بالصور| مشروع كوبري "الدولفين المصري" معلق بين الموافقة الحكومية والقطاع الخاص

بالصور| مشروع كوبري "الدولفين المصري" معلق بين الموافقة الحكومية والقطاع الخاص
يستقل سيارة.. يرتقي الكوبري، زحام يشغل الجميع في شمس صيف حارقة أو لسعة برد الشتاء، وفيما يركز من حوله في نفس الأمور، اتجهت عيناه على الكوبري نفسه، هيئته بنيته أسواره، صورة تقليدية يعجها الزحام والسيارات من ناحية، والقمامة والتكسير والتهالك والإهمال من ناحية أخرى، أغمض عينيه وأطلق لخياله العنان، بحسه الهندسي وضع تصورا لكباري "ولا في الأحلام" ليخلق نبتة من العدم.
عبدالله علي عبد الرحمن، مهندس حديث التخرج، لم تتوقف طموحاته حد الأحلام، بل سعى لتحقيقها، دفعته حالة الكباري وشكلها المهمل، فاتجه ذهنه للبحث عن كيفية استغلال الكباري خاصة التي تمر على النيل، تكسبها شكلا جماليا وفي نفس الوقت لا تحتاج إلى تكاليف باهظة لتنفيذها، من مجموعة من المهندسين كون المهندس الشاب فريقا، وبدأوا تسطير أفكارهم ورؤيتهم للمشروع.
مشروع تجميلي على مستوى عال واقتصادي في الوقت ذاته، كان وجهة الشباب في تحريك دفة مشروعهم، ومن خلال الاطلاع على التكنولوجيا في بلاد العم سام، رسم الفريق مشروعهم، كوبري تغطيه مواسير وأعمدة رفيعة دائرية، تحده المياه على جانبيه في منظر جمالي، تعرض الإعلانات على شاشات كبيرة فيه، كان الأساس الذي بنى عليه الفريق الخطوط العريضة لمشروعهم، بألوان وتصميمات مختلفة وجذابة، تجعل الكباري المصرية تشبه إلى حد كبير دول العالم غير الثالث.[FirstQuote]
جمع الشباب تصورات مشروعهم الذين أسموه "مشروع الدولفين المصري" في صور مبتكرة وعرضوها على الشبكة العنكبوتية، وكما أوضح "عبد الرحمن" لـ"الوطن"، فإن دبي والدمام بالسعودية وإسرائيل أرادوا شراء المشروع وتنفيذه، إلا أن الفريق فضل التواصل مع الشركات المصرية لتنفيذه على أرض بلاد تستحق سعي شبابها وتحقيق أحلامهم في واقعها، عدد من الشركات المصرية أبدت إعجابها بالمشروع ورغبتها في تنفيذه، يتوقف الأمر فقط على موافقة حكومية".
كحجري نرد تحول الفريق صاحب المشروع، فالشركات الهندسية تحتاج موافقة حكومية لبدء التنفيذ، وعند الاتجاه لوزارة السياحة التي أبدت هي أيضا موافقتها من خلال مكتب تنشيط السياحة إلا أنهم يحتاجون مخاطبة شركة المقاولات التي ستنفذ المشروع، عائق وجد أمام أحلام شباب المهندسين، فقرروا عرضه على مجلس الوزراء ومؤسسة الرئاسة مباشرة.
"المشروع لن يكلف الدولة كثيرا".. قالها عبدالله بنبرة تستعطف الواقع لتحقيق أحلام تفيد بلاده، فأحلام الشباب لم تقف عند حد الشكل الجمالي للكباري على النيل، بل مشروع تجميلي سياحي اقتصادي كان هدفهم، حيث خططوا للاعتماد على توليد كهرباء من المشروع ذاته، كما أن اللوحات الإعلانية من خلال مساحتها بالأمتار، ستدر أرباحا سنوية كبيرة، وستفوق أرباحه أضعاف تكاليفه، الذي وضع لها الفريق ما يقرب من 10 ملايين جنيه كحد أدنى، ستحدد بدقة عند تسلم الشركة المختصة بتنفيذه للمشروع وعمل دراسة جدوى دقيقة لاختيار المعدات وطرق تنفيذه.
