جرائم بشعة تحت شعار «غدر الصحاب».. وأستاذة اجتماع تفسر السبب

كتب: كريم عثمان

جرائم بشعة تحت شعار «غدر الصحاب».. وأستاذة اجتماع تفسر السبب

جرائم بشعة تحت شعار «غدر الصحاب».. وأستاذة اجتماع تفسر السبب

«غدر الصحاب»، جملة يمكن سماعها في الأغنيات أو تكون مشهدا في قصة درامية، ولكن في الآونة الأخيرة أصبحت واقعا وحقيقة، بعد أن جسدت بعض الحوادث كيف يغدر الصديق بصاحبه، وإلى أي حد أصبحت علاقة الصداقة عديمة القيمة لدى البعض، آخرها واقعة المهندس أحمد عاطف الشهيرة بمحافظة الدقهلية والتي غدر فيها صديقه له وأوهمه بتعطل سيارته بجوار كوبري جامعة المنصورة، قبل أن يدفعه في المياه ليموت غرقًا حتى لا يأخذ منه الأموال التي يطالبه بها.

واقعة المهندس المختفي لم تكن الأولى التي جسدت غدر الأصدقاء، ولكن سبقتها حادث قتل نجلاء نعمة الله، فتاة كفر الدوار داخل مول شهير بمحافظة البحيرة، خنقًا وطعنًا على يد صديقتها وشابين آخرين، بغرض السرقة، كما أوضحت التحقيقات ولأنها كانت تريد أن تأخذ مكان القتيلة في العمل، على الرغم من العلاقة القوية التي جمعتهما.

أستاذة علم اجتماع: الحاجة للمال تدفع للقتل.. والإدمان يجعل الشخص لا يفرق بين صديقه وعدوه

وتعليقًا على هذا الشأن، فسرت الدكتورة سوسن فايد أستاذة علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، الجرائم التي يغدر فيها الصديق بصديقه، قائلة إن الغدر يمكن أن يصل إلى حد الإيذاء أو الاتفاقات السرية في الخفاء ولكن أن يصل الأمر حد القتل، فهو ما يجب الوقوف أمامه وتحليله بشكل دقيق، خاصة بعد أن أصبح آفة مجتمعية.

وأضافت «فايد»، لـ«الوطن»، أن عدة عوامل تجتمع وتجعل الشخص يخرج عن وعية وشعوره، ويرى صديقه عدوا يجب الخلاص منه، منها فقدان الوعي والحالة المادية السيئة، وأحيانا حب المادة والطمع في الحصول عليها حتى لو على سبيل علاقة الصداقة.

وأشارت خبيرة علم الاجتماع، إلى أن التعرض للعنف عبر السوشيال ميديا أو التليفزيون دائما، من خلال أفلام ومسلسلات دامية، أو حتى ألفاظ الأغنيات الشعبية التي تحتوي على كلمات عنيفة للأخصام، تصنع حالة من التجرؤ على العنف، فحينما يقع الشخص في مشكلة يجد أمامه القتل والعنف هو الحل الأسهل والمتاح وأول الخيارات التي يطرحها له عقله.

كما أوضحت، أن إدمان المخدرات والتعاطي، قد يكون سببًا لخروج الشخص عن وعيه، بالإضافة إلى ضعف الضمير وأزمة القيم، وبعد ذلك يصاب ببرود عاطفي يجعله يجهل صديقه من عدوه ويقوم بجرائمه، ثم تصيبه بعد ذلك حالة من الندم وجلد الذات، لعدم إدراكه الكامل بما فعل.

وأكدت أن الأمر يحتاج إلى التوجيه من المؤسسات الدينية والإعلام ومواجهة الإدمان، فضلا على نشر ثقافة تعرض المريض للطبيب النفسي، وأنها ليست وصمة عار وذلك من خلال التعليم والثقافة.


مواضيع متعلقة