استشاري تغذية تكشف الحلول الجذرية لفقدان الشهية عند الأطفال

كتب: محمد أبو عمرة

استشاري تغذية تكشف الحلول الجذرية لفقدان الشهية عند الأطفال

استشاري تغذية تكشف الحلول الجذرية لفقدان الشهية عند الأطفال

تعاني الكثير من الأمهات من رفض أطفالهن للأكل وعدم اشتهائه، ولم تقتصر مشكلة فقدان الشهية على الأطفال فقط بل تمتد لتشمل كل الأعمار، وتعتبر مرحلة الطفولة والتي تمتد إلى سن 18 عاما، هي أكثر المراحل التي تحدث فيه هذه الظاهرة.

تقول الدكتورة آمال صبري استشاري التغذية العلاجية: «إن أسباب فقدان الشهية عديدة، فهي إما أنها تحدث فجأة نتيجة الإصابة بمرض حاد كنزلات البرد والالتهابات الفيروسية أو البكتيرية، وإما أنها تكون موجودة منذ فترة لأسباب عضوية أو نفسية».

أسباب عضوية لفقدان الشهية عند الأطفال يجب علاجها

وتضيف «صبري» لـ «الوطن»، أنه من الأسباب العضوية التي ينبغي استبعادها قبل العلاج، انسداد الأنف المزمن بسبب تضخم في اللحمية والتي تؤثر على تذوق الطعام وشم رائحته مما يسبب عدم اشتهائه، وإصابات فطرية وتقرحات مؤلمة متكررة في الفم، وارتجاع حمض المعدة في المرئ مما يؤدي إلى التهابه المسبب للألم أثناء البلع، والتهابات في جدار المعدة بسبب جرثومة المعدة، وانتفاخ وغازات في القولون بسبب الإمساك المستمر، والطفيليات، أو الديدان.

أسباب فقدان الشهية بين الأطفال

وتشير الاستشاري، إلى أن من بين الأسباب أيضا مشاكل هضمية بسبب التحسس أو عدم التحمل لنوع معين من الطعام، مثل الحساسية ضد جلوتين القمح ومشتقاته أو عدم تحمل لاكتوز الحليب ومشتقاته، والأنيميا بسبب نقص الفيتامينات والمعادن الهامة مثل الحديد، الزنك، حمض الفوليك، فيتامين ب، ويرجع ذلك لسوء التغذية بسبب السلوكيات التغذوية الخاطئة مثل تناول الحلويات والمقرمشات والعصائر الجاهزة وإهمال المأكولات الصحية، والتهابات في البول، أمراض الكبد والكلى والقلب.

ومن الأمثلة للأسباب النفسية فقدان الشهية العصبي والذي يكثر في الفتيات في سن المراهقة مثل مرض «Anorexia Nervosa»، ويحدث فيه فقدان الوزن غير الطبيعي بسبب الخوف الشديد من زيادة الوزن نتيجةً لخللٍ في الإدراك لصورة الجسم الحقيقية، والغيرة بسبب قدوم طفل جديد، والشعور بالخوف وعدم الأمان بسبب العنف الأسري أو فقد أحد أفراد العائلة، والرغبة في جذب الانتباه والاهتمام، وخاصة في حال تجاهل الطفل وعدم احتوائه، وإكراه الطفل على تناول طعام لا يرغبه مما يفقده الشهية لكل أنواع الطعام الأخرى، والغضب والثورة على الطفل وإجباره على أكل كل الكمية المقدمة له، والتي أحياناً يتقيأها بعد تناولها، بحسب «صبري».

وتوضح أن بعض الأمهات تلجأ إلى فواتح الشهية متجاهلة مضاعفاتها على الجهاز العصبي والأسباب الحقيقية للمشكلة، أما العلاج الجذري لفقدان الشهية عند الأطفال يكون بعلاج الأسباب العضوية والتي بجب استبعادها بالفحص الإكلينيكي والعملي وكذلك النفسية، وإعطاء مضادات للطفيليات والديدان إن وجدت، وإعطاء الفيتامينات والمعادن في حال وجود الأنيميا بجرعات مقننة لفترات محددة تحت إشراف طبي، وعلاج التهابات الميكروبية بالمضادات الحيوية.

العلاج النفسي لحالات فقدان الشهية العصابي

هناك عدة طرق يمكن من خلالها علاج حالة فقدان الشهية، من بينها أن يكون وقت تناول الطعام كله مرح وبهجة، وتقديم وجبات صغيرة متعددة تحتوي على مكونات غذائية لأكثر من مجموعة من مجموعات الطعام، مثل الحليب بالشوفان والموز والتمر مع إضافة المكسرات وجوز الهند، وتقديم الخضار والفاكهة على شكل أشكال جذابة في أطباق ملونة، وعدم إكراه الطفل على تناول الطعام، وتغيير طريقة تقديم الطعام المرفوض أو خلطه مع طعام أخر يحبه الطفل.

وتقول «صبري» إنه يمكن العلاج أيضا بالتوقف عن تناول الحلويات والمقرمشات والعصائر واستبدالهم بالخضار والفاكهة بطرق لذيذة وجذابة، كذلك ينصح الخبراء بأن يراعي الآباء سلوكياتهم الغذائية أمام الأطفال منذ الصغر حتى يقدموا لهم النموذج والقدوة.


مواضيع متعلقة