آخرها ذبح رجل لزوجته أمام المارة.. لماذا انتشرت الحوادث البشعة في مصر؟

كتب: كريم عثمان

آخرها ذبح رجل لزوجته أمام المارة.. لماذا انتشرت الحوادث البشعة في مصر؟

آخرها ذبح رجل لزوجته أمام المارة.. لماذا انتشرت الحوادث البشعة في مصر؟

خلال الآونة الأخيرة، انتشرت موضة «الجرائم البشعة» في حوادث متعاقبة داخل محافظات قبلي وبحري، أظهر المجرمون بها وحشية مفرطة، وصل مستوى العنف فيها لأقصى حد ممكن، حتى أصبحت أغرب من الخيال، استخدم فيها الجناة أسلحة حادة كأدوات للانتقام من ضحاياهم، لقي خلالها أشخاص مصرعهم، وتمنى ضحايا الحوادث الأخرى الموت من بشاعة ما تعرضوا له، وآخرها جريمة ذبح رجل لزوجته في عز النهار أمام طفلها.

اليوم انتشر فيديو لحظة ذبح الرجل لزوجته في الشارع فوق عربة مفتوحة، بعد مشادة كلامية نشبت بين الزوجين، تطورت إلى مشاجرة قررت الزوجة على إثرها ترك منزل الزوجية، فجمعت ملابسها ثم خرجت من المنزل متوجهة إلى منزل أسرتها، بينما لحق بها الزوج ليعيدها إلى المنزل، وحينما أصرت على ترك منزل الزوجية بقرية «جبلة»، التابعة لمركز سنورس بمحافظة الفيوم، جلب سكينًا وطعنها عدة طعنات ثم ذبحها في منتصف الشارع على مرأى ومسمع من الجيران الذين حاولوا إنقاذها ولكن الزوج توعد من يتدخل بالقتل.

خبير أمني: الجناة أصحاب الجرائم البشعة ليسوا مرضى نفسيين ويريدون إرهاب العامة

انتشار جرائم الضرب بالساطور أمر ليس طبيعيًا، ولكنه يعود لعنف داخلي كبير داخل الجناة، وفقًا لما قاله اللواء رفعت عبدالحميد، الخبير الأمني، لافتًا إلى أن المشرع الجنائي شدد العقوبة في أداة القتل إذا كانت ثقيلة وعنيفة مثل الساطور لأنها قاتلة بذاتها، وغير مسموح بحملها بالطرق العامة أو في ارتكاب أي فعل.

وأضاف «عبدالحميد» لـ«الوطن»، أن الضرب بالأسلحة البيضاء في النهار يعد نوعا من أنواع التفاخر بالجريمة وحس العامة على استخدام الأدوات القاتلة بذاتها، وكأنهم لن يكونوا ماثلين أمام القانون نتيجة استخدامها، حيث إنها ترهب من يراها، ومن يحملها يشرع في قتل من يواجهه وهي جريمة في حد ذاتها.

وأشار الخبير الأمني، إلى أن غالبًا من يحمل السلاح الأبيض ويستخدمه في القتل أو الإصابة بعاهات مستديمة هو شخص لا يخشى العقاب، ولا يوجد فرق بينه وبين الفرد الإرهابي الذي يقتل العامة دون وجه حق، فهو فظ القلب ومجرم بالأساس.

ورفض الخبير الأمني، إطلاق لفظ مريض نفسي أو مهتز عقليا على من يحمل الأسلحة، معتبرًا إياهم عقلاء تماما ويعون ما يفعلونه ويريدون إرهاب العامة بحجة أنهم «قلبهم ميت».

نفسي: أسباب الإفراط في العنف تكون إما موروث ثقافي أو مخدرات أو مرض عقلي 

وتعليقًا على هذا الشأن؛ قال الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، إن الجرائم التي حدثت مؤخرًا شهدت عنفًا زائدًا غير طبيعي، سواء بذبح زوج لزوجته أو بغرس طفل مفتاح في رأس زميله، أو ساطور برأس زوجة وتركه داخلها، وهو ما يوضح وجود انحدار ثقافي عام داخل طبقات المجتمع المختلفة.

وأضاف «فرويز» لـ«الوطن»، أن من دوافع الإفراط في بشاعة الجريمة، هو تعاطي المخدرات التي تتسبب في الإفراط برد الفعل وضخامة الإيذاء، خصوصا أنواع المنشطات، مثل «ترامادول وأباتريل»، اللذين يجعلان الشخص يقتل بطريقة وحشية وبدم بارد.

وأشار استشاري الطب النفسي، إلى أن الحالة المزاجية السيئة للمجرم أيضًا، تكون دافعا لتنفيذ جريمته ببشاعة، وتعود لأشياء مثل الغيرة أو الاكتئاب، لافتًا إلى أن الأمراض العقلية أيضًا تلعب دورًا كبيرًا في ذلك، فضلًا عن الموروث الثقافي الذي ننادي به، والذي أدى انحداره لجرائم بشعة بين أفراد الأسرة الواحدة.


مواضيع متعلقة