"كوبري عباس".. كان الخيار المفضل لفريق مشروع "الدولفين"، لبدء رسم المشروع عليه، فهو في وسط العاصمة ويربط الجيزة بالمنيل في منطقة حيوية، إلى جانب أن المواطنين يفضلونه ويتوافدون عليه باستمرار، فيقومون حاليا برسم تصميماته، ويأتي بعده كوبري "ستانلي" بالإسكندرية وعدد من الكباري بأسوان، ولأنهم يروون أن التكرار تقليد، فقرروا أن يكون لكل منهم تصميم مختلف عن الآخر وفقا للبيئة المحيطة به، وبدراسة المواصفات الهندسية للكوبري، ومعرفة أطواله وعروضه، بدء الفريق في رسم وتركيب مشروعهم على كوبري عباس، من ناحية التخطيط والدراسة، التي تتوقف على الموافقة الرئاسية للتنفيذ.[SecondQuote]
كثير من العقبات والعوائق تقف أمام التنفيذ الفعلي للمشروع على أرض الواقع، إلا أن عبدالله وفريقه حددوا كافة العقبات التي تعيقهم مع إيجاد الحلول لها، كان أكبرها كيف ستمر المراكب من تحت الكباري، أوجد لها الفريق عدة حلول منها خلق مساحات لمرور المراكب من خلال تصميم المواسير، أو التحكم فيها إلكترونيا لمرورها في النيل تحتها، إضافة إلى التفكير في عمل قباب خاصة بالمراكب لمرورها، العقبة الثانية كانت توليد الكهرباء للمشروع ذاتيا، من خلال التعاون مع شركة حديثة في مصر لتوليد الكهرباء بالطاقة الكهرومغناطيسية، اتجهوا أيضا لاستخدام ما يعرف بـ"مطبات توليد الطاقة"، ما يقرب من 5 أو 6 مطبات على طول الكوبري، تقي من الحوادث من ناحية، وتولد الكهرباء من خلال مرور السيارات والمركبات والضغط عليها، كما فكروا في استخدام الخلايا الشمية لتوليد الكهرباء.
لم يخش مجموعة الشباب من سلوكيات بعض المواطنين المخربة، فدرسوا تأمين الكوبري ومعالمه بطرق تقيه من التلف، إذا ألقى أحدهم طوب عليه أو على وزجاجه أو أحد شاشاته الإعلانية، من خلال استخدام مواد قوية جدا، بخاصة مع وجود صيانة دورية بشكل شهري لحل المشاكل التي تقابله فورا، كما وضعوا في حسبانهم مرور مظاهرات أو وجود مشاجرات أو سلوكيات سيئة.[ThirdQuote]
سخر الفريق كافة الأفكار والحلول للمشكلات التي تواجه "الدولفين المصري"، ومن جهة أخرى حاولوا بقدر الإمكان تسخير كافة الإمكانيات لتحقيق أعلى استفادة ممكنة، فمن خلال تركيب شاشات وعرض موجز إخباري يطلع عليه المواطنين أثناء مرورهم بالكوبري، كانت أفكار عبدالله وأصدقائه المهندسين خارج الصندوق، كما يحلمون بتركيب "ساوند سيستم" على الكوبري بالكامل، ووضع ساعة كبيرة لإتاحة معرفة الوقت، إضافة إلى عرض الإعلانات بطريقة "3D" و"4D".
على الرغم من الخيال المطلق للشباب في رسم مشروعهم، والذي ينذر لكل من يسمع عنه بعدم تنفيذه على أرض الواقع، بخاصة مع تأرجح موافقة تنفيذه بين الحكومة والقطاع الخاص، وضع الفريق كافة الاحتمالات السلبية والإيجابية نصب أعينهم، فقال عبدالله "إن احتمالات تنفيذ المشروع أقل من احتمالات نجاحه"، إلا أنهم يتطلعون لاحتماليات كبيرة لتنفيذه نظرا لأنظمة الأمان المخططة في آليات تنفيذه بطريقة هندسية مُعد لها جيدا، دون تأثيرات سلبيه له على البيئة، ونجاحه اقتصاديا وتجميليا، يجعل العالم ينظر لكباري مصر بشكلها الحضاري.