شديد النعومة.
ما قصة الفتلة الخرافية فى زمن فقدنا فيه أمل التراجع خطوتين للخلف، بحثاً عن أول الخيط الرفيع الذى ظنناه ضاع منا إلى غير رجعة؟
القصة تعود إلى نحو ستة أعوام فقط، حينما كلف مجلس وزراء مصر -بتوجيه رئاسى- قسم الإعلام فيه، بجمع كل ما يُقال أو يُكتب عن القطن وعرشه المفقود، حتى بلغت المساحة المنزرعة فى مملكة القطن (مصر) 183 ألف فدان، بإنتاجية لم تعانق المليون قنطار، بعد أن كانت المساحة فى التسعينيات تُراوح مليونى فدان، وبقايا الندف البيضاء فى الحطب على سطوح بيوت مزارعيه تتخطى حاجز المليون قنطار.
جمع مجلس الوزراء معلومات كافية عن «الذهب» الضائع، وانتقل الملف إلى غرفة عمليات الرئاسة، وكانت ضربة البداية بالبحث عن احتياجات السوق من السلعة، الكميات المطلوبة، والنوعية، وكيفية تجهيزها للبيع، قبل إنتاجها.
وكيفية التجهيز للبيع قبل الإنتاج، كانت الحد الفاصل، الذى حكم به الرئيس السيسى مشهد الصادرات المصرية إجمالاً، معلقاً فى تساؤل واضح: لماذا نصدِّر الخام، إذا كنا نملك آليات تصنيعه، لتبدأ آليات التنفيذ بحلقاتها المتداخلة والمتشابكة، بداية من «التجارة الخارجية»، وتوازياً مع «قطاع الأعمال» و«الاستثمار»، وبتمويل «الخزانة العامة»، ليشهد الرئيس بنفسه أعمال تطوير محالج وخطوط غزول ونسج القطن المصرى بأنواعه (القصير - الطويل - فائق الطول).
ومع زراعة مصر 237 ألف فدان قطن هذا الموسم، بزيادة نحو 54 ألف فدان عن الموسم السابق، وزيادة متوسط الإنتاجية عن العام الماضى بنحو 0.3 ٪، يرتفع سعر قنطار القطن إلى نحو الضعف، ما يشير إلى عدة أسباب وراء هذه النقلة التى تخبط أذهان المنظرين، وتضخ الأمل فى شرايين المحبَطين.
واختزالاً، تؤكد مؤشرات واقعية أن مصر لن تحتاج مرة أخرى إلى المشكلات التى حكمت سوق القطن العالمية موسم 2020، ليستمر الطلب على القطن المصرى بالمعدل الراهن، ومن هذه المشكلات امتناع أمريكا عن شراء قطن الصين لاستخدام عمالة الأطفال فى جنيه، وتراجع محصول اليونان بسبب سوء المناخ، وذلك لأن مصانع النسيج فى «الروبيكى» المصرية ستمتص القطن المصرى، قبل أن تكتمل أعمال تطوير خطوط شركة مصر للغزل والنسيج فى المحلة، والتى فازت أخيراً بمنحة تدريب أكثر من 150 ألف عامل على تكنولوجيا الماكينات الإلكترونية الحديثة، والمذهل أن ماكينات «غزل المحلة» مع خطوط «الروبيكى» كلها لغزل ونسيج «طويلة التيلة».
عودة إلى «الفتلة المعجزة»، تواصلت الجهود المضنية فى خلايا معهد القطن، حتى أُعلِن رسمياً عن إنتاج فتلة بطول 24 كيلومتراً، من «رطل قطن» أى من 454 جرام قطن، بسمك يبلغ نصف سمك الفتلة السابقة لها، التى توقف طولها عند 12 كم فقط، مع احتفاظ الجديدة بقوة الشد والمتانة التى سجلتها سابقتها.
والجديد الذى يستحق التحية لعلماء معهد القطن الأجلاء، ما سوف يُكشَف عنه الستار خلال موسمين فقط، من الإنتاج التجارى للقطن الملون (الأخضر والذهبى)، بنوعية فاخرة «أورجانيك»، تتصارع عليه سراً فى هذه الأيام بيوت الأزياء العالمية، التى لن تخجل أيضاً حين ترفع القبعة لعلماء وباحثى الذهب الأبيض فى مصر.