وزير الشئون الاقتصادية الليبية: التدخلات الخارجية أثَّرت سلبياً على اقتصادنا وعطلت التنمية.. وسيادة الدولة خط أحمر

وزير الشئون الاقتصادية الليبية: التدخلات الخارجية أثَّرت سلبياً على اقتصادنا وعطلت التنمية.. وسيادة الدولة خط أحمر
قال الدكتور سلامة الغويل، وزير الدولة الليبية للشئون الاقتصادية، إن التدخلات الخارجية فى ليبيا أثرت سلبياً على الاقتصاد وعطّلت مشروعات التنمية، مشيراً إلى أن سيادة الدولة الليبية أصبحت الآن خطاً أحمر.
سلامة الغويل: موقف القيادة المصرية شجَّعنا على الاستفادة من تجربة مصر للنهوض بالمجتمع
وأضاف «الغويل»، فى حوار لـ«الوطن» أن موقف القيادة السياسية المصرية من ليبيا شجعهم على الاستفادة من تجربة مصر للنهوض بالمجتمع الليبى، مؤكداً أن جماعة «الإخوان» كانت مجرد فزاعة تعمل لمصالحها الذاتية وقادت الاقتصاد الليبى للهاوية، بينما كان هدف التدخل التركى فى ليبيا تحقيق أطماع أنقرة.. وإلى نص الحوار.
ما وضع الاقتصاد الليبى الآن؟
- الاقتصاد الليبى يشهد تحسناً تدريجياً عقب الاستقرار السياسى الذى تشهده الدولة فى الآونة الأخيرة، بعدما تأثر كثيراً عقب الثورة الليبية والصراعات الداخلية والتدخلات الأجنبية فى العقد الماضى، ومع الهدوء السياسى داخل ربوع ليبيا شهدنا تحسناً كبيراً، ونعمل وفق رؤية تحقق لنا الأهداف قصيرة المدى وأهداف أخرى بعيدة المدى.
وما الرؤية التى تعمل عليها الوزارة حالياً؟
- هناك العديد من الخطط التى تم وضعها فى الفترة الأخيرة، وبالتنسيق مع القيادة السياسية داخل ليبيا، نسعى للاستفادة من الطاقة البشرية المتاحة من المواطنين الليبيين، لأن الدولة القوية ذات الاقتصاد القوى تكون قوية داخلياً ومن خلال التفاف جميع أطياف الشعب خلف قيادة سياسية حكيمة تعبر بالدولة من هذه الأزمات ويعود معها الاستقرار السياسى الذى يؤثر إيجابياً عى الاستقرار ونمو الاقتصاد.
وما بروتوكولات التعاون بين الوزارة والدولة المصرية؟
- التعاون مع مصر الشقيقة تأخر كثيراً بسبب الصراعات الداخلية الليبية، ومصر كانت من أولى الدول التى رحّبت بالتعاون وتقديم كل الخدمات التى يحتاجها المجتمع الليبى، وتم توقيع عدة اتفاقيات بين الدولتين لتقدم الحكومة المصرية عدة خدمات للنهوض بالاقتصاد الليبى وتتمثل فى الاتفاق على إنشاء العديد من الطرق والكبارى لتسهيل حركة تنقل المنتجات داخل ليبيا، وعلى الصعيد التعليمى تمت مناقشة تطوير منظومة العملية التعليمية اللبيبة والاستفادة من الكوادر النابغة فى البحث العلمى والتكنولوجى، أما فى المجال الصحى فتم الاتفاق مع وزارة الصحة المصرية على إنشاء العديد من المستشفيات لعلاج المواطنين الليبيين والاستفادة من الأطباء المصريين، وفى مجال الزراعة تحقيق تبادل مشترك فى كل المنتجات الزراعية.
كيف يمكن أن يتفادى الاقتصاد الليبى الأزمات السابقة التى أثرت سلباً على الوضع داخل ليبيا؟
- هناك تحديات كبيرة تعول عليها الحكومة الليبية خلال الفترة المقبلة، وهى عودة الثقة المفقودة بين المواطن والدولة لأن هناك شرخاً ونعمل على إصلاح ما أفسده السابقون فى قيادتهم لحكم الدولة الليبية، وتشجيع الاستثمار وفتح الباب أمام الجميع وخاصة الاستثمار الأجنبى لتنويع المشروعات التى تعود بالنفع على المجتمع الليبى بصورة عامة، بالإضافة إلى عدم الاعتماد الكلى على النفط فى بناء الاقتصاد.
كيف أثرت الصراعات الداخلية والخارجية على وضع الاقتصاد الليبى؟
- الوضع كان كارثياً، وأشبه بنزيف حاد لا يتوقف فجميع الأطراف كانت تسعى لتحقيق أهداف ذاتية دون النظر لحال الدولة والمواطن، فالجميع كان يشاهد دون تحرك لتغيير الوضع، والعالم كان يقف صامتاً ويشاهد الحروب الداخلية والانقسامات التى جعلت موقف الاقتصاد محرجاً وفى غاية الصعوبة، وعندما تفقد الدولة المصداقية مع المواطنين تقف على حافة الهاوية والسقوط يصبح مسألة وقت.
كيف أثرت جماعة الإخوان والتدخلات التركية على الاقتصاد الليبى؟
- جماعة الإخوان فى ليبيا كانت فزاعة، وكانت تسعى لتحقيق أهداف ذاتية دون العمل لمصلحة الدولة، وليس لها حماية شعبية تدافع عنها، وتصدرت المشهد لفترة من الزمن أدت إلى سقوط الاقتصاد الليبى للهاوية، والتدخل التركى كان لتحقيق أطماع اقتصادية والآن سيادة ليبيا خط أحمر أمام الدول الطامعة فى الثروات الليبية، ولم يكن اختيار الدولة المصرية للمشاركة فى عملية البناء الاقتصادى من فراغ بل بسبب موقفها الواضح لعودة الدولة الليبية لمكانتها الطبيعية دون أطماع.
كيف يمكن أن تستفيد الحكومة الليبية من التجربة المصرية؟
- التجربة الاقتصادية المصرية الجميع يرفع لها القبعة عقب ثورتين متتاليتين وصراعات مع الجماعات الإرهابية فى مختلف ربوع مصر، ومع ذلك الاقتصاد المصرى ظل قوياً وشامخاً بل كان هناك تقدم وتحقيق للأهداف التى تعود على المصريين بنتائج إيجابية تساعد فى تحقيق التنمية المستدامة.
لماذا وقع اختيار الحكومة الليبية على التجربة الاقتصادية المصرية؟
- هناك تشابه كبير بين الثقافة المصرية والليبية، فالظروف المناخية والفكرية تتشابه كثيراً، ولذلك تم اختيار التجربة المصرية لأن عوامل النجاح فيها متعددة، وهى خارطة لعودة العلاقة الطبيعية بين الدولتين، بالإضافة إلى أن موقف القيادة المصرية من الصراعات الداخلية كان ثابتاً ويدعم استقرار ليبيا.
العامل المصري يتميز بالذكاء ويحقق المطلوب منه بسرعة ومدرب جيداً ويجيد العمل تحت ضغط.. وله الأولوية فى مشروعات البناء وإعادة الإعمار
لماذا تم اختيار العامل المصرى للمشاركة فى عملية بناء الاقتصاد الليبى؟
- العامل المصرى يتميز بالذكاء ويحقق النتائج المرجوة وبه العديد من المميزات التى تحتاج لها أى سوق للنهوض بالمجتمع، فالكوادر المصرية كوادر مدربة وتعمل تحت ضغط، وهى مناسبة اقتصادياً وثقافياً وفكرياً.
استعادة عافية الاقتصاد الليبي
الأمر يتوقف على الاستقرار السياسى الداخلى والخارجى، فكلما كان الوضع السياسى مستقراً وتوحدت جميع الطوائف خلف الحكومة الليبية، فمن المتوقع أن يصبح الاقتصاد قوياً خلال ثلاث سنوات على الأقل نظراً لما تمتلكه السوق الليبية من مميزات تساعد على النجاح فى أقل وقت ممكن، ولكن عندما تكون هناك وحدة حقيقية تعمل لهدف المواطن وليس لأهداف شخصية.