«أبو أميرة» باع التوكتوك لتعليمها.. التحقت بالطب من محو الأمية (فيديو)

كتب: أسماء أبو السعود

«أبو أميرة» باع التوكتوك لتعليمها.. التحقت بالطب من محو الأمية (فيديو)

«أبو أميرة» باع التوكتوك لتعليمها.. التحقت بالطب من محو الأمية (فيديو)

لم تكن الظروف يوماً رادعاً للطموح والإرادة، بالنسبة لـ«أميرة شعبان غانم عبد الباقي»، فتاة يُضرب بها المثل في التحدي والإصرار والعزيمة، بعدما قهرت ظروفها الصعبة، وأصرت على أن تتعلم وتتفوق، فكان نصيبها ألا يتم تسجيلها أو استخراج شهادة ميلاد لها، فلجأت للتعلم في محو الأمية، وتفوقت على الجميع حتى حصدت أعلى الدرجات، ثم التحقت بالإعدادية وكانت الأولى، وقرر والدها بيع التوك توك الذي كان يعمل عليه لتوفير قوت يومهم، حتى يساعدها في الوصول لحلمها، فتفوقت في الثانوية العامة، وحصلت على 94.5%، والتحقت بكلية الطب بجامعة الفيوم.

 

أميرة تحصد 94.5% وتلتحق بكلية الطب بعد محو الأمية

وحصلت «أميرة شعبان»، أو «الدكتورة أميرة»، كما يناديها الجميع، على مجموع 384 درجة في الثانوية العامة 2021، بنسبة مئوية تجاوزت 94.5%، والتحقت بالكلية الطب بجامعة الفيوم، مُحققة حلمها رغم الظروف الصعبة.

«أميرة» حُرمت من الدراسة بسبب عدم استخراج شهادة ميلاد لها

بدأت رحلة كفاح أميرة حينما كانت في السابعة من عمرها، حيث طلبت من والدها التقديم لها في المدرسة، فأخبرها بعدم قدرته على ذلك بسبب عدم استخراج شهادة ميلاد لها حتى الآن، فلم تيأس بل ذهبت إلى الكُتّاب وحفظت القرآن الكريم كاملاً، ووجدت ذات يومٍ سيارة تأتي من محو الأمية لتعليم الكبار، فطلبت منهم أن يُعلموها وتعلّمت في محو الأمية حتى الصف السادس الابتدائي، وأنهت الامتحان بتفوق بعدما حصلت على الدرجات النهائية.

«أميرة» لم تفرح بشهادة ميلادها.. سجلوها أكبر من عمرها بـ 5 سنين

وطلبت «أميرة» من مسؤولي محو الأمية استخراج شهادة ميلاد لها، نظراً لكونها «ساقطة قيد»، وبالفعل ساعدوها، ولكن حينما ذهبت ليتم تسنينها، فوجئت بقيام الطبيبة بإعطائها عمر أكبر من عمرها بـ5 أعوام، اعتقاداً منها أنّ أسرتها سيزوجونها، ورغم إلحاح الفتاة وأسرتها عليها بتسجيلها في عمرها الحقيقي، إلا أنّها قامت بتسنينها أكبر من عمرها الفعلي بـ5 سنوات، وكانت تلك العائقة الثانية في حياتها، حيث تقدمت للالتحاق بالمرحلة الإعدادية، ولكن رفضت المدرسة حضورها بسبب كبر سنها.

أميرة كانت الطالبة والمدرسة لنفسها في آن واحد

وقالت «أميرة»، في تصريحات لـ«الوطن»، إنّها لم تتذمر، بل طلبت الدراسة بنظام «المنازل»، والتحقت بالمدرسة بالفعل، وحينما لاحظ مدير المدرسة إصرارها سمح لها بالحضور في الفصل بشكل ودي، وأنهت مرحلة التعليم الإعدادي بتفوق، وكانت الأولى على المدرسة بنقص نصف درجة فقط عن الدرجة النهائية، ثم التحقت بالثانوية العامة بنظام المنازل أيضاً، حتى أنهتها هذا العام بتفوق.

والد «أميرة» اضطر لبيع الـ«توكتوك» لينفق على تعليمها

وأضافت «أميرة» أنّ والدها اضطر لبيع التوك توك، مصدر رزقهم، حتى تحصل على درس في مادتي اللغة الإنجليزية والفرنسية، كما اضطر لأخذ قرض من البنك ليوفر لها ثمن الدروس والمواصلات، لذلك كانت تذاكر ليلاً نهاراً حتى تحقق حلمها وحلم أسرتها بالالتحاق بكلية الطب، موضحةً أنّها تريد التخصص في قسم جراحة المخ والأعصاب، وتحلم بأن تصبح معيدة في الجامعة.

«أميرة» تحلُم بمنحة لدراسة الطب بالمجان للتخفيف عن أسرتها

وتقدمت «أميرة» بمناشدة إلى الدكتور محمد أبو الغار، رئيس جامعة الفيوم، بمساعدتها وإتاحة منحة لها لدراسة الطب بالمجان، بسبب ظروف أسرتها الصعبة، وعدم قدرة والدها على تحمل المصاريف، والمواصلات ذهاباً وإياباً، خصوصاً أنّها من قرية «النزلة»، التابعة لمركز يوسف الصديق، والتي تبعد عن محافظة الفيوم مسافة طويلة، مُشيرةً إلى أنّ والدها باع كل ما يملك ليعلمها.

«أميرة»: نفسي في «توكتوك» لأبويا بدل اللي باعه

كما عبرّت «أميرة» عن حلمها في أن يتم توفير «توكتوك» لوالدها، بدلاً من الذي باعه لأجلها، حتى يتمكن من سداد القروض التي عليه، وليوفر قوت يوم أسرته، خصوصاً أنّ لديها 4 أشقاء، إحداهم في المرحلة الثانوية، وتحتاج لمصاريف كثيرة.

والد «أميرة»: قصرت في حقها وربنا عوضها

في سياق متصل، كشف «أبو أميرة» أنّه كان يشعر بالتقصير في حقها، بسبب إهماله في تسجيلها، لذلك باع كل ما يملك، واقترض من البنوك، ليساعدها في تحقيق حلمها، موضحاً أنّها كانت تذاكر خلف باب المنزل على الأرض ليلاً ونهاراً، وكان يستيقظ من نومه في منتصف الليل، فيجدها نامت على الكتاب فيوقظها لتنام، ورغم ذلك كانت تساعد والدتها في الأعمال المنزلية، وتؤدي الصلاة في أوقاتها بانتظام.


مواضيع متعلقة