ملف الخرطوش السلاح الشعبى:| الخرطوش يستعد للانتخابات

ملف الخرطوش السلاح الشعبى:| الخرطوش يستعد للانتخابات
أصبح سلاح «الخرطوش» مرضا خطيراً، ينتشر فى مصر، ويتغول يوما بعد يوم، مهدداً أمن المجتمع المصرى، ومرجحا لكفة البلطجية والخارجين على القانون، فى مواجهات عديدة مع أجهزة الأمن عقب ثورة يناير، وهو ما دعا «الوطن» إلى التحرى -بدقة وجدية- عن هذا السلاح الشعبى، خطير التأثير وواسع الانتشار، وقابلت عددا من حائزيه، والخبراء فى تصنيعه وترويجه على البلطجية بالمناطق العشوائية فى مصر، خصوصا محافظات القاهرة الكبرى، كما تحدثت «الوطن» إلى مصادر أمنية حول طبيعة التعامل مع من يملكون «الخرطوش»، خصوصاً مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، وما يصاحبها من مخاوف انتشار العنف.
ولعب «الخرطوش» دورا أساسيا فى أكثر الأحداث دموية فى مصر منذ اندلاع الثورة، فلم تخل منه أحداث مجلس الوزراء ومحمد محمود واشتباكات ماسبيرو وأحداث العباسية التى شهدها محيط وزارة الدفاع مؤخرا، وأحداث أخرى كثيرة استخدمه فيها مجهولون وحتى بعض قوات الشرطة، كما أثبتت التحقيقات مع الضابط «الشناوى» الشهير بقناص العيون.
وبعيدا عن تأكيدات شهود العيان عن دور سلاح الخرطوش، فى الأحداث الدامية، والتقارير الطبية التى تفيد بتعرض مئات المصابين لرش الخرطوش، فإن مقطع فيديو تناقلته وسائل الإعلام ومواقع الإنترنت، خاص بالمتهم الذى أطلق رصاصة خرطوش على مصور المقطع، أكد ذلك الدور، وثبّت الاتهام لهذا السلاح ومافيا الاتجار فيه، ودورهم فى أحداث العباسية وما شابهها.
ويقول بعض الخبراء فى تصنيع هذا السلاح إن فرد الخرطوش المحلى سلاح لا يزيد طوله على 40 سنتيمترا، ولا يقل عن 20 سنتيمترا، ويتكون من ماسورة بقطر 12 أو 16 ملليمتر من الصلب القوى حتى لا تتأثر بحرارة الطلقة وتنصهر، فتسبب خطورة على حامله، بالإضافة إلى «الزناد» و«الطارق» وسوستة صغيرة تربط بينهما، وإبرة ضرب النار (شاكوش)، ومن الناحية اليمنى، حسب الخبراء، تركب قطعة حديدية تعوق حركة الطارق وتحل محل زر الأمان فى الأسلحة العادية، بالإضافة لهيكل حديدى خارجى ومقبض من المعدن أو الخشب، أما «المقروطة» فهى عبارة عن سلاح خرطوش، كبير الحجم، به ماسورة كبيرة نسبيا يقوم البعض بقصها ليسهل حملها وتزيد من ضخامة صوت الطلقة، أثناء خروجها من السلاح.[Quote_2]
وعن أنواعه، يقول مصنعوه إن هناك البندقية الخرطوش والفرد المحلى الصنع، و«المقروطة»، ويطلق عليها «أبو روحين»، وهى تستخدم غالباً فى الصيد، والأخيران هما النوعان المنتشران فى أيدى البلطجية والخارجين على القانون، وتستخدم لهما طلقات من عيار 12 أو 16 ملليمتر، فيما أكد مصنعو السلاح أن سعر الفرد قبل الثورة كان يتراوح بين 200 إلى 300 جنيه، وبعد الثورة من 1000 إلى 2000 جنيه، وخلال فترة انتخابات مجلس الشعب ارتفعت وأصبحت من 2000 إلى 3000 جنيه، وانخفضت خلال انتخابات الشورى وتراوحت بين 1500 إلى 2500 جنيه، بينما أصبحت الآن تتراوح بين 2500 إلى 3500 جنيه.
وتراوح سعر «المقروطة» ما بين 500 إلى 1000 جنيه فى فترة ما قبل الثورة، لترتفع إلى حوالى 2500 جنيه بعدها، ووصلت فى انتخابات مجلس الشعب إلى ما يتراوح بين 2500 إلى 3500 جنيه، ووصل سعره الآن إلى ما يقارب 4 آلاف جنيه للقطعة الواحدة.
وتتكون الطلقات المستخدمة لسلاح الخرطوش من مقذوف به كمية من البارود، وحوالى 40 بلية حديدية صغيرة أو متوسطة الحجم، وتراوحت أسعارها فى فترة ما قبل الثورة ما بين 3 إلى 5 جنيهات، لتقفز إلى ما بين 25 إلى 30 جنيها بعد الثورة بسبب زيادة الطلب عليها، لتصل إلى أكثر من 40 جنيها للطلقة الواحدة فى الفترة الحالية، وتباع فى السوق السوداء فقط. ومن أشهر الشركات المصنعة لتلك الأنواع من الطلقات فى العالم شركة فيكتورى Victory القبرصية، وشركة وينشستر Winchester الأمريكية التابعة لشركة براونينج للأسلحة، وشركة ريمنجتون Remington الأمريكية أيضا، وريو Rio الإسبانية، ونوبل سبورت Nobel Sport الفرنسية، وبرانكو Branco الإيطالية، وأفار Avar التركية.
ويقول مصدر أمنى إن البعض يلجأون للحصول على كميات من طلقات «الخرطوش» من خلال الحاصلين على ترخيص السلاح بغرض الصيد، فهم يحصلون على تصريح بشراء 500 طلقة سنويا، فيقوم البعض بشراء التصريح، وبالتالى يحصل على الطلقات ويبيعها فى السوق السوداء، أو يقوم صاحب الترخيص نفسه بصرف الطلقات وبيعها بسعر أعلى.[Quote_1]
وتقترب أعداد أسلحة الخرطوش فى مصر من 200 ألف فرد خرطوش، تنتشر فى المناطق العشوائية والنائية، وخاصة بمحافظات القاهرة الكبرى بما يقدر بـ150 ألف سلاح، وهى نسبة تمثل حوالى 35% من الأسلحة الموجودة فى مصر. كما أكد مصدر أمنى ضبط نحو 100 ألف قطعة وآلاف الطلقات منذ عودة جهاز الشرطة للعمل الجاد بعد أحداث الانفلات الأمنى التى أعقبت الثورة، بالإضافة لضبط أكثر من 200 ورشة سلاح تصنع الخرطوش، بينما أكد المصدر قلة أعداد تلك الأسلحة فى محافظات الصعيد والوجه البحرى، حيث تنتشر بنسبة أكبر الأسلحة النارية والآلية وتحديدا فى المناطق الجبلية والزراعات.
وأوضح المصدر أن أحد أسباب انتشار الخرطوش هو قلة نسبة القتل عند استخدامه، بينما يسبب السلاح ترويعا شديدا بسبب صوته المرتفع جدا (حوالى 10 أضعاف صوت الرصاصة الحية من عيار 9 مللى)، وإصابته أكبر عدد ممكن من الأشخاص فى وقت قصير جدا، حيث يمكن أن يصيب ما يزيد على 30 شخصا تقريبا حال إطلاق رصاصة واحدة على تجمع أو مشاجرة، بينما قد يسبب السلاح الوفاة حال إطلاق الرصاص منه من مسافة تقل عن 5 أمتار، على الوجه أو الرأس أو البطن أوالصدر، حيث تخترق القطع الحديدية «البلى» الجسم، وتنتشر بشكل غائر داخل الأعضاء، مما يسبب مشاكل كبرى، تتمثل فى عدم قدرة الأطباء على استخراجها من الجسم، ويضطر المصاب للسفر للخارج لاستخراج كل بلية فى عملية جراحية منفصلة، بالإضافة إلى أن البلى يتحرك تحت الجلد وداخل الجسم، بسبب صغر حجمه وشكله الدائرى.
ولا تستخدم طلقات الخرطوش فى الخصومات الثأرية، بسبب قلة احتمالات تسببها فى الوفاة، بينما يستخدمها البلطجية والمسجلون خطر فى المشاجرات وفرض السيطرة، لصوتها المرتفع ولأنها أيضا تصنع خطا من اللهب يصاحب إطلاق الرصاصة يصل طوله إلى 20 أو 25 سنتيمترا، يصيب مشاهده بالفزع.
وتعد ورش الخراطة والحدادة من أكثر الأماكن التى تصنع فيها تلك الأسلحة، حيث يسهل على الخراط والحداد الحصول على المواد الخام التى يحتاجها تصنيع ذلك السلاح، والأدوات التى تستخدم فى عمليات التجميع واللحام لأجزاء السلاح عقب توافرها.
ويلعب «الخرطوش» دورا رئيسيا فى جرائم القتل والسطو المسلح والسرقة بالإكراه والمشاجرات، وحتى الإصابات الخطأ فى الحفلات والمناسبات. فيما تواجه وزارة الداخلية تجارة أسلحة الخرطوش وانتشارها بشكل واسع، وتحاول زيادة الرقابة على المنافذ الأمنية والمناطق التى تشتهر بالمشاجرات، والبؤر الإجرامية، لكنها لم تتمكن حتى الآن إلا من ضبط كميات صغيرة من السلاح، فى وقت تحتاج فيه البلاد لوضع حد لانتشار البلطجة، لتمر الانتخابات الرئاسية دون عنف أو فوضى.
أخبار متعلقة:
زيادة ملحوظة فى الطلب على«السلاح الشعبى» خلال الأيام الماضية
تاجر خرطوش: يكلفنى 70 جنيهاً وأبيعه بـ4 آلاف
فى المحافظات.. سلاح رخيص للثأر والحماية والبلطجة
10ملايين قطعة سلاح فى مصر