سامي عبد الراضي يكتب: «الأهلي وعيسى».. مباراة الوعي وفتنة الكرة
أصدقائي وأحبائي من جماهير الزمالك العظيم.. اسمها «لعبة» كرة القدم.. ليست حرباً وليست معركة.. نحن نستمتع بالمباريات وبـ«التحفيل» بيننا عقب كل مباراة.. لا نضع كلمة مُسيئة أو جارحة.. هنا مئات ومئات من زملكاوية هم في الأصل.. زملاء وأصدقاء وأحباء.. ولكن أقسم بالله.. لا أعرف ماذا تفعلون بنا.. إذا فزتم مثلا في نهائي أفريقيا الماضي.. أو قدر الله لكم الفوز بالبطولة التي تلته.. مثلما حدث مع الأهلي.. أخذ التاسعة والعاشرة في 10 شهور..
ماذا تفعلون وكيف تصيحون وراء بعض .. بعض الحمقى.. إذا ذهبتم إلى كأس العالم للأندية وعدتم بميدالية.. وماذا ستفعلون إذ كنتم تنتظرون الذهاب خلال شهور من جديد إلى كأس العالم للأندية.. لا أعلم !!
ما كل هذا.. لم يفعله الأرجنتينيون بعدما هزموا البرازيل في عقر دارها وحصلوا على «كوبا أمريكا».. ولم يفعلها الطليان عندما هزموا الإنجليز وحصلوا على كأس أوروبا.. ولم يفعلها أنصار رونالدو الذي وصل إلى قمة هدافي العالم.
ما كل هذا.. وهي لعبة.. باركنا لكم مرة واثنتين وثلاث.. رغم مجاملات التحكيم وأخطاء «أهل الفار».. لم نقل إلا جملة واحدة.. قلنا فريقكم متناغم.. استحق البطولة واسترداد الدرع الغائب بعد 6 سنوات.
قد تكون مناوشاتنا هنا تحت السيطرة.. مقدرة.. مقننة.. ولكن إذا وصلت إلى برامج التوك شو.. وتصاعدت وتيرتها.. ستكون العواقب وخيمة وكارثية.. يكفي أن جماهير الكرة لن تعود إلى الملاعب.. كما هو الحال في أوروبا وفي الدوريات الكبرى هناك.. سنظل هكذا سنين..
سيبقى منتخبنا.. منتخب البدري.. لا كرة.. لا متعة.. وقد يحدث عدم وصول لكأس العالم.. ونحن نملك واحدا من أعظم لاعبي العالم الآن.
سيداتي.. أنتم ترون شيكابالا.. أسطورة.. أنتم أحرار وهذا سقف طموحكم.. إذا استبعدتم حسن شحاته وحمادة إمام الذي جعل الناس تحب الزمالك.. وإذا استبعدتم فاروق جعفر وإبراهيم يوسف وحازم إمام.. أنتم أحرار.. الأسطورة أسطورة.. بأدب.. بأخلاق.. بمهارة.. باحترام لنفسه ومنافسه ..حتى وإن كان هناك صغار يفعلون الخطأ.. يجب أن يتم منعهم ..يجب ألا نورث مثل هذه الجرائم لأجيال قادمة.
نتحدث عن «الوعي» ولا نجده.. لن أنتقد إبراهيم عيسى لأنه أستاذي ..ولكن ما فعله غير منطقي.. منذ سنوات قال عن مشجعي الزمالك والزمالك ما قاله مالك في الخمر.. وكيف أنهم معقدون ومرضى ..وهكذا ..كان عليه أن يحتفل وبهدوء دون تجريح أو إساءة لشعار نادٍ عظيم هو النادي الأهلي.. قالها صالح سليم ألف مرة: «الأهلي فوق الجميع».. والجميع ليس أنت أو جمهور ناديك.. أو نادٍ آخر.. الأهلي فوق جميع أعضائه ولاعبيه وجماهيره.
لم يكن «عيسى» وهو أستاذ وحبيب أن ينجرف ويدخل أم كلثوم ونجيب محفوظ وزويل.. هذا يقوله «بلية» في ورشته.. وحمو في مقهاه.. وليلى وهي تغيظ سعاد في كوافير «حسنية»..
ماذا لو عددنا من أهلاوي ومن زملكاوي من الشخصيات العامة في مصر.. هنا نجوم كبار وعمالقة.. وهنا نجوم كبار وعمالقة.. لكن الانزلاق هذا جريمة..
وكنت أتمنى من الأستاذ إبراهيم أن يرتفع كعادته بفكره وثقافته ويسمو بعيداً عن تفكير البسطاء والعامة وخاصة في أمور «لعبة».. هي لعبة كرة القدم..
شاهدنا حليم في المدرجات.. وشاهدنا شكري سرحان.. وشاهدنا مئات من نجومنا.. وكان بعضهم يحفل.. ويرمي الإيفيهات..ولكن لا يلقي سموما..
عزيزي الزملكاوي.. ألف مبروك الدوري العام.. ونتمنى أن تكون أفريقيا من نصيبكم في العام المقبل.. ليس هناك فريق في العالم يفوز مطلقاً.. ولا فريق يخسر بثبات.. هناك منافسة.. يجب أن تكون شريفة ..هادئة ..معقولة ..بها تحفيل وليس بها «جرائم» وفتنة.. مصر وجماهيرها أكبر من لعبة «تُركل بالأقدام».. أكبر من هذا العبث ومن «لعب العيال» ومراهقة الكبار.