الحزب الحاكم في جامبيا يتحالف مع غريمه.. وبي بي سي: كأن ترامب وبايدن اتفقا

كتب: محمد حسن عامر

الحزب الحاكم في جامبيا يتحالف مع غريمه.. وبي بي سي: كأن ترامب وبايدن اتفقا

الحزب الحاكم في جامبيا يتحالف مع غريمه.. وبي بي سي: كأن ترامب وبايدن اتفقا

لا تعرف السياسية العداء الدائم أو الصداقة المجردة، فالمصالح تحكم العلاقات بين الأطراف، وما دامت هناك فوائد تتحقق وثمار تُجنى فلا صوت يعلو على صوت نسيان مشاحنات الماضي، وهذا ما حدث في جامبيا بعدما عُقد اتفاق مثير للجدل بين حزب السلطة بقيادة أداما بارو، وحزب الرئيس السابق يحيى جامع.

ما أثار الجدل هو أن الحزب الأول هزم الثاني في انتخابات عام 2016، والأكثر من ذلك أن حزب يحيى جامع لم يكن يعترف بتائجها لولا تدخل منظمة «إيكواس» وإجبارها «جامع» على تسليم السلطة، والذي اضطر إلى مغادرة البلاد إلى غينيا الاستوائية.

تنافضات التحالف السياسي الجديد في جامبيا

التحالف بين أعداء الأمس دفع موقع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، إلى وصف الأمر بكما لو كان تحالف بين الحزب الديمقراطي بقيادة جو بايدن والحزب الجمهوري بقيادة دونالد ترامب في الولايات المتحدة الأمريكية، موضحة أن أعداء سابقين في جامبيا دشنوا ميثاقا من أجل إجراء انتخابات في ديسمبر المقبل، بين حزب الرئيس الحالي أداما بارو وسلفه يحيى جامع.

لكن يبدو أن هذا التحالف المثير للجدل كان نتاجا لتناقضات كثيرة ظهرت في المشهد السياسي بجامبيا، حيث اتسم حكم يحيى جامع بأنه ديكتاتوريا، وفق «بي بي سي»، كما أن هناك كثيرا من الاتهامات التي طالته بشأن ارتكابه انتهاكات حقوقية، وصلت في نهاية المطاف إلى هزيمة حزب «جامع» في الانتخابات والذي حصل على 40% فقط مقابل منافسه الذي حصل على 43%.

وأعلن «جامع» في البداية استعداده للتنازل عن السلطة، لكنه تراجع عن ذلك لاحقا، إلا أن تكتل «إيكواس» الإقليمي تدخل وأرسل قوات أجبرت الرئيس السابق يحيى جامع على تسليم السلطة ومغادرة البلاد.

دوافع التحالف بين حزبي السلطة والمعارضة

بيد أن حالة الابتهاج التي سيطرت بعد رحيل «جامع» لم تدم كثيرا، فقد واجه الائتلاف الحاكم بعض المشكلات، وأقال الرئيس بارو نائبه أوسينو داربوي، في عام 2019، وهو سياسي مخضرم وزعيم الحزب الديمقراطي المتحد (UDP)، الذي خاض «بارو» تحت بطاقته انتخابات عام 2016.

اتهامات لسياسيي الحزب الحاكم بـ«النفاق»

والواضح أن «بارو» لن يكون مرحبًا به بعد الآن في (UDP)، لذلك في وقت سابق من هذا العام أطلق بمفرده حزب الشعب الوطني (NPP).

وتضيف «بي بي سي»: «كل حتى الآن طبيعي جدا، حتى إجراء مؤتمر صحفي حافل في وقت سابق من هذا الشهر، مد خلاله الحزب الوطني التقدمي يد صداقة رسمية لحزب تحالف يحيى جامع القديم، الأمر الذي دفع كثيرون إلى اعتبار سياسيي الحزب الحاكم حاليا «مجموعة من المنافقين».


مواضيع متعلقة