«ضد الكسر».. «جمال» يشيد بإرادة المصريين رغم «هزيمة 67»

«ضد الكسر».. «جمال» يشيد بإرادة المصريين رغم «هزيمة 67»
- وقوف المصريين مع عبدالناصر
- هزيمة 67
- تنحى عبدالناصر
- جمال عبدالناصر حمل على عاتقه تحرير مصر
- وقوف المصريين مع عبدالناصر
- هزيمة 67
- تنحى عبدالناصر
- جمال عبدالناصر حمل على عاتقه تحرير مصر
ظل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر صامتاً لا يجرى أى لقاءات أو حوارات لوكالات أنباء عالمية بعد حرب 67، لأكثر من 10 شهور، حتى التقى بـ«وليام أتوود»، رئيس تحرير مجلة «لوك» الأمريكية، فى مارس 1968، وكان الحوار مليئاً بالتصريحات الساخنة لـ«عبدالناصر»، الذى كان قد قرر عقب نكسة 67 التنحى عن منصبه، ولكن مع الضغط الشعبى الكبير تراجع عن قراره.
ووجّه وليام أتوود سؤالاً لـ«ناصر» مفاده: معظم المراقبين غير المتحيزين متفقون على أنك استطعت، رغم المصاعب والنكسات فى السنوات العشر الماضية، أن تحتفظ بحب الشعب المصرى وولائه لك، فما السبب فى ذلك؟ ورد الزعيم الراحل على هذا السؤال قائلاً: «أعترف بأننى لم أكن أتوقع رد الفعل الذى حدث عند الشعب حين عرضت أن أستقيل يوم ٩ يونيو، فقد أحسست يومها بأننا فشلنا، وأن علينا أن نتنحى، لكن شعبنا شعب أصيل، وتاريخه الحضارى طويل، وأمله فى الثورة واسع، وإيمانه بالمستقبل واثق، فالشعب بإصراره على بقائى كان يحاول أن يقول إننا ربما نكون قد فقدنا جيشنا ولكننا لم نفقد عزيمتنا». وحول إمكانية حدوث اتفاق بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتى فى مسألة تسوية للسلام، قال «ناصر»: إن الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتى لا يستطيعان الاتفاق على أى شىء فى الأمم المتحدة.
وحرص جمال عبدالناصر خلال حواره على التأكيد فى أكثر من مناسبة على أنه لا تفاوض وإجراء مباحثات مع أحد قبل انسحاب إسرائيل من أراضى سيناء، مشدداً على أنّ إخراج الإسرائيليين من أراضى سيناء ليس هدفاً وحسب، إنما هو واجب.
ورداً على سؤال: «هل ترى الآن أن الحرب ضد الفقر أكثر أهمية من الحرب ضد إسرائيل؟ وهل تمنى فى بعض الأحيان لو أنه لم يتسلم زمام السلطة ويصبح زعيماً لشعب تكتنفه مشاكل اجتماعية واقتصادية كثيرة؟»، فقد أكد «ناصر» أنه لم يكن هناك موضوع حرب ضد إسرائيل، إنما مسألة دفاع شرعى عن النفس، وبطبيعة الحال فإن علينا أن نركز على المسائل الداخلية، مشيراً إلى أنه ليس آسفاً على تحمل المسئولية، فهو يعيش فى خندق لمدة 24 ساعة فى اليوم، وقد كانت له حياته الخاصة الصغيرة حين كان ضابطاً فى الجيش، وحين يعود بالذاكرة إلى ثورة 23 يوليو 1952، لقد هيأت الثورة فرص العمل للجميع، وزادت ميزانيتنا القومية من 200 مليون إلى 1200 مليون جنيه، ولدينا الآن مستشفيات ومدارس لم يكن لها وجود من قبل، والطلبة يدخلون المدارس بحسب مؤهلاتهم، لا بحسب مراكزهم الاجتماعية، وعلى سبيل المثال فإن ابنتى لم تُقبل فى الجامعة لأن مجموعها نقص نمرتين، ولكن سائق سيارتى ابنه دخل الجامعة «كلا.. إنى لست آسفاً، فذلك هو قدرى وأنا راضٍ به».