أسير مفرج عنه يكشف لـ«الوطن» أسرارًا من سجن جلبوع: «تفتيش كل 10 دقايق»

كتب: أنس سعد

أسير مفرج عنه يكشف لـ«الوطن» أسرارًا من سجن جلبوع: «تفتيش كل 10 دقايق»

أسير مفرج عنه يكشف لـ«الوطن» أسرارًا من سجن جلبوع: «تفتيش كل 10 دقايق»

أثناء وجودهم داخل سجن جلبوع التابع للاحتلال الصهيوني، تجمع مجموعة من الأسرى الفلسطينيين في زنازينهم أمام التلفزيون الموجود بداخلها، فوجئوا بخبر هروب زملائهم الـ6 في السجن نفسه، رغم أن إسرائيل تتباهى به ووصفته بأصعب سجن في الشرق الأوسط.

العيون تسيل بالدموع من شدة الفرحة، أثناء تبادلهم التهاني مسرورين بما فعله زملاؤهم، ولكن فاجعهم جنود الاحتلال الصهيوني، وهجموا على جميع السجناء ليطمئنوا على وجودهم جميعًا، بعد هروب الأسرى الـ 6، وأصبح السجن في حالة من الرهبة الشديدة، التي عكرت فرحة الأسرى، بحسب فارس خليفة، أحد الأسرى المفرج عنه منذ أسبوع، خلال حديثه لـ«الوطن».

بعد 15 عامًا من التنقل بين سجون الاحتلال الإسرائيلي، آخرها سجن جلبوع، يروي «فارس»، كواليس ما حدث معه رفقة زملائه بعد هروب الأسرى الـ 6، موضحًا أن السجن أصبح في حالة من الترهيب الشديد الممزوج بالفرحة، مؤكدًا أن جنود قوات الاحتلال كانت تقوم بعملية جرد للسجناء كل 10 دقائق، في حين أن المعدل الطبيعي هو 3 مرات يوميًا، مضيفًا: «صافرات الإنذار اشتغلت وبقينا في حالة توتر على طول، كنا بناخد ساعة كل يوم الصبح نمارس فيها الرياضة يوميًا تم إلغاؤها، لكن كنا متحملين كل ده عشان فرحانين بهروب الأسرى».

علاقة «فارس» بالأسرى الـ 6

تطرق «فارس»، في الحديث عن علاقته بالأسرى الـ 6، مؤكدًا أنه لم يتعامل مع أحد فيهم، سوى زكريا الزبيدي، الذي يعرفه وتشاركا معًا عندما كان في سجن «مجدو»، مشيرًا إلى تواضعه في التعامل رغم أنه قائد: «الزبيدي تحس وهو بيتعامل معاك أنه مش قائد من شدة تواضعه».

مدة أسر «فارس» داخل سجون الاحتلال الصهيوني، بدأت في أبريل عام 2006، حين اعتقل بتهمة إطلاق النار على قوات الاحتلال، وحكم عليه بالسجن لمدة 8 سنوات، حتى خرج عام 2013، وقضى عامًا فقط قبل عودته مرة أخرى 2014، ولم يخرج إلا في 2017، وعاد في العام التالي مرة أخرى 2018، وخرج في 12 سبتمبر عام 2021: «دخلت سجون كتير منها مجدو وهداريم والنقب وآشل وعسقلان وريمون، وآخر شئ كان سجن جلبوع اللي قضيت فيه 37 يوما».

أصعب لحظة في حياة «فارس»

قضى «فارس» البالغ من العمر 34 عامًا، نحو نصف عمره، داخل سجون الاحتلال، عاصر خلالها الأفعال الوحشية التي يقوم بها المحتلون، مشيرًا إلى أصعب لحظة داخل السجون عندما أتاه ضابط إسرائيلي عام 2021، طالبًا منه التفتيش عاريًا: «رفضت أكيد أنه اتفتش وأنا عاري، وبعد دقايق صحيت لقيت نفسي على السرير بعد ما ضربوني على دماغي وفقدت الوعي».

يشيد «فارس» بالشعب المصري، ودوره في الوقوف بجانب فلسطين، مؤكدًا على الأخوة بين الشعبين، مناشدًا كافة المؤسسات في العالم، بضرورة النظر إلى الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون.


مواضيع متعلقة