صاحب شقة حريق «أبو تمادة» بكفر الشيخ: موت وخراب ديار خسرت ابني وحماتي (صور)

صاحب شقة حريق «أبو تمادة» بكفر الشيخ: موت وخراب ديار خسرت ابني وحماتي (صور)
- كفر الشيخ
- حريق أبو تمادة في كفر الشيخ
- حريق أبو تمادة
- أمن كفر الشيخ
- حريق يلتهم محتويات شقة
- أهالي أبو تمادة
- كفر الشيخ
- حريق أبو تمادة في كفر الشيخ
- حريق أبو تمادة
- أمن كفر الشيخ
- حريق يلتهم محتويات شقة
- أهالي أبو تمادة
بقايا أثاث وذكريات وصور وملابس محترقة، قلوب تزين الجدران التي التهمتها النيران، رائحة النار والموت ما زالت متواجدة في أركان القرية، ومنظر الجثتين ما زال عالقاً في أذهان الأهل والجيران، الذين اتشحت نساؤهم باللون الأسود، هو ما تبقى من شقة ضياء فتحي، البالغ من العمر 35 عاماً، والذي التهم حريق أبو تمادة بكفر الشيخ الهائل محتويات شقته ومنزل والده، إثر ماس كهربائي، وأسفر عن وفاة حماته البالغة من العمر 70 عاما، وابنه» صاحب الـ5 سنوات.
والد الطفل المتوفي بحريق أبوتمادة: مقدرتش أنقذ ابني وطلعته جثة متفحمة
بدموع لم تنقطع، روى «ضياء»، الذي يعمل نجاراً لـ «الوطن»، قصة احتراق شقته بحريق أبو تمادة ووفاة طفله وحماته، قبل أن تسيطر الحماية المدنية على الحريق الذي نشب في منزل مكون من 3 طوابق بقرية أبوتمادة التابعة لمركز كفر الشيخ، مساء أمس: «كنت في شغلي، وفجأة لقيت الناس بتكلمني وبيقولولي تعالى بسرعة فيه حريق، فكرت حاجة صغيرة، جريت وعلى ما وصلت مقدرتش استوعب، النيران أكلت كل شىء في الشقة، مقدرتش أنقذ ابني عبدالله، ولا حماتي اللي كانت في زيارة عندي، كل حاجة راحت في ثواني».
لم يسلم «ضياء» من الإصابات في حريق أبو تمادة، فاحترقت يداه حينما حاول إنقاذ اسرته وعائلته: «دخلت الشقة وحاولت أنقذ أهلي لكن الإصابات كانت كتير، والحريق كان أكبر، إيدي اتحرقت، وطلعت ابني وحماتي جثتين متفحمتين، ومراتي مصابة بحروق كبيرة في جسدها كله، وترقد بقسم الحروق والتجميل بمستشفى كفر الشيخ العام، بقى موت وخراب ديار، شقى عمري راح، ابني وحماتي وبيتي، ومراتي كمان».
انقطاع الكهرباء فجأة ثم عودتها ثم انقطاعها مرة اخرى وعودتها بشكل مفاجئ، أدى لحدوث الماس الكهربائي الذي دمر محتويات الشقة بحريق أبو تمادة المعروشة بألواح من الخشب وقش الأرز وفقاً لمحمد عبدالجليل، أحد أقارب الأسرة المنكوبة: «السبب في الحريق الكبير ده هو انقطاع الكهرباء بشكل مفاجئ، وطبعا حصل تدمير لكل أثاث الشقة والشقتين في الدورين الأرضيين، وهو راجل على باب الله لا يملك من حطام الدنيا شيئا، لاوظيفة ولا شغلانة ثابتة ولا حاجة».
الحماية المدنية والإسعاف وصلوا إلى موقع حريق أبو تمادة في 7 دقائق
تحرك قوات الحماية المدنية والإسعاف والأجهزة الأمنية السريع إلى موقع حريق أبو تمادة، كان له وقع حسن في نفوس المواطنين، وربما خفف من وطأة أثر الحريق كما روى الأهل والجيران، «في 7 دقايق المطافي والأمن والإسعاف وصلوا، الناس مقصرتش ومدير الأمن بنفسه تواجد في المكان، والشرطة والنيابة عاينت، ويمكن التحرك السريع للمطافي خفف من آثار التدمير بالطابقين السفليين، واليوم الأدلة الجنائية عاينت الحريق لمعرفة أسبابه وتبين أنه بسبب ماس كهربائي»، يقولها عم فتحي طلبة، صاحب البيت المحترق.
«ربنا يعوض علينا خير، زوجتي لسة متوفية من 40 يوم والنهاردة حفيدي وحماة ابني، بس أنا نفسي المسئولين يبصوا لحالتنا ويصلحوا بيتنا ويعوضونا، ولادي شغالين على دراعهم ويادوب بيقدروا يأكلوا ولادهم، فياريت الأجهزة التنفيذية تنظر لحالتنا، ومش عاوز أي حاجة من الدنيا غير يصلحوا البيت أو يعطونا سكن بديل».
قلوب وحب وصور كل ما تبقى من الطفل عبدالله بعد وفاته بحريق أبوتمادة
3 قلوب تتوسطهم كلمة «love»، هي الرسمة التي زينها الطفل عبدالله ضياء، 5 سنوات، المتوفي في الحريق، واضعاً على الجانبين أول حرفين من اسمي والديه «ضياء وهناء»، هو ما تبقى من ذكريات الطفل لوالديه، صمم على رسمهم أعلى سرير غرفة النوم، تلك الغرفة التي شهدت لحظاته الأخيرة قبل وفاته، محتضناً جدته التي كانت في زيارة لهم، وشاء القدر أن تتوفى معه: «عبدالله شارك في رسم القلوب، لأنه كان بيحب أمه وأبوه، وكان نايم على السرير ده وحاضن جدته، قبل ما يتوفيا في الحريق، وسموه على اسمي»، يقولها عبدالله فتحي، عم الطفل المتوفي.
«مش باقي منه غير شوية صور على موبايلاتنا، والـ3 قلوب اللي شارك في رسمهم، هدومه كلها اتحرقت وأوضته خلاص عبارة عن ركام بسبب الحريق، مات عبدالله أبو دم خفيف، وترك لينا الحزن»، يرويها عم الطفل بدموع لم تنقطع.
وشيع أهالي قرية أبوتمادة بمركز كفر الشيخ، جثماني «سوسن علي غانم، 70 سنة، وعبدالله ضياء فتحي، 5 سنوات»، في الساعات الأولى من صباح اليوم، بعدما توفيا في حريق شقة بالقرية، كما أصيب كل من «حنان محمد عبدالعزيز، 30سنة، ومحمد فتحي طلبة، 28 سنة، وحمدي عبدالعاطي إبراهيم، 30 سنة، ومساعد بدير محجوب، 46 سنة، وسلام فتحي طلبة، 35 سنة، وجمعه السيد رمضان، 35 سنة، ومحمد فوزي إبراهيم، 35 سنة، وولاء محمد عبدالعزيز، 35 سنة، وهناء فتحي طلبة 34 سنة، بحروق واختناقات